الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كلوزه «ماكينة أهداف» على أبواب المجد

كلوزه «ماكينة أهداف» على أبواب المجد
6 يوليو 2010 23:26
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصبح مهاجم المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه على عتبة دخول تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة بعد أن أمضى الغالبية العظمى من الموسم المنصرم على مقاعد الاحتياط في فريقه بايرن ميونيخ الألماني. راهن مدرب “المانشافت” يواكيم لوف كثيراً على التشكيلة التي اختارها لخوض مونديال جنوب أفريقيا 2010 ولم يتوقع الكثيرون أن ينجح الألمان في الوصول إلى أبعد من الدور الثاني لاعبيه الشبان يفتقدون إلى الخبرة المطلوبة في المحافل العالمية، في حين أن العدد القليل من المخضرمين في التشيكلة لا يرتقي إلا مستوى الحدث والتوقعات ومن بينهم كلوزه. استغرب المتتبعون والمحللون حتى قرار لوف في الاستعانة بـ”المنهك” كلوزه خصوصاً أنه كان من المكملين للاعبين الذين جلسوا على مقاعد احتياط بايرن ميونيخ بعدما فضل عليه مدربه الهولندي في النادي البافاري لويس فان جال لاعبين مثل زميله الشاب في المنتخب توماس مولر والكرواتي ايفيكا اوليتش، خصوصا في ظل وجود الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي اريين روبن وحتى ماريو جوميز الذين يكملون الكتيبة الهجومية لفان جال. راهن لوف على شبابه ونجح في ذلك، راهن على عنصر الخبرة المتمثلة بشكل خاص بكلوزه (32 عاماً) ونجح في رهانه انطلاقاً من المباراة الأولى أمام أستراليا عندما استعرض “المانشافت” ودك شباك أستراليا برباعية، بينها هدف لكلوزه. لكن عاد الشك ليشق صدوره إلى عشاق ومتتبعي المنتخب الألماني عندما أعاده نظيره الصربي إلى أرض الواقع في المباراة الثانية بالفوز عليه 1- صفر في مباراة طرد خلالها كلوزه في الدقيقة 37 ما حرمه من المشاركة أمام غانا في المباراة الحاسمة والمصيرية، لكن كرة صاروخية من الشاب مسعود أوزيل حملت “داي مانشافت” إلى الدور الثاني للمرة السادسة عشرة من أصل 17 مشاركة، وأعطت كلوزه فرصة التعويض بعد أن كان سبباً أساسياً في خسارة منتخب بلاده أمام الصرب. حصل كلوزه على فرصته للتعويض لكنه لم يكن يفكر على الإطلاق بأنه سيكون على عتبة دخول التاريخ وأن يصبح على بعد هدف واحد من مشاركة البرازيلي رونالدو في صدارة أفضل هدافي نهائيات العرس الكروي العالمي بعد أن ساهم في قيادة بلاده لفوز كاسح على الإنجليزي في الدوري الثاني (4 -1) بتسجيله هدفاً، ثم أضاف ثنائية في الفوز المدوي الآخر على الأرجنتين (4- صفر) في ربع النهائي. ستكون الأنظار موجهة إلى كلوزه الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقه إلى شباك الحارس الإسباني إيكر كاسياس اليوم على ملعب “موزيس مابهيدا” في دوربن لأنه سيصبح افضل هداف في تاريخ النهائيات مشاركة مع رونالدو أو قد ينجح في الانفراد بهذا الإنجاز إذا سجل أكثر من هدف. رد مهاجم بايرن ميونيخ على مدربه فان جال بأفضل طريقة وعادل أمام الأرجنتين رقم مواطنه جيرد مولر في عدد الأهداف المسجلة في النهائيات بعدما رفع رصيده في النسخة الحالية إلى أربعة أهداف أضافها إلى أهدافه الخمسة أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال ألمانيا عندما توج هدافا له. وكان رونالدو هز الشباك أربع مرات في مونديال 1998 و8 مرات في مونديال 2002 وتوج هدافاً له، و3 أهداف