الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أتوقعها ساخنة في «الأرض المقدسة» لكرة القدم

أتوقعها ساخنة في «الأرض المقدسة» لكرة القدم
31 أغسطس 2016 09:26
قال وحيد خليلهودزيتش مدرب المنتخب الياباني، الذي ارتسمت ملامح الجدية على وجهه «إن مهمة الساموراي في الطريق إلى روسيا باتت صعبة إلى حد كبير»، وذلك بسبب قوة المجموعة التي تضم كلاً من أستراليا بطل كأس آسيا 2015، بالإضافة إلي العراق والإمارات اللذين وصلا إلى نصف النهائي في تلك البطولة العام الماضي، لذلك فإن خليلهودزيتش سيضع الفوز نصب عينيه في لقاء الغد، فالفوز في أول مباراة له أثر إيجابي جداً على ثقة اللاعبين بأنفسهم في المباريات القادمة، وربما كان هذا هو سبب عدم السماح بانضمام بعض اللاعبين الأساسيين لتشكيلة المنتخب الأولمبي في الشهر الجاري لحرص خليلهودزيتش على أن يكون المنتخب الياباني في أحسن حالاته استعداداً للمباراة المرتقبة مع الإمارات. بعد إعلان نتيجة القرعة في شهر يونيو الماضي، شاهد المدرب تسجيل فيديو لمباراة اليابان مع الإمارات في كأس آسيا الأخيرة حيث كان المنتخب الوطني آنذاك بقيادة خافيير أجيري، ودون المدرب على أداء المنتخب الإماراتي الملاحظات التالية: «أداء الفريق رائع، واللاعبون يتمتعون ببنية جسدية قوية، بالإضافة إلى وجود عدة لاعبين بارزين في صفوف الهجوم». ويقول الكابتن ماكوتو هاسيبيه، الذي شارك في مونديال 2010 و2014 «ليست هناك مباراة سهلة في تصفيات كأس العالم»، فالمنتخب الياباني في شهر يونيو الماضي تعادل بملعبه ووسط جماهيره مع المنتخب السنغافوري، مع أن هذا الأخير يحتل المرتبة 154 في تصنيف الفيفا، أي أن اليابان لم يتمكن من كسر خط دفاع سنغافورة طوال اللقاء وكانت النتيجة في النهاية التعادل بدون أهداف. كانت تلك أول مباراة لليابان في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، ويقول «كايسوكيه هوندا» الذي يلعب حالياً في إي سي ميلان إن هذه النتيجة المهينة جعلته يدرك مدى صعوبة المهمة، وينظر لتصفيات كأس العالم بعيون جديدة، ولذلك فهم عازمون على عدم تكرار نفس الخطأ والندم من جديد، أي أن المباراة مع الإمارات ستكون ساخنة وسيقدم منتخبنا كل مالديه من إمكانيات. وجاء عام 1992 ليمثل نقطة تحول في مسيرة اللقاءات اليابانية الإماراتية، حيث بدأ الجميع يدرك أن المنتخب الإماراتي منافس قوي بعد أن نجح في تحقيق التعادل السلبي في كأس آسيا عام 1992 وسط الجماهير اليابانية، ورسخت تلك المواجهة صورة الفريق الإماراتي القوي الذي يملك خط دفاع صلبا ولديه هجوم مباغت. وفي أبريل من عام 1993 فازت اليابان بملعبها بهدفين دون مقابل، وتعادلت في الإمارات بنتيجة 1-1، ورغم هذه النتيجة كان هناك انطباع بأن الفوز على المنتخب الإماراتي أمر صعب خاصة في وجود المهاجم عدنان الطلياني، وبعد أربع سنوات التقى الفريقان مرة أخرى، وتعادلا في المباراتين بدون أهداف في أبوظبي و1-1 في طوكيو. وفي الحقيقة لم تتمكن اليابان إلا من تسجيل هدف واحد بضربة جزاء للاعب«الأسطوري» كازو (كازويوشي ميورا)، وهذه ليست مفاجئة، فالدفاع الإماراتي المتراص كان يقف كالجدار المنيع أمام المنتخب الياباني في كل مرة يلتقي فيها الفريقان. ولكن لم يكن المنتخب الإماراتي الذي لعبنا معه في آسيا 2007 مشابهاً للمنتخبات