الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم مفتوح للمعاقين يستعرض تجارب «ناجين» من الانحراف

يوم مفتوح للمعاقين يستعرض تجارب «ناجين» من الانحراف
27 ابريل 2012
اختار مكتب ثقافة احترام القانون في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، هذا الأسبوع، تنظيم يوم مفتوح للمعاقين، في مركز رعاية أحداث المفرق في شرطة أبوظبي، برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، احتفالاً بأسبوع الأصم العربي الـ37. وتضمنت أجندة اليوم استعراض تجارب لأحداث نجحوا في النجاة من فخ الانحراف. (أبوظبي) - تخلل “اليوم المفتوح” للمعاقين، الذي نظمته وزارة الداخلية احتفالا بأسبوع الأصم العربي السابع والثلاثين، فعاليات وأنشطة مجتمعية مختلفة، استهدفت شريحة المعاقين، والأحداث الجانحين؛ لتمكينهم من التواصل مع الآخرين بسلاسة، من دون شعور بالانعزالية عن المجتمع، حيث تركزت الفعاليات على تطوير التعليم الذاتي، والتفكير الإبداعي، والدمج الاجتماعي، والأنشطة الرياضية والفنية والترفيهية، والمشاركة في مسابقات متنوعة، كما ضم اليوم معرضاً لمجموعة من اللوحات من إبداع الأحداث. كما اشتمل على مجموعة من الأشغال اليدوية، بالإضافة إلى معرض للفنانة فاطمة المنهالي، وشهد الحدث حضور شخصيات عدة مؤثرة من عالم الفن والإعلام والرياضة. النموذج الصالح قدّم مكتب ثقافة احترام القانون ورشة بعنوان “القراءة وأهميتها في حياتنا”، تلتها فقرة “النموذج الصالح”، قدمها ماجد الزعابي، بالتعاون مع سعيد النيادي، وشهاب النعيمي من مركز أبوظبي للتدريب المهني، أعقبها عرض لمسيرة “تكاتف”، فيما قدمت سهيل البستكي دورة عن “لغة الجسد”، وتحدث الإعلامي عبد الله إسماعيل عن مسيرته الإعلامية. وفيما يخص فقرة “النموذج الصالح”، قال حسن علي، الذي أنهى دراسته بمركز التعليم والتأهيل المهني، ويعمل موظفا بجمارك ميناء زايد، إنه تعرض لمواقف في الحياة، كانت بدايته تركه للدراسة وهو في سن صغير. وأوضح “عندما تلقيت الدعوة إلى الحضور اليوم، والإدلاء بتجربتي، قلت مع نفسي ما الهدف من ذلك؟ وما الذي سيستفيد منه المتلقي؟، لكن فيما بعد أدركت أن ذلك سيكون مفيدا جدا، خاصة لمن يحتاجون إلى قوة دافع للتحسن”. وتابع “تجربتي تتلخص في الآتي انحرفت عن طريق الصواب، وكان السبب رفاق السوء، حيث انجذبت إلى الشارع ولمغامراته، على الرغم من أن والدي كانا يعتنيان بي، ويوفران لي كل احتياجاتي، لكنْ في جانب آخر فإن الإهمال له دور مهم في الخروج عن طريق الصواب، تركت الدراسة وعمري 16 سنة، وكنت مولعاً بالسهر، والدخول إلى البيت متأخراً، وارتكاب الحماقات أثناء هذه الفترة، التي لم تضر أحداً بقدر ما أضرت بي. وكان سبب رجوعي إلى الصواب أهلي، وعنايتهم وتفهمهم لمشاعري، وعندما عرفت بمركز التعليم والتأهيل المهني انخرطت فيه، وقضيت ثلاث سنوات، وبعدها أتيحت لي فرص عدة للعمل، اخترت منها جمارك ميناء زايد في أبوظبي، أما ما سأقدمه للأحداث اليوم من تجربة ورسالة، فإنني أقول لهم إن الحياة كلها أمامهم، وهناك متسع كبير من الوقت للتعافي والرجوع إلى المجتمع بصحة جيدة وعقلية جيدة”. صفعة اليقظة من جهته، ماجد سعيد، متزوج وأب لأربعة أطفال، روى قصة دخوله المؤسسات العقابية، موضحاً “أن لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس”. وقال “تلقيت تربية جيدة، ولكن عندما وصلت سن المراهقة ضربت القيم والأخلاق عرض الحائط، فلم أكمل دراستي، بعد ذلك التحقت بوظيفة عسكرية، ثم تزوجت