الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشجرة الشيطانية

22 ديسمبر 2009 22:19
بعد أيام يحتفل العالم برأس السنة الميلادية، والأعراق الصينية والآسيوية بشكل عام يحتفلون بالسنة الصينية التي تحل في الرابع عشر من فبراير من كل عام، وهي بالمناسبة ستكون هذا العام عاما للنمر بحسب علم الفلك الصيني، الفرس أيضا يحتفلون بعامهم الجديد، واليهود أيضا لديهم احتفالاتهم الخاصة بعامهم، والتي تكون عادة في شهر سبتمبر أو مطلع أكتوبر من كل عام ميلادي، ويبدو أن الاحتفال بالعام الجديد مرتبط بالدين في كثير من الثقافات والديانات، بينما مر رأس السنة الهجرية بصمت ولم نشعر به، مع أنها ذكرى لمناسبة مقدسة ساهمت في تغيير تاريخ البشرية جمعاء. وهي أيضا بداية للتاريخ الإسلامي الذي كان حافلا ولا يزال. قد يكون عدم احتفالنا برأس السنة الهجرية أمرا مفهوما أو متروكا بدون نقاش؛ لأنه تعليمات دينية، لكنني وجدت ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة من العمر تبتعد بي عن شجرة عيد الميلاد العظيمة التي نصبت في وسط المركز التجاري، قائلة إنها شجرة شيطانية لابد ألا نقترب منها أكثر.. وسمعت كلامها لأنها علمتني المرة الماضية أن قوس قزح تسمية منهي عنها لأن «قزح» اسم شيطاني.. وتأكدت من ذلك عندما بحثت في الأمر. ولذلك لذت بالصمت، فلم أجد تعليقا مناسبا، غير أنني حاولت التفلسف حتى لا أبدو جاهلا أمام ابنتي ذات الأعوام الخمسة، ولذلك ذكرت لها أن النخلة هي شجرتنا الأم، وأنها شجرة مباركة، ولذلك نكرمها بزرعها في كل مكان. غير أنني وجدت أن من حق الأطفال أن يكونوا جزءًا مما يدور حولهم، وأن يشاركوا في الفرح فيفترض بهم أنه ليس لهم علاقة بصراعات الكبار وحروبهم السخيفة وخلافاتهم المبنية على الخلاف لمجرد الخلاف وعدم الاتفاق. بل إنه من حقهم الاستفادة من الانفتاح الحضاري في العالم، بما يساهم في انفتاح عقولهم الصغيرة على مختلف العلوم والثقافات والحضارات واتساع رؤيتهم للأمور، ولكن كيف يمكن أن يكون الأطفال جزءا مما يدور حولهم، دون أن يؤثر ذلك على دينهم وثقافتهم وتقاليدهم وهويتهم، أليست هذه معادلة صعبة..! نحن في دولة مسلمة لها هويتها العربية التي تمتد من عمق البحر إلى عمق الصحراء، غير أنها أيضا منفتحة على العالم متعددة الثقافات والجنسيات، يعيش على أرضها أكثر من مئتي جنسية وفيها من كل أطياف الأرض وكل أعراق البشر وكل ثقافاتهم ولغاتهم وعاداتهم، فكيف نخرج من المعادلة بحل سهل لا يغرب أطفالنا ولا يفقدهم هويتهم ودينهم؟. ليس لدي إجابة ولو كان عندي لتغير حالي على الأقل! سعيد سالم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©