السابقة، رغم أن أداء لاعب الوسط الشهير إسماعيل مطر كان خطيراً جداً حتى في اليابان إلا أننا في النهاية حققنا انتصاراً سهلاً بنتيجة 3-1 بفضل الأداء المتميز لـ«شونسوكيه ناكامورا»في الوسط، وناوياسو تاكاهارا في الهجوم، اللذين كانا يلعبان في أوروبا. ومرت سنوات ولم تكن هناك فرص للقاء يجمع بين اليابان والإمارات، ولا أخفى عليكم أننا كنا نضع الإمارات في الصف الثاني بعد كل من كوريا الجنوبية وأستراليا وإيران. وهكذا كان جميع اليابانيين متفائلين عندما حان موعد اللقاء في ربع نهائي كأس أمم آسيا الأخيرة بأستراليا 2015، حيث كانت تلك أول بطولة دولية تحت قيادة المدرب المكسيكي خافيير أجيري، وعلى الرغم من أن عملية بناء الفريق على يد السيد أجيري ما زالت في منتصف الطريق، إلا أن القدرات الفردية لكل لاعب من لاعبي المنتخب الياباني متفوقة تماماً على الجانب الإماراتي، هكذا كان تقييم الإعلام الياباني، وفي الحقيقة كنت أشاطرهم الرأي، نظراً لوجود لاعبين بارزين جميعهم شارك في مونديال 2014 في البرازيل وهم يلعبون مع أندية أوربية كبيرة منهم على سبيل المثال، ناجاتومو (إنتر ميلان)، شينجي كاجاوا (دورتموند)، وشينجي أوكازاكي (ماينتس). ولكن كما يعرف الجميع في النهاية كانت النتيجة هي الخسارة بركلات الترجيح، وخلال مجريات المباراة لم يتمكن أصحاب القميص الأزرق من تغيير الصورة، وتأخروا بهدف في بداية الشوط الأول وتعادلوا في الدقيقة 81. وعلى ضوء ما حدث في اللقاء الأخير يجب على المنتخب الياباني (أولاً وأخيراً) أن يأخذ حذره من لاعب خط الوسط عمر عبد الرحمن الذي يرتدى القميص رقم 10، وأنا لا أشك أن هناك خططا واستراتيجيات سرية وكافية لمنع تقدمه، درسها المدرب وحيد خليلهودزيتش البوسني الأصل، بالإضافة إلى أنه يحذّر الفريق الياباني من المهاجم القوي علي مبخوت الذي سجل هدفاً في تلك المباراة في كأس آسيا 2015. و من ناحية أخرى لا يخفى علينا بأن الإمارات قوية، ولذلك يمكننا تفهم مخاوف الفريق الياباني من دخول الأهداف إلى مرماه، والفيصل بين الفوز والخسارة هو كيف يمكننا أن نسجل أهدافاً، فاليابان لا تجيد تقوية دفاعها بلاعبين طوال القامة مثل المنتخب الإماراتي. لقد سئمنا من مشاهدة نفس النمط من المباريات التي يسيطر فيها اللاعبون اليابانيون على الكرة ولكن لا يستطيعون إحداث فرصة حاسمة، وفي نهاية المطاف ينفذ صبر اللاعب والمشاهد في آن واحد معاً! وقد تكررت هذه المشاهد على أمامنا عدة مرات منذ عهد شرائط الفيديو «VHS»! لا نريد أن ننتظر، فتسجيل الهدف الأول مهم جداً، وكلما كان التسجيل أسرع وفي الشوط الأول كان ذلك أحسن، ففي يونيو عام 2012 سجلت اليابان أول هدف لها في الدقيقة ال 12 أمام المنتخب العماني وكانت هذه أول مباراة في التصفية النهائية لكأس العالم، وفي المباراة الثانية مع الأردن سجلت اليابان أيضاً أول هدف خلال 18 دقيقة من صافرة البداية. وكانت النتيجة: 3-0 ضد عمان و6-0 ضد الأردن. والجدير بالذكر أن اليابان لم تخسر ولا مرة في تصفيات كأس العالم على ستاد «سايتاما 2002». هل يمكن أن نشهد تجديداً لهذا السجل الطيب الذي عرفه اليابانيون في«الأرض المقدسة» لكرة القدم في مباراة الغد؟ الشيء الوحيد المؤكد قبل صافرة البداية هو أنها ستكون ساخنة جداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©