الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاضرة تاريخية ترصد دور المكتبات قديماً في نشر ثقافة القراءة

محاضرة تاريخية ترصد دور المكتبات قديماً في نشر ثقافة القراءة
27 ابريل 2012
خولة علي (دبي) - تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وتعزيزاً لأهمية ثقافة القراءة التي تعد شرطاً من شروط النهضة والتحضر، وعنصراً أساسياً لحركة التنوير الثقافي في المجتمعات، ألقى علي المطروشي مستشار التراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية في عجمان، محاضرة حملت لمحة تاريخية حول المكتبات في الشارقة قبل قيام الاتحاد، وذلك في المكتبة العامة بالشارقة، وقد كشف فيها عن مفهوم ثقافة القراءة التي انتشرت في تلك الفترة من الزمن على الرغم من شظف العيش وقلة الموارد، حيث كان الأهالي يحرصون على وجود الأوعية الثقافية التي تثري جلساتهم الثقافية ويتبادلون المعرفة فيها، حتى انتشرت المكتبات بين المثقفين الذين بزغ منهم الكثير من الأدباء والشعراء. ويقول المطروشي: يشكل تاريخ المكتبات قبل الاتحاد جزءاً لا يتجزأ من التاريخ الثقافي المميز للشارقة، فالمكتبات كانت عاملا مساعدا في قيام رواد النهضة بدورهم التنويري خلال تلك الحقبة من الزمن، ومن بين المكتبات التي انتشرت في القدم، المكتبات الخاصة والمكتبات المدرسية والمكتبة العامة، ومكتبات الأندية، وكذلك مكتبة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، والتي تعتبر أول مكتبة حكومية، وكانت مزودة بعدد ضخم من الكتب المستوردة، والتي كانت تجلب من الهند نظراً لكون الطباعة العربية مزدهرة فيها، ومنها ما كان يجلب من البحرين، وكانت تُنقل عبر المراكب التي كانت تفد من الهند إلى دبي مروراً بالبصرة، وبعضها كان يستورد من الحجاز وكراتشي وزنجبار ومسقط وعدن، باعتبار هذه الموانئ الشرقية والعربية كانت تضم مكتبات تباع فيها الكتب. وقد تنوعت هذه الكتب بين الأدب والشعر وأمهات الكتب، ما نتج عنه بزوغ جيل مثقف على قدر من الأدب والمهارة في تنظيمهم للشعر. وتوالت المكتبات بعدها كمكتبة الشيخ عبدالله بن صالح العويس، ومكتبة عبدالله بن حمود، ومكتبة علي بن ماجد العمراني ومكتبة مبارك بن سيف الناخي. ويضيف المطروشي: من المكتبات المدرسية التي انتشرت في عدد من المدارس، مكتبة مدرسة المحمودية، ومكتبة مدرسة الإصلاح القاسمية، ومن المكاتب العامة كانت مكتبة التيمية لآل المدفع، وأيضا مكتبة النادي الثقافي بالشارقة. ونظرا لضعف الإمكانات وقلة الموارد وشح العيش، كانت تحفظ الكتب في الماضي في صناديق حديدية للحفاظ عليها من القوارض والحشرات، وكانت أيضاً توضع في الدريشة وهي عبارة عن فراغ غائر في الجدار، فلم تكن لديهم دواليب خاصة لحفظ الكتب. من جهة أخرى، يبين المطروشي مصنفات وأنواع الكتب التي كان الأهالي يتداولونها قديماً، ففي أغلبها كتب دينية كالتفسير والحديث ومجاميع اللغة العربية، والشعر بنوعيه الفصيح والنبطي، والسير الشعبية القديمة، فيما كانت كتب الطب العربي والنبوي قليلا ما تقتنى في تلك الفترة، فكان بعضهم يقرأ فيها حتى يتطبب ومنهم من يقتنيها حتى يتعرف على النباتات والأعشاب التي كثيرا ما كانوا شغوفين بها. وهناك كتب لم تكن ظاهرة بشكل واسع في تلك الفترة مثل كتب الشعوذة وقراءة الطالع وتفسير الأحلام، والأبراج، نظراً لأن هذه الكتب كانت محاربة في المجتمع قديما، لاعتبارات دينية. ويوضح المطروشي أنه كانت هناك عدة أهداف للمكتبات الشخصية، منها الاستفادة من موادها ومساعدة مقتنيها على المعرفة، وتثقيف أفراد الأسرة وخاصة الناشئة منهم، إلى جانب كونها مصدراً مهماً للتسلية والترفيه والترويح عن النفس في وقت لم تكن تنتشر فيه أجهزة الراديو أو التلفاز، فكانت متعة المثقفين محصورة في الكتاب وقضاء وقت طويل في رحاب المكتبة الخاصة به أو الوجود في مكتبة أحد الأشخاص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©