السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

موقعة «نارية ثأرية» بين الألمان والإسبان

موقعة «نارية ثأرية» بين الألمان والإسبان
6 يوليو 2010 23:25
تتوجه الأنظار اليوم إلى ملعب “موزيس مابهيدا” في دوربن الذي يحتضن موقعة نارية- ثأرية بين المنتخب الألماني ونظيره الإسباني في نصف نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 . وستكون هذه الموقعة تاريخية بكافة المعايير فإلى جانب إنها تجمع بين المنتخبين اللذين قدما حتى الآن أفضل مستوى في النسخة التاسعة عشرة، ستكون المباراة الثامنة والتسعين لألمانيا في النهائيات لتنفرد بالرقم القياسي الذي كان تتشاركه مع البرازيل التي ودعت من الدور ربع النهائي على يد هولندا (1-2)، كما قد تشهد دخول مهاجم “المانشافت” ميروسلاف كلوزه التاريخ في حال وجد طريقه إلى الشباك ما سيجعله يعادل أو يحطم الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفاً)، والأمر ذاته ينطبق على مهاجم “لا فوريا روخا” دافيد فيا الذي قد يعادل أو يحطم الرقم القياسي (44 هدفاً) المسجل باسم راؤول جونزاليز من حيث أكثر اللاعبين الأسبان تسجيلاً مع منتخب بلادهم. والأهم من الرقم القياسي هو لو نجحت ألمانيا في تخطي عقبة أبطال أوروبا ستنفرد برقم قياسي من حيث المباريات النهائية في تاريخها والذي تتشاركه حالياً مع البرازيل (7 لكل منهما)، علما بأن “المانشافت” يخوض دور الأربعة للمرة الثانية عشرة في تاريخه، وهذا رقم قياسي لم يسبقه إليه أي منتخب. ويرفع الألمان قبل كل الإحصائيات والأرقام القياسية شعار الثأر من نظرائهم الإسبان الذي كانوا تغلبوا عليهم في نهائي كأس أوروبا 2008 بهدف سجله فرناندو توريس الذي أعاد “لا فوريا روخا” إلى منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه بعد أن أحرز اللقب القاري عام 1964. وستكون المواجهة نارية تماماً نظراً إلى المستوى الذي قدمه المنتخبان، حيث أكد المنتخب الألماني بحلته الشابة أن فوزه الكاسح على إنجلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة لأنه لقن نظيره الأرجنتيني درساً قاسياً وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه 4- صفر، في حين عانى الإسبان أمام الأداء الدفاعي للباراجواي لكنهم نجحوا في نهاية المطاف بالخروج فائزين عبر بطلهم فيا ليبلغوا نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد عام 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الأخير) عندما تعادل مع الأوروجواي (2-2) وخسر أمام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة أمام البرازيل (1-6). والنقطة السلبية الوحيدة التي خرج بها الألمان من مواجهة دور الأربعة مع رجال دييجو مارادونا هي أنهم سيفتقدون خدمات نجمهم المتألق توماس مولر لأنه حصل على إنذار ثانٍ. ولعب مولر دوراً أساسياً في قيادة “داي مانشافت” إلى الدور نصف النهائي والحاق الهزيمة الأقسى بالمنتخب الأرجنتيني في النهائيات منذ عام 1958 عندما خسر أمام تشيكوسلوفاكيا (1-6)، بتسجيله الهدف الأول، رافعاً رصيده إلى أربعة أهداف، وتمريره الكرة التي جاء منها الهدف الثاني عندما كان واقعاً على أرضية الملعب ليضع لوكاس بودولسكي في موقف المواجهة الفردية مع الحارس الأرجنتيني فأخذ وقته قبل أن يمررها إلى كلوزه الذي وضعها في الشباك الخالية، قبل أن يضيف الأخير الهدف الرابع لبلاده في تلك المباراة، رافعاً رصيده إلى 4 أهداف أيضاً في النسخة الحالية و14 في النهائيات. وعلق