ورزقت بأطفال، واستسلمت للشيطان مرة أخرى، وصاحبت أصدقاء السوء مرة أخرى، وبعد دخلت المنشأة العقابية، اسودت الدنيا في وجهي، وكانت بمثابة الصفعة التي أفاقتني من غفلتي، أحسست بالضياع، وإثر فيّ غياب أبنائي عن عيني، شعرت أنني لن أراهم مرة أخرى، ولكن المسؤولين والموظفين في المنشأة تعاملوا معنا أحسن معاملة، وأعادوا الثقة في أنفسنا، وعندما جاءني خبر الخروج من السجن توقعت أن لا أحد سيتقبلني، لكن كان العكس، تقبلني أهلي ومجتمعي، واستطعت استكمال دراستي، وحصلت على وظيفة جيدة”. وقال شهاب راشد، شرطي مرور، إن إهمال الوالدين، وحياة الفراغ التي يعيشها الأطفال، والدلال الزائد، وعدم شغل الوقت بهوايات ورياضات، لهو أكبر بلاء يمكن أن يدمر حياة الفرد. وعن تجربته، قال “لم أضر أحدا، بقدر ما ألحقت الضرر بنفسي، بحيث قمت بكل ما يمكن القيام به من تهور، والقيادة بسرعة طائشة. ومن الأمور التي كنت أقوم بها كثيراً، وأثرت علي، هي الجلوس أمام الكمبيوتر والتجوال في مواقع الإنترنت، والألعاب الإلكترونية، بمعدل 6 ساعات في اليوم، وانقطعت عن الدراسة”. وأضاف “إهمال الأهل والدلال الزائد يؤديان إلى الانحراف، لكن بعدما تعرفت إلى مركز التعليم والتأهيل المهني تغيرت حياتي إلى الأحسن”، لافتاً إلى أن إجازات الصيف تشكل خطراً على الشباب إن لم يتم استغلالها بكل ما هو مفيد. إحداث التأثير قال صلاح الغول، مدير مكتب ثقافة احترام القانون، إنه “سبق وأصدرنا كتيب (حقوقهم وواجباتهم) بسبع لغات، واللغة الثامنة كانت لغة “برايل”، واتضح لنا فيما بعد أن هناك فئة لا تصلها معلومات الكتيب، وهي فئة الصم والبكم، فاخترنا أن يكون محتواه بلغة الإشارة”. وأضاف “فكرة إقامة الفعالية في مركز الأحداث كانت بهدف تمرير رسائل تعليمية وتثقيفية وتحفيزية لهم، من خلال سرد تجارب هذه الفئة المحرومة من السمع، التي استطاعت أن تخلق وتبدع من دون توجيه مباشر، كما أنها فرصة لشرح محتوى الكتيب أمامهم”، مشيراً إلى أن حضور الفنانين وشخصيات المجتمع المؤثرة كان له دور كبير في الإقناع”. وتابع “عملنا على استقدام بعض الجانحين سابقاً، والذين كانت لهم تجارب، وتم إصلاح حالهم، وهم اليوم فاعلون في المجتمع للحديث عن تجاربهم، لخلق تأثير في الأحداث، ولتغيير نظرتهم للمستقبل، والتأكيد لهم أن الفرص ما زالت متاحة أمامهم”. وتخلل الحفل فقرات ترفيهية عدة، كما كان للأحداث جلسات خاصة مع بعض النماذج الحية، والتي أصبحت فاعلة في المجتمع، بعدما كانت سابقا تعاني الضياع، بحيث التقوا بهم شخصياً، وأعطوهم نصائح على المستوى الفردي. وأوضح الغول “اليوم المفتوح” يهدف إلى توعية الأحداث بضرورة سلوك الطريق الصحيح الذي هيأه المجتمع لأفراده بفئاتهم وشرائحهم كافة، ورفع مستوى الوعي القانوني لديهم، إضافة إلى نشر بعض المفاهيم القانونية، تحقيقاً للتوعية المنشودة. طاقات الإبداع من جانبه أعرب الفنان حسين الجسمي عن بالغ سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، لا سيما وأنه سفير فوق العادة للنوايا الحسنة، وقال “قدمت أغنية “الأم”، وهي عبارة عن مقطع مرتجل أديته مع الأطفال، وهذه الفئات، ومنهم الأحداث، هم أبناؤنا، نقول لهم إننا ننتظر منهم الأفضل، خاصة المعاقين، فهم دائما وفي كل المناسبات، يظهرون طاقاتهم الإبداعية، ويبهرون الجميع بذلك سواء في الرياضة أو الفن، وكثيرا ما يشكلون نموذجا يحتذى به”، مؤكدا أن مشاركته في هذا اليوم محاولة متواضعة منه لرسم البسمة على وجوه هؤلاء، والذين يوجد من