الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء الدين يطالبون بحجب مواقع الفكر الضال على العنكبوتية

28 ابريل 2015 23:53
أحمد عبدالعزيز وإبراهيم سليم (أبوظبي) طالب علماء الفقه والشريعة المشاركون في جلسات اليوم الأول من منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بضرورة مراقبة وحجب المواقع التي تنشر الأفكار التكفيرية المغلوطة عن الدين الإسلامي، وأكدوا أهمية تجديد الخطاب الديني بحيث ينشر أفكار السلم ومفاهيم التعايش مع الأديان والأعراق المختلفة علاوة على ضرورة العمل على تكوين مجموعات من المؤسسات الدينية للوصول إلى الشباب في الجامعات وفتح أبواب للحوار الديني وترسيخ الفهم الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي بعيدا عن الاجتزاء أو التحريف للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية. وسلطت فعاليات الجلسة التأطيرية والجلستان الأولى والثانية للمنتدى الذي انطلقت أعماله أمس في أبوظبي، الضوء على جغرافية الأزمات وتجارب السلم والمصالحة في المجتمعات المسلمة، وتصحيح وترشيد المفاهيم المرتبطة بتعزيز السلم. وقال معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة، في كلمته بالجلسة التأطيرية الأولى: إننا نتحدث في جو يصعب توصيفه وجميعنا يرى هذا المشهد البشع في عالمنا الإسلامي والذي لا يليق بالإنسانية ولكن الأبشع أن ينسب للدين الإسلامي المسؤولية عن اضطراب العالم رغم أنه يرفض في الأساس الاضطرابات“. وتساءل من وراء ما يدور مشيرا إلى أن هناك اسئلة محيرة وهناك أسباب لهذا المشهد الذي نراه اليوم. طاقة الدين وأشار معاليه إلى أن العالم يتحدث عن الفقر والبطالة، إلا أن الاعلام يركز على الدين باعتباره طاقة يمكن أن تصنع بها الجنات في الدنيا، والدين ليس سبب التوترات ولكن صناعة التدين يمكن أن تتحول من رحمة إلى عذاب. ولفت معاليه إلى أن دين الإسلام دين رحمة ونصوصه تدعو الى التعامل بالحسنى مع الآخرين، فالرحمة نصف الاسلام، كما أن الرحمة من صفات الله تعالى. وأكد معالي ابن بيه أن هناك دعوات لتجديد الخطاب الديني وإحداث ثورة في هذا العلم، ونأخذ هذه الدعوات على محمل الخير ما دامت تدعو إلى الطريق الصحيح، لافتا إلى أن التجديد ركن رئيسي في الدين، مع الالتزام بالنصوص والمقاصد ومراعاة ظروف الحياة. وأوضح أنه لا يجب الاجتزاء من النصوص الدينية سواء القرآن أو الأحاديث النبوية، داعيا إلى إنشاء مجموعات للدعوة إلى السلم في الجامعات، فلا يمكن الاعتماد على كلام العامة أو الأفراد الذين ليس لهم حيثية ومن وصفهم بـ“الرويبضة”، مطالبا بضرورة وجود مرجعية دينية صحيحة. وقال معاليه إن أزماتنا متعددة ومنها النفسية والسياسية والاقتصادية والفوران العالمي، وأضاف: أن فهم النصوص يجيده العلماء وليس أي شخص آخر، فإذا كان النص يقوم على احتمالات متعددة فيبقي الباب مفتوحا طالما لا يوجد نص أو قاعدة فقهية تحكم الفهم. التعايش أصل الإسلام وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية: “إن القرآن الكريم يشير إلى حقيقة أننا نعيش في عالم متعدد الأعراق والديانات والأجناس ولابد من التعايش بسلام مع الجميع، مضيفا أن الحقيقة الثانية