مولر على غيابه قائلا “آمل أن يتمكن زملائي من القيام بالعمل خلال الدور نصف النهائي حتى أتمكن من العودة إلى الفريق (في النهائي)”. وأكد مدرب المنتخب يواكيم لوف الذي يأمل قيادة ألمانيا إلى النهائي للمرة الثامنة في تاريخها، إن غياب مولر يشكل ضربة قاسية للمانشافت لكنه غير قلق لأنه يملك البديل القادر على سد الفراغ، مضيفاً “لقد رأيت البطاقة الصفراء ولا أدري لماذا حصل عليها، الكرة لمست فخذه ثم يده، أنا أشكك بصحة هذا القرار، لكن في الماضي تمكنا من استبدال لاعبين مثل مولر وسنواصل هذا الأمر”. ويملك لوف خيارات عديدة من أجل إيجاد البديل بحسب التكتيك الذي سيعتمده، فإذا أراد أن يلعب بثلاثي وسط هجومي كما كانت حاله حتى الآن، فهناك ماركو مارين وتوني كروس وبيوتر تروشوفكسي، أما اذا أراد الاعتماد على مهاجمين وإدخال تعديل على خطته المعتادة فبإمكانه اللجوء إلى كاكاو الذي يبدو أنه تعافى من الإصابة أو ماريو جوميز أو شتيفان كيسيلنج، لكن مهما حاول لوف أن يخفف من أهمية مسألة غياب مولر فإن ذلك لن يقلل من حجم الفراغ الذي سيخلفه نجم بايرن الشاب على الجهة اليمنى إذ أن سلاسة الماكينة الألمانية مرتبطة بالتفاهم الرائع بين مولر ومسعود أوزيل وبودولسكي في الوسط الهجومي، وهذا ما أثمر حتى الآن عن 13 هدفاً للألمان في النسخة الحالية، وهو اكبر معدل تسجيلي بين جميع المنتخبات. موعد مع التاريخ وستكون الأنظار موجهة إلى كلوزه الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقه إلى شباك الحارس الإسباني إيكر كاسياس لأنه سيصبح أفضل هداف في تاريخ النهائيات مشاركة مع رونالدو أو قد ينجح في الانفراد بهذا الإنجاز إذا سجل أكثر من هدف. وكان مهاجم بايرن ميونيخ عادل أمام الأرجنتين رقم مواطنه جيرد مولر في عدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم بعد ثنائيته في مرمى الأرجنتين، علماً بأنه سجل 5 أهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال ألمانيا عندما توج هدافاً له، قبل أن يوقع 4 أهداف في النسخة الحالية. وكان رونالدو هز الشباك أربع مرات في مونديال 1998 و8 مرات في مونديال 2002 وتوج هدافاً له و3 أهداف في ألمانيا. رقم فيا وفي الجهة المقابلة، يبحث فيا عن دخول تاريخ منتخب بلاده بعدما أصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الأهداف مع “لا فوريا روخا” والمسجل باسم راؤول جونزاليز، “إن أنهي البطولة كأفضل مسجل يعتبر من آخر همومي”، هذا ما قاله فيا بعد أن تصدر ترتيب هدافي النسخة التاسعة عشرة برصيد 5 أهداف، رافعاً رصيده إلى ثمانية أهداف في النهائيات و43 مع المنتخب ليصبح على بعد هدف واحد من راؤول جونزاليز الذي احتاج إلى 102 مباراة لتسجيل 44 هدفاً، أي ما معدله 431ر0 هدف في المباراة الواحدة، في حين أن فيا احتاج 63 مباراة فقط ليسجل 43 هدفاً، أي ما معدله 683ر0 هدف في المباراة الواحدة. وأضاف فيا الذي أصبح أفضل هداف إسبانيا في نهائيات كأس العالم بعدما تقدم على اميليو بوتراجوينيو وفرناندو هييرو وفرناندو مورينيتيس وراؤول، “الأمر الأهم هو أن نصل إلى النهائي إن كان من خلال تسجيلي أو تسجيل أحد غيري. أنا سعيد بتسجيلي الأهداف لكني أكثر سعادة عندما يفوز الفريق”. حاجة ماسة ومن المؤكد أن المنتخب الإسباني سيكون بحاجة ماسة لأهداف فيا عندما يواجه نظيره الألماني القوي جداً، خصوصاً أن مهاجم فالنسيا السابق سجل 5 من أهداف “لا فوريا روخا” الستة في النهائيات حتى الآن في ظل عجز شريكه في خط