بينهم العديد من المبدعين وأصحاب المهارات الكبيرة. واجتمع الجـسمي بمجموعة من الأحداث، وقدم إليهم مجموعة من النصائح أتبعها بتقديم عدد من الأغنيات بمشاركتهم، منها أغنية “الأم” التي لاقت تجاوباً واستحساناً كبيراً من جميع المشاركين في اليوم المفتوح، ليبدي إعجابه بما شاهده من فعاليات ومعروضات، لافتاً إلى أن هذه الفئة تمثل شريحة من جمهوره، وأنه بصدد طرح أغنية جديدة خلال هذا العام، تصاحبها ترجمة بلغة الإشارة. وتولى الجسمي مهمة تكريم المشاركين في اليوم المفتوح، إلى جانب أنه تنقل في جميع أقسام اليوم المفتوح الذي تضمن عدداً من الإصدارات لمكتب ثقافة احترام القانون، وتضمنت توزيع كتيبات ونشرات لعدد من الموضوعات، في إطار اهتمامه بنشر ثقافة القانون، إلى جانب المعروضات من المشغولات اليدوية، والخشبية، والنحاسية، للأحداث والنزيلات، ومجموعة من اللوحات المرسومة بالفحم، والقلم الرصاص، للفنانة فاطمة المنهالي من ذوي الإعاقة. ثقافة قانونية حضر الفعاليات الفنان الكوميدي الإماراتي سعيد سالم، والبطل الأولمبي الإماراتي محمد خميس، والبطلة الأولمبية فاطمة الكعبي، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين. أما الفنان الكوميدي سالم، فأعرب عن سعادته بمشاركته في هذه الفعالية، خصوصاً أنها تضم فئتين من المجتمع، الأولى فئة ذوي الإعاقة، والثانية الأحداث، مثمناً جهود الداخلية والقيادة الشرطية على الاهتمام بهاتين الفئتين. وأوضح أنه الآن بصدد الإعداد والتجهيز لمسلسل اجتماعي كوميدي يتناول الشخصية المنحرفة، وكيف يمكن الاستفادة منها في خدمة المجتمع بعد تقويم سلوكها. من جهتها، قالت الإعلامية عائشة سلطان إن الإصلاح يجب أن يصبح عادة متأصلة في المجتمع، وقالت إن مثل هذه الفعاليات تخدم الفئتين معا سواء كانوا الأحداث أو المعاقين الذين يضرب بهم المثل بقوتهم وشجاعتهم. وأضافت “شاركت لأنني معنية بثقافة احترام القانون، وخاصة كإعلامية، ومثل ما نطالب الآخرين بالوجود والمشاركة المجتمعة، فإنني موجودة اليوم مع هذه الفئات المهمة في المجتمع، لنلغي فكرة التمايز، ونكسر هذا الحاجز”. وأوضحت “ يجب ألا نتعامل مع الأحداث على أنهم ضحايا أو أنهم عالة على المجتمع، فهم أناس عاديون لهم من الطاقات والخير ما يجعلهم من بين أفضل الناس في المجتمع”، ونوهت سلطان إلى دور مكتب ثقافة احترام القانون الذي يقود ثقافة تغيير العقول بما يجعلها تحترم القانون حباً وليس خوفاً بطريقة أطلقت عليها الثقافة القانونية الناعمة. استعراضات ومسابقات اختتمت الفعاليات باستعراض لـ”الايكيدو” للمدرّب الإماراتي ذياب العسيري مع مجموعة من اللاعبين الصم، وفعاليات رياضية قدمتها فرقة الكشافة للمعاقين في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، كما ضم المعرض، المقام على هامش فعاليات اليوم المفتوح، عدداً من الإصدارات لمكتب ثقافة احترام القانون، تضمنت توزيع كتيبات ونشرات لعدد من الموضوعات في إطار اهتمامه بنشر ثقافة القانون. واشتمل اليوم المفتوح على فعاليات وأنشطة مجتمعية مختلفة، إضافة إلى المشاركة في مسابقات متنوعة، بالتعاون مع جهات عدة، منها البرنامج الوطني للتطوع الاجتماعي “تكاتف”، الذي يعمل على تعزيز ثقافة التطوّع، وقسم الصم والبكم في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ونادي دبي للرياضات الخاصة، ومدرسة الرواد الثانوية للبنين، ومدرسة صير بني ياس الثانوية للبنين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©