الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التدرج» أهم ضرورات فطام الأطفال

10 مايو 2014 20:38
ليس هُناك أم إلا واشتكت من معاناتها وطفلها الرضيع من بدايات فطامه عن الرضاعة، ولا سيما إذا سلمنا بأن الرضاعة ليست مجرد إشباع لحاجة فسيولوجية للرضاعة «الطعام»، وإنما هي موقف نفسي وسيكولوجي وارتباط عضوي من نوع خاص بالأم. ومن ثم، فإن الفطام في منظار الصحة النفسية، تطور نفسي لكل من الأم ورضيعها، ويشكل للطفل منعطفاً مهماً لطريقة ارتباط الطفل بأمه، كما أنه تحوّل في أسلوب الغذاء، بالاعتماد على طعام خارجي يضاف إلى لبن الأم. وهذا التطور ضروري لنمو الذات لدى الرضيع وتفتح شخصيته، وجوانب نموه المختلفة. لكن كيف تتم عملية الفطام بشكل سليم؟ الدكتورة زينب الجباس، أخصائية الأطفال، في مستشفى النور في أبوظبي، توضح الطريقة الصحيحة للفطام، وتؤكد أنه يجب أن يتم بشكل متدرج، وعلى مدى شهور طويلة، وليس شهراً أو اثنين أو يوماً أو يومين، بحيث تكون كافية لتحويل الرضيع من الاعتماد على حليب الأم أو الحليب الصناعي فقط، إلى الاعتماد على الطعام العادي، ثم على حليب غير حليب الأم. وعادةً ما يكون العمر المناسب لبداية الفطام ما بين أربعة وستة شهور، فلا بد من التأكيد هنا على أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل للوليد. تشير الدكتورة الجباس إلى بعض الملاحظات المهمة التي يجب أن تأخذ بها الأم، منها تجنب بداية الفطام خلال الشهور الصيفية، لتجنيب الطفل خطر الإصابة بالنزلات المعوية، ويجب ألا تبدأ مع الطفل إذا كان يُعاني من أمراض الهزال أو سوء التغذية، أو الحمى، وألا يكون الفطام سريعاً، أو دون تدرج، حتى لا يُصاب الطفل بالاضطرابات الهضمية، أو النزلات المعوية. كما يجب مراعاة النظافة العامة، لأنَّ الطفل سينتقل من مصدر واحد للتغذية، سواء حليب الأم المعقم، أو الحليب الصناعي، إلى مصادر أخرى عديدة ومتنوعة، يسهل تلوثها، ويصعب المحافظة على تنظيفها. لِذا يجب على الأم غسل آنية الطعام جيداً، وحفظ الطعام بعيداً عن مصادر التلوث. وتنصح الدكتورة الجباس الأم بمراعاة نوعية الطعام من شهر لآخر، ففي الشهور من أواخر الرابع إلى الخامس، بجانب الرضاعة، يمكن إدخال أغذية: الزبادي منزوع الدسم، البسكويت، المهلبية، ويتم ذلك باستبدال رضعتين: الأولى بأكلة مهلبية، والثانية بأكلة زبادي مع بسكويت خفيف. وفي الشهر السادس، يمكن إدخال الفواكه المهروسة، الخضار المهروس، العسل الأبيض، والأرز، والزبادي، والبسكويت، ويراعى تقشير الفواكه والخضروات بعناية، وتنقيتها من البذور، وعادة يطهى الخضار أو يسلق على البخار، أو في الماء، مع ملاحظة أن الطفل يكتفي بخمس وجبات اعتباراً من هذا الشهر، فتستبدل ثلاث رضعات: الأولى بوجبة مهلبية، والثانية بوجبة شُربة خضار، والثالثة بوجبة زبادي مع ملعقة عسل أبيض وبسكويت مع تفاح مبشور أو مهروس أو مفروم. وفي الشهر السابع، تبدأ الأم بإدخال اللحوم «البيضاء والحمراء»، الكبدة، والجبن القريش، والمربى، بالإضافة لما سبق، مع مراعاة أن هذه الأصناف لا تُقدَّم للطفل كلها دفعة واحدة؛ بل تقدم واحدة تلو الأخرى، فتبدأ بما يستسيغه الطفل، دون ظهور أية أعراض جانبية، ثم ينقل إلى الصنف الثاني، فالثالث، وهكذا، وتبقى عدد الوجبات خمس وجبات، منها رضعتان صافيتان. وفي الشهرين الثامن والتاسع، يضاف مع الخضار بعض الأرز أو العدس، بحيث تُهرس الخضراوات بالشوكة، وفي الشهور من العاشر حتى الثاني عشر، يبدأ الطفل الرضيع بتناول أصناف طعام الأسرة العادي، واللبن مع حليب الأم، بحيث تبقى هناك رضعة واحدة صافية، ويفضل أن تبدأ محاولة استعمال الكوب لشرب اللبن. أما بعد الشهر الثاني عشر، فيتناول الطفل نفس نوع الغذاء السابق، ولكن تصبح الوجبات أربع وجبات، وبالنسبة للرضاعة تستمر رضعة واحدة حتى الفطام الكامل، حسب رغبة الطفل. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©