الهجوم فرناندو توريس عن إيجاد طريقه إلى الشباك حتى الآن. “آمل أن اسجل في هذه النهائيات، أنا متأكد من أنني سأحقق هذا الأمر”، هذا ما قاله توريس الذي يأمل أن يكرر ما حققه قبل عامين عندما سجل هدف الفوز لإسبانيا في نهائي كأس أوروبا على حساب “دي مانشافت”. وكان المدرب فيسنتي دل بوسكي أخرج توريس مجدداً من الملعب في الدقيقة 56 بعدما فشل في إيجاد طريقه للشباك في 5 مباريات على التوالي، وقد علق مدرب “لا فوريا روخا” على هذا الموضوع قائلاً “من الناحية البدنية هو في وضع جيد. بإمكاني القول إننا أخرجناه لأن الفريق لم يكن يلعب بطريقة جيدة لكننا سعداء بالعمل الذي يقوم به فرناندو، ونأمل أن يقدم أداء افضل في المباراة المقبلة”. وبخصوص الموقعة مع ألمانيا قال دل بوسكي “نأمل أن نرفع مستوى لعبنا، نأمل أن تكون مباراتنا المقبلة، كما حال المواجهة الأخرى في نصف النهائي (بين هولندا وأوروجواي)، جيدة لكرة القدم، نأمل أن نلعب بشكل أفضل وأن نحتفل بالتأهل إلى النهائي”. وبدوره تحدث توريس عن مواجهة ألمانيا، قائلاً “الجميع يقول إن الألمان لا يملكون أفضل دفاع، لكني أخالفهم الرأي، كما أنهم أظهروا أيضاً أنهم يملكون هجوماً جيداً، يملكون لاعبين متميزين مثل كلوزه وبودولسكي اللذين يلعبون بطريقة جيدة، لكن الأمر لا يتعلق بالأسماء”. وواصل “إن الحظوظ متكافئة 50- 50 ستكون المباراة متقاربة، انهم يفتقدون ميكايل بالاك (يغيب عن النهائيات بسبب الإصابة) لكنهم يقدمون دائماً عروضاً جيدة ونجح مسعود أوزيل في أن يكون خير بديل له”. أما لاعب الوسط المتميز أندريس إنييستا الذي كان خلف الهدف الذي سجله فيا في الدقائق الأخيرة أمام باراجواي، فأشار إلى انه يتطلع بفارغ الصبر إلى مواجهة ألمانيا، مضيفا “سنلعب ضدهم مجددا لكني لا اعتقد أن ما حصل قبل عامين سيكون له أي تأثير على هذه المباراة، قدمت ألمانيا أداء رائعا في هذه النهائيات حتى الآن، وبعيدا عن نتائجهم الرائعة هم يقدمون مستوى متميزاً جداً أيضا”. مباراة رائعة وواصل لاعب وسط برشلونة “من المؤكد أنهم سيكونون متحفزين جداً لكننا نحن أيضا في قمة مستوانا وعازمون على التقدم خطوة أخرى، ستكون مباراة بين فريقين يحبذان الاستحواذ على الكرة، اعتقد بأنها ستكون مباراة رائعة”. وواصل إنييستا “علينا أن نكون سعداء وفخورين لأننا بين أفضل أربعة منتخبات في العالم وهو أمر رائع فعلاً، الآن يجب أن نبدأ التفكير في ألمانيا، ذلك المنتخب الذي دائماً ما قدم عروضاً خارقة، ستكون مباراة جميلة جداً، ويجب أن نتحلى فيها بعزيمة قوية وإرادة حديدية، إننا نمر بفترة جيدة وتتملكنا رغبة جامحة في المضي قدماً، إن قوة هذه المجموعة تكمن في روحها الجماعية ويجب أن تكون تلك الروح سلاحنا في رحلة السعي نحو المجد”. وكما حال إنييستا، اعتبر دل بوسكي أن مواجهة غد مختلفة عن نهائي كأس أوروبا ولن تكون ثأرية “لأن البطل يتطلع دائما إلى الأمام”، مضيفا “سنتان في كرة القدم تعتبر مدة طويلة، خاض المنتخبان مباريات كثيرة واختلفت الظروف كثيراً، لا يجب الحديث عن الانتقام عندما يتعلق الأمر بالمنتخبات الكبيرة، لان الانتقام لا وجود له في قواميسها”، مضيفا “البطل يتطلع دائما إلى الأمام، سيلعبون (الألمان) من أجل الفوز لأنهم يرغبون في بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم، ونحن لدينا الدافع نفسه”. وتابع “اعتقد بأن الألمان وضعوا منذ فترة ليست بالطويلة مشروعاً لتصحيح أوضاع كرة القدم في البلاد بعدما فقدت الكثير من بريقها، لقد