الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبو حراب» يعود لمراعي تشاد للمرة الأولى

«أبو حراب» يعود لمراعي تشاد للمرة الأولى
31 أغسطس 2016 00:04
أبوظبي (الاتحاد) بعد خمسة وعشرين عاماً من انقراض المها الأفريقي (أبو حراب)، عادت هذه الظباء الصحراوية إلى آخر مكان شوهدت فيه: مراعي الساحل في جمهورية تشاد. ويعتبر هذا الإنجاز من النتائج الأولية لمشروع إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئتها الطبيعية في تشاد الذي تقوم هيئة البيئة في أبوظبي بتنفيذه بالتعاون مع حكومة جمهورية تشاد وصندوق الحفاظ على الصحراء في أفريقيا، والذي قد يكون المشروع الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات في العالم، ويمثل خطوة مهمة في مجال المحافظة على الأنواع. وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة بأبوظبي: «في عام 2000 صنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة المها الأفريقي (أبو حراب) ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المنقرضة في بيئتها الطبيعية، حيث لم تسجل أي مشاهدات لها منذ 25 سنة نتيجة لعمليات الصيد غير المنظم، وخسارة الموائل، وقلة الموارد اللازمة في مناطق انتشارها». وأضافت أن قيادة الجهود لتنفيذ برنامج يهدف لإعادة توطين هذا الحيوان الذي انقرض من البرية، ويكون قادراً على العيش في بيئته الطبيعية في تشاد، يعتبر حلماً أصبح حقيقة، والإطلاق الأول لأبو حراب سيوفر لنا بيانات لا تقدر بثمن لضمان تعداد مستدام لتعزيز عمليات إعادة التوطين في المستقبل. وأكدت المبارك أن هذا المشروع يأتي في إطار الالتزام الدائم والمتواصل للهيئة في المحافظة على استدامة التنوع البيولوجي لكي تستمتع به الأجيال القادمة، ويشكل استمراراً لنهج وإرث المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حماية الأنواع المهددة، والمحافظة عليها من خلال إطلاقها في موائلها الطبيعية الأصلية، مشيرة إلى الإعلان عن نجاح برنامج إعادة إطلاق المها أبو حراب في البرية، سيكون عندما نرى تجمعات من هذه الحيوانات الرائعة تعيش بمفردها على نحو مستدام، وترعى وتتجول بحرية وأمان في الموئل الطبيعي لها، وتحظى بحماية المجتمع المحلي بتشاد، وتختفي من قائمة الحيوانات المنقرضة في البرية. وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة: «إنه وفي إطار التحضير لإطلاق المها، تم في مارس الماضي نقل أول مجموعة من المها الأفريقي تضم 25 رأساً من أبوظبي إلى منشأة ما قبل الإطلاق بمنطقة وادي ريم بمحمية وادي أخيم بجمهورية تشاد. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها رجل المها العربي الأفريقي أرض تشاد بعد غياب أكثر من 25 عاماً. وبعد إطلاقها خارج المسيجات، قام القطيع بالتجول في المكان، وسرعان ما تم نقلها إلى مسيجات ما قبل الإطلاق الواسعة، حيث بدأت بالرعي على الفور. وقد أمضى القطيع قرابة خمسة أشهر في المنطقة لضمان تأقلمها قبل إطلاقها في البرية». وأضافت الدكتورة شيخة «إنه في شهر يوليو، قام فريق من الهيئة وصندوق الحفاظ على الصحراء في أفريقيا ومعهد سيمثسونيان لحفظ الأحياء، وجمعية علوم الحيوان في لندن، بتثبيت أجهزة مراقبة على القطيع، والتي يمكن التحكم بها وبرمجتها عن بعد، الأمر الذي سيساعد المراقبين على تتبع القطيع والتعرف إلى مدى تأقلمه مع البيئة المحيطة، ومعرفة المزيد عن تحركاته وسلوكه في البرية، وما إذا ظل معاً ضمن مجموعة واحدة أو تفرق ضمن فئات اجتماعية مختلفة، فضلاً عن التعرف إلى ما إذا كان هناك حالات وفاة أو ما إذا تم اصطيادها». وأشارت الظاهري إلى أن التقارير الأولية توضح أن مجموعة تضم 19 رأساً من المها، قطعت مسافة تصل إلى أكثر من 30 كم من موقع إطلاقها، وتحركت معاً في الأماكن التي تنتشر فيها النباتات الخضراء والمياه. ويبدو القطيع بحالة جيدة وصحية وقادر على التأقلم بشكل جيد مع محيطه الجديد. وقال ستيف مونفورت، مدير معهد سميثسونيان لحفظ الأحياء «إن عودة المها الأفريقي (أبو حراب) إلى موطنه الطبيعي، تعد خطوة مهمة إلى الأمام في جهود حماية الحياة البرية»، مشيراً إلى أن كل خطط المحافظة على الأنواع تطمح لضمان ازدهار الأنواع في بيئتها الطبيعية. وقد تم تصميم هذا المشروع لإعطاء المها الأفريقي (أبو حراب) تلك الفرصة، في الوقت الذي تساعد أيضاً استعادة النظام البيئي لهذه الأراضي العشبية، في إلهام الجهود المماثلة لإعادة توطين الأنواع الأخرى. ويهدف المشروع إلى توفير بيئة متوازنة ومستدامة عبر خطة خمسية لإطلاق نحو 300-500 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) في محمية وادي أخيم الطبيعية في تشاد. وتشمل مجموعة الإطلاق الحيوانات التي تديرها الهيئة في مرافق دليجه لإدارة الحياة البرية، والتي تعمل من خلالها على تأسيس «قطيع عالمي» للمها، ولضمان توافر تنوع جيني عالٍ تم جمع واختيار أفراد متنوعة تربت في الأسر من دول أوروبية ومن الولايات المتحدة الأميركية، ومن داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©