في ألمانيا. “قوتي متمثلة بأنني أنجح دائما أن أرد على المشككين عند الحاجة، وبأنني أركز دائماً على لحظة معينة”، هذا ما قاله كلوزه بعدما ساهم في الفوز الكاسح على الأرجنتين، مضيفاً “عندما لا تنجح هذه الطريقة، أعمل بجهد كبير وعندما تنجح الأمور، كما الوضع حالياً فأشعر بالسعادة لكني لا أتغير، قلت قبل البطولة، هدفي أن أسجل 5 أهداف (كما في 2002 و2006)، إذا سجلت ستة سيكون الأمر ممتازاً، لكن إذا كان أمامي الاختيار، فأفضل أن أكون بطلاً للعالم على أن أتفوق على رونالدو”. لا يعتبر كلوزه من الأشخاص الذين يتكلمون كثيرا، لكن الأكيد انه يجيد لغة الأهداف: فمهاجم المنتخب الألماني الذي صنع نفسه بنفسه وسلك دربا صعبة قبل أن يفجر طاقاته، يقوم بهذا الأمر بطريقة فعالة جداً. يعتبر مهاجم بايرن ميونيخ الذي احتفل بعيد ميلاده الثاني والثلاثين قبل يومين من انطلاق العرس الكروي، بنظر كثيرين بمثابة الظاهرة، تلمس كلوزه خطواته الأولى في بلاوداخ ديديلكوبف في دوري الهواة قبل أن تكتشف موهبته الأندية في درجات أعلى. منذ تلك الفترة، شهدت مسيرته صعوداً تدريجياً حتى بلغ القمة التي جعلته على مستوى الهداف الأسطوري جيرد مولر. يتميز هذا اللاعب بإجادته الكرات الرأسية، وعندما يكون في كامل لياقته البدنية يستطيع أن يخدع خط دفاع المنتخب المنافس بأكمله، كما أنه يملك حاسة تهديف عالية، غالباً ما يظهر كلوزه موهبته وتفوقه في البطولات الكبرى شرط أن يركز على بعض النقاط خلال التحضيرات التي يقوم بها. ولد كلوزه في أوبول في بولندا، وقد انتقل إلى ألمانيا عندما كان في الثامنة من عمره، ويعتبر اليوم من أكثر العناصر خبرة في صفوف “المانشافت” في ظل غياب القائد ميكايل بالاك الذي أصيب قبل انطلاق النهائيات. وعلى الرغم من أنه قدم موسماً مخيبا للآمال، فان لوف استمر في منحه الثقة بسبب الخبرة التي جناها في صفوف المنتخب الوطني والدور الثمين الذي يلعبه في صفوفه. بدأ كلوزه مسيرته الاحترافية بعمر العشرين عاماً في الدرجة الثالثة مع الفريق الرديف لاف سي 08 هومبورج، وبعد 12 شهرا، انضم إلى صفوف الفريق الاحتياطيين في كايزرسلاوترن. لم ينتظر طويلا قبل أن تتم ترقيته إلى صفوف الفريق المحترف، لفت هذا المهاجم الفعال والطموح الانظار خلال موسم 2001- 2002 قبل أن ينتقل إلى صفوف فريدر بريمن عام 2004 حيث ضرب بقوة في موسمه الثاني مع الفريق الأخضر عندما سجل 25 هدفاً في 26 مباراة في الدوري المحلي، ليتوج هدافا للبوندسليجا عام 2006 وأفضل لاعب للموسم، لكن الغرور لم يشق طريقه إليه لأنه بقي شخصا بعيداً عن الأضواء ونجح في الحفاظ على تواضعه بالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها، ما زاد من رصيده الشعبي لدى أنصار المنتخب الألماني. انتقل إلى صفوف بايرن ميونيخ صيف عام 2007 حيث شكل ثنائياً خطيراً في خط المقدمة إلى جانب الإيطالي العملاق لوكا توني ونجح في موسمه الأول بالحصول على لقب الدوري والكأس المحليين، مسجلا 21 هدفا في جميع المسابقات، ثم حافظ على وتيرته التهديفية في الموسم التالي مسجلا 20 هدفا لفريقه الذي خرج خالي الوفاض ما دفعه للتعاقد قبل انتقال الموسم المنصرم مع المدرب الهولندي لويس فان جال الذي أطاح بتوني من الفريق وأبقى كلوزه على مقاعد الاحتياط في الغالبية العظمى من المباريات، ليكتفي الأخير بتسجيل ثلاثة أهداف فقط في الدوري و6 في جميع المسابقات
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©