نجحوا في تجديد دماء المنتخب الذي كان حاضراً في كأس أوروبا من أجل هذا المونديال ويبدو أن الأمور تسير على ما يرام، لقد تحسنوا كثيرا وشكلوا منتخبا جيدا جدا”. وأوضح دا بوسكي “سنبقى أوفياء لأسلوب لعبنا أمام ألمانيا، أتمنى أن نكون أكثر انتظاما لكني أعتقد بأننا قدمنا عروضا جيدة حتى الآن ولم تكن هناك سوى تلك الخسارة المؤلمة أمام سويسرا في المباراة الأولى، غير أننا حققنا بعدها 4 انتصارات متتالية وصلنا بها إلى دور الأربعة”، مضيفاً “ليس هذا هو الوقت المناسب لتقديم حصيلة لمشاركتنا، لكن يجب أن نواصل التقدم إلى الأمام”. وستكون مواجهة اليوم الرابعة في النهائيات بين إسبانيا وألمانيا ولم تفز الأولى في اي مناسبة حتى الآن، إذ خرجت ألمانيا الغربية فائزة 2-1 في الدور الأول من مونديال 1966 وبالنتيجة ذاتها في الدور الثاني لمونديال 1982 وتعادلا 1-1 في الدور الأول لمونديال 1994 . لكن الإسبان يتفوقون في نهائيات كأس أوروبا إذ فازوا مرتين في دور المجموعات عام 1984 (1-صفر) ونهائي 2008 (1-صفر)، فيما فاز الألمان مرة واحدة في دور المجموعات عام 1988 (2-صفر). والتقى المنتخبان في 12 مباراة ودية ويتعادلان بأربعة انتصارات لكل منهما مقابل 4 تعادلات. أبرز المواجهات بين المنتخبين جوهانسبرج (أف ب) - لا تكتسي مواجهة ألمانيا وإسبانيا في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم الأهمية ذاتها للمواجهات الكلاسيكية بين الألمان والإنجليز أو الإسبان والبرتغاليين، لكنها تبدو على الأرجح أحد المواجهات الكلاسيكية في الألفية الجديدة بين المنتخبين صاحبي الأداء الهجومي. التقى المنتخبان الألماني والإسباني 20 مرة حتى الآن حيث فازت ألمانيا 8 مرات وإسبانيا 6 مرات وتعادلا 6 مرات. وهنا أبرز المواجهات بين ألمانيا وإسبانيا على مدى التاريخ. - المباراة النهائية لكأس أوروبا 2008 في 26 يونيو 2008 في فيينا: خسر المنتخب الألماني أمام منتخب إسباني قوي طيلة البطولة بفضل هدف سجله فرناندو توريس بعد تخلصه من المدافع فيليب لام وحارس المرمى ينز ليمان. أكدت إسبانيا سيطرتها على البطولة الأوروبية وتوجت بلقبها الأول في المسابقة منذ 1964. - مباراة المجموعات في مونديال 1994 في 21 يونيو 1994 في شيكاغو: كان “المانشافت” يمر بأزمة خطيرة بقيادة مدرب غير مرغوب فيه وقتها هو بيرتي فوجتس، تلقت شباك بودو إيلجنر هدفاً في الدقيقة 14 من تسديدة غير متوقعة لاندوني جويكوتشيا، لكن يورجن كلينسمان أدرك التعادل في الدقيقة 48، المنتخبان معاً خرجا من الدور ربع النهائي. - مباراة المجموعات في كأس أوروبا 1984 في 20 يونيو 1984 في باريس: لقنت إسبانيا بقيادة لويس أركونادا وكارلوس سانتيانا وكاراسو ألمانيا درساً في الواقعية بهدف للمدافع أنطونيو ماسيدا في الدقيقة 90 خرج الألمان من الدور الأول واستقال مدربهم يوب درفال الذي قادهم إلى اللقب الأوروبي عام 1980 والمباراة النهائية لمونديال 1982، بلغت إسبانيا المباراة النهائية وخسرت أمام فرنسا (صفر-2) بخطأ فادح للحارس أركونادا. - مباراة المجموعات في مونديال 1966 في 20 يوليو 1966 في برمنجهام: كانت إسبانيا المتوجة باللقب الأوروبي مطالبة بالفوز على ألمانيا الغربية بقيادة بيكنباور وسيلر واوفراث لبلوغ الدور ربع النهائي، تقدمت إسبانيا بهدف فوستي (24) غير أن شباكها تلقت هدفي من ايميرتش (39) وسيلر (84) وخرجت خالية الوفاض، كانت بداية لعنة الإسبان في كأس العالم.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©