الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية هيأت الظروف لتنمية قطاع الصناعات التحويلية الخليجية

الأزمة المالية هيأت الظروف لتنمية قطاع الصناعات التحويلية الخليجية
6 يوليو 2010 22:07
هيأت الأزمة المالية العالمية ظروفاً مناسبة لتنمية قطاع الصناعات التحويلية في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك على العكس من الصعوبات التي عانت منها القطاعات الصناعية في بقية بلدان العالم، وبالأخص في الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي، وفقا لما خلصت اليه دراسة صادرة امس عن مصرف الإمارات الصناعي. وأشارت الدراسة التي حصلت “الاتحاد” على نسخة منها الى أن الأزمة المالية العالمية تركت تأثيرات متفاوتة على اقتصادات مختلف بلدان العالم، وفي نفس الوقت تأثيرات مماثلة على مختلف القطاعات في نطاق الاقتصادات العالمية كل على حدة. ولم تستثن هذه التأثيرات القطاعات الاقتصادية في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها قطاع الصناعات التحويلية الذي كان قد حقق معدلات نمو سريعة ومرتفعة خلال سنوات العقد الحالي. وتشير البيانات الصادرة عن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى تضاعف حجم الصادرات الصناعية لدول المجلس في الفترة ما بين عامي 2004 و2008، إلا أن وتيرة هذا النمو في الصادرات الصناعية الخليجية خفت حدتها بسبب الأزمة المالية العالمية، ففي الوقت الذي ارتفع فيه حجم الصادرات الصناعية في عام 2005 بنسبة 25% مقارنة بعام 2004، فإن نسبة هذا الارتفاع تراجعت إلى ما نسبته 8% فقط في عام 2008 مقارنة بعام 2007. وأوضحت الدراسة انه وعلى الرغم من عدم توفر بيانات نهائية لعام 2009 حتى الآن، إلا أن تقلص أرباح الشركات الصناعية المدرجة في الأسواق الخليجية، كشركة “سابك” وصناعات قطر على سبيل المثال تشير إلى انخفاض أحجام وقيم صادرات الصناعات الخليجية بشكل عام. ومع ذلك، فإن تأثيرات الأزمة المالية العالمية بحسب الدارسة على قطاع الصناعات التحويلية بصورة خاصة وعلى الاقتصادات الخليجية بشكل عام ظلت محدودة، إذ استطاعت دول المجلس توفير التمويلات اللازمة لاستكمال المشاريع الصناعية التي سبق وأن أعلن عنها في السنوات السابقة، بما فيها بعض الصناعات الكبيرة العاملة في قطاع الألمنيوم والبتروكيماويات ومنتجات النفط. وفي هذا الجانب، أدى ارتفاع أسعار النفط مجدداً وتمحورها حول معدلات مرتفعة تراوحت ما بين 65 - 70 دولاراً للبرميل في المتوسط إلى قيام دول المجلس بإمداد الأسواق المالية بالسيولة اللازمة من جهة وإلى توفير التمويل الخاص باستكمال المشاريع الصناعية من جهة أخرى. ويعتبر ذلك بحد ذاته تطوراً ايجابياً ساهم في استقرار قطاع الصناعات التحويلية في دول المجلس وفي سرعة استعادة نموه الطبيعي، وذلك على العكس من الصعوبات التي عانت منها القطاعات الصناعية في بقية بلدان العالم، وبالأخص في الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي. وإلى جانب عمليات ضخ السيولة، فإن هناك بعض التطورات الايجابية التي نجمت عن الأزمة المالية العالمية والتي أتاحت فرصاً مهمة لتنمية قطاع الصناعات التحويلية وزيادة حجم الصادرات الصناعية في دول المجلس، حيث تأتي قضية انخفاض تكاليف إقامة مشروعات صناعية جديدة على رأس هذه التطورات الايجابية. وإذا ما تم مزج هذين العاملين المتمثلين في ارتفاع أسعار وعائدات النفط وانخفاض تكاليف إقامة المشاريع الصناعية، فإن الأزمة المالية العالمية تكون قد هيأت ظروفاً مناسبة لتنمية قطاع الصناعات التحويلية في دول مجلس التعاون الخليجي. لذلك، فإن مثل هذه الظروف تتيح إمكانيات كبيرة أمام القطاعين العام والخاص للبدء في إقامة المزيد من المشاريع الصناعية التي يمكن أن تساهم في زيادة وتأثر النمو وتنويع مصادر الدخل في دول المجلس، وبالأخص بعد التسهيلات الجديدة التي قدمت للمستثمرين في نطاق التعاون الخليجي. وإلى جانب إقامة مشاريع جديدة، فإنه تتوفر فرص مجدية لعمليات استحواذ في القطاع الصناعي في البلدان المتقدمة مماثلة للفرص المجدية في القطاعات الأخر كالقطاع العقاري، حيث استحوذت بعض دول المجلس على مشاريع عقارية كبيرة في البلدان الغربية في الأشهر القليلة الماضية، وبالأخص في العاصمة البريطانية لندن. وبالإضافة إلى مستجدات الأزمة المالية العالمية والتي يمكن تسخيرها لتنمية الصناعات التحويلية، فإن المعطيات الموجودة على أرض الواقع خليجياً، وبالأخص وجود السوق الخليجية المشتركة ستساهم بدورها في الدفع باتجاه إيجاد المزيد من الفرص والحوافز التي يمكن استغلالها لتطوير القطاع الصناعي في دول المجلس، سواء على مستوى كل دولة على حدة أو من خلال إقامة مشاريع خليجية مشتركة. وأشارت الدراسة الى انه إذا كانت دول المجلس تعتبر من أقل البلدان تأثراً بالأزمة المالية العالمية، كما بينت العديد من التقارير والدراسات المحلية والعالمية بما فيها دراسات مصرف الإمارات الصناعي، فإن مثل هذه التوجهات التي تمت الإشارة إليها في هذه الدراسة يمكن أن تساهم في سرعة تعافي الاقتصادات الخليجية والتي بدأت بالفعل مسيرة التعافي من تداعيات الأزمة المالية قبل غيرها من الاقتصادات العالمية التي عانت كثيراً من جراء هذه التداعيات. من خلال ذلك يمكن تفادي هذه الترسبات السلبية للأزمة المالية العالمية على قطاع الصناعات التحويلية، بما في ذلك انخفاض معدلات نمو الصادرات الصناعية مع تسخير مستجدات الأزمة لتنمية هذا القطاع الحيوي وتحقيق معدلات نمو مرتفعة في السنوات القادمة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©