في القرآن ترد على من يدعي بأن هناك صراعا للحضارات، إلا أن الله خلق الناس ليعمروا هذا الكون وبناء الأرض ونتشارك ونتعارف مع المجتمعات الأخرى.” وأضاف أن الإسلام يدعو إلى امتزاج البشر وعمارة الأرض، ونحن غير مكلفين لحساب الناس وما في قلوبهم، لأن الله وحده يحاسب العبد على ذلك، مشيرا إلى أن النصوص القرآنية تؤكد في مواقع عديدة على التعايش مع الآخر. وأكد أن السلم هو الأصل في الدين الإسلامي وأن الحرب هي الاستثناء ولا يمكن أن نجعلها الأصل بأي حال من الأحوال. كادر مع موضوع في جلسات اليوم الأول إضاءات ومداخلات شهدت الجلسات عدة مداخلات من علماء الدين الحاضرين، تبلورت في النقاط التالية: - أخطأ المتطرفون في التعاطي مع عدد من المفاهيم، مثل البغي والحرابة والخوارج، وولي الأمر، وتشهد بذلك كتاباتهم على المواقع الإلكترونية. - كثير من الناس يخطئون فهم النص، والخطأ فهم القرآن والسنة خطير، إذ قد يؤدي إلى التكفير وإقامة الحد.. هناك فرق بين الخطأ في فهم للفقه الذي يحتمل الصواب والخطأ، والنصوص الدينية التي لا تحتمل ذلك. - تشريح الواقع العربي، حيث هناك دول فاشلة في العراق وسوريا، وأخرى تواجه صعوبات كمصر والسودان، وثالثة مشتعلة كما هو الوضع في ليبيا واليمن، وكل السيناريوهات باتت معقدة. - آلاف المواقع على الانترنت تبث الفكر التكفيري، 20? منها باللغة العربية والبقية بلغات أخرى، ويوجد 40 موقعاً تكفيرياً في المنطقة العربية تبث سمومها بين الشباب اليافع ولابد من حجبها. - احترام الرأي الآخر ضرورة، وتأهيل من يجنح عن الفهم الصحيح للدين أمر حتمي في هذه الفترة الحرجة من عمر الأمة الإسلامية. كاد 2 مع موضوع في جلسات اليوم الأول لمنتدي تعزيز تجربة النزاع والانفصال في إندونيسيا عرض الدكتور حميد أول الدين وزير العدل الأسبق في إندونيسيا تجارب الاقتتال والتصالح بين أطراف النزاع في بلاده قائلا: “عانينا لمدة 30 عاما من القتل والتدمير للمنشآت والبنية التحتية مشيرا الى أن القتال كان بين الجيش وبين جماعات انفصالية في إندونيسيا في إقليم “آتشيه” والتي تعد أساس إنطلاق الإسلام في إندونيسيا”. وأضاف أن الجيش فقد العديد من أبنائه علي مدار عقود النزاع مشيرا الى أن المؤسسات الدولية والدول التي يحمل إندونيسيون جنسياتها قاموا بالحوار من دون وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن الحوار لم يشمل السلام ووقف إطلاق النار بل شمل حق الأطفال في التعليم لافتا الى تدمير العديد من المؤسسات ومنها أكثر من 1100 مدرسة تم تخريبها بسبب النزاع المسلح. وأشار إلى أن محادثات السلام ظلت لمدة ثلاثة أيام تستمع فقط لأطراف النزاع وأن التغيير لم يكن إلا بجميع الأطراف وبدأنا الحديث عن كيفية وقف أعمال العنف والقتال وطرحنا اقتراحات واسقطنا التهم السياسية عن القيادات التي فرت للخارج وعادوا مرة أخرى وبدأنا الحوار وتم إعادة 70? من آتشيه. ولفت إلى ان الأمور بدأت في التحسن وكانت إحدى أولى الخطوات هي إعادة الأسر ولم شملها وفتح التسهيلات للمشروعات الاقتصادية، وفتحنا الباب إلى نظام المراقبة من الدول الأوروبية لعملية السلام التي تتم في آتشيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©