الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أم العرب» تدعو إلى تعميق التعاون الاستراتيجي بين الإمارات والصين

«أم العرب» تدعو إلى تعميق التعاون الاستراتيجي بين الإمارات والصين
29 ابريل 2015 17:54

بدرية الكسار وهالة الخياط (أبوظبي) دعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، (أم الإمارات) إلى تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي المشترك، خاصة في مجال التمكين الاقتصادي للمرأة. وأكدت سموها خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية لانطلاق فعاليات منتدى المرأة العربية الصينية أمس في فندق رووز وود بأبوظبي، التي ألقتها بالنيابة عنها ريم عبدالله عيسى الفلاسي أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أهمية إطلاق مشروعات استثمارية مشتركة يصحبها تنفيذ برامج متطورة لتنمية الموارد البشرية ودعم قدرات المرأة وتوفير فرص التدريب الفني والتقني والعملي لها، وتكوين دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بين الجانبين للوصول بإنتاجها إلى الأسواق الخارجية، إضافة إلى الفرص الواسعة المتاحة لإقامة مشروعات استثمارية مشتركة بين سيدات الأعمال من الجانبين وخاصة مع سيدات الأعمال في دولة الإمارات اللواتي يتولين حالياً إدارة أكثر من 20 ألف مشروع محلي وخارجي باستثمارات تصل إلى نحو 45 مليار درهم.وقالت سموها: إننا نتطلع أن يشكل المنتدى إضافة نوعية مهمة في إثراء الحوارات وتعميق التفاهمات التي تحققت، وتكريسه للاستفادة القصوى من التجارب والخبرات المتبادلة بين الهيئات النسائية العربية والصينية وتحويلها إلى ممارسات عملية على أرض الواقع تؤتي ثمارها في شتى المجالات التنموية، وخاصة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتمكين الاقتصادي للمرأة.وقالت سموها: إن هذا الحشد من المشاركات في المنتدى يجسد حرصكم على المضي قدماً في العمل على طريق ترسيخ مسيرة تاريخ طويل وعريق من علاقات الصداقة والثقة المتبادلة والتفاهم والحوار والتواصل والتبادل الثقافي والتفاعل الإنساني والتمازج، الذي امتد لقرون عدة بين الحضارتين العربية والصينية عبر طريق «الحرير» الذي نتشارك حالياً في مشروع حضاري لإعادة بنائه وإحيائه وتخليده. وأكدت سموها أنه من حسن الطالع أن يتزامن انعقاد المنتدى مع مرور 11 عاماً على تأسيس منبر «منتدى التعاون العربي الصيني» في العام 2004 بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية تعبيراً عن عمق العلاقات التاريخية التي ربطت بين الصين والدول العربية. وأوضحت سموها أن المنتدى عقد حتى الآن 6 دورات متلاحقة ومنتظمة أثمرت عن نتائج إيجابية للارتقاء بمجمل العلاقات العربية &ndash الصينية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتقنية والعلمية والصحية والزراعية والبيئة والإعلامية والنسائية وغيرها من المجالات. وأشارت سموها إلى أن انعقاد المنتدى يأتي متزامناً مع مرور 30 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، وقد ترسخت هذه العلاقات بفضل توجيهات قيادة البلدين الصــديقيــن صــاحب السمــو الشيـخ خليفــة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وفخامة الرئيس شي جين بينج رئيس جمهوريــة الصيــن الشعبيــة وحرصهما المستمر على تطــوير وتعزيز هذه العلاقـات بحيث أصبح البلدان اليوم شريكين استراتيجيين في المجالات كافـــة. وأوضحت سموها أن المرأة في دولة الإمارات على صعيد التمكين السياسي والاقتصادي حققت مكاسب ومنجزات نوعية ملموسة في نيل حقوقها الدستورية ومساواتها بالكامل مع الرجل في الحقوق والواجبات، وذلك بدعم مطلق من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مما فتح أمامها آفاقاً واسعة للعمل السياسي والاقتصادي، وتمكينها من شغل أربعة مقاعد في مجلس الوزراء، وتمثيلها بسبع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي، وحضورها القوي في العمل الدبلوماسي المحلي والخارجي، إضافة إلى شغلها أرفع المناصب القيادية في الدولة ومختلف مواقع وضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات كشريك أساسي في التنمية المستدامة. وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «لقد استطعنا في هذا السياق إنجاز معظم أو جّل برامج عمل الأهداف الإنمائية للألفية الأممية التي تنتهي في العام الحالي وفي ذات الوقت واصلنا مسيرتنا نحو تحقيق المزيد من المنجزات بإعلان مبادرات جديدة للارتقاء بدور المرأة الإماراتية كشريك أساسي في التنمية وتمكينها في شتى المجالات». وأشارت إلى المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في القمة الحكومية العالمية في 8 فبراير الماضي بتشكيل «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين» بهدف تفعيل دور المرأة وتعزيز مكانتها كشريك أساسي في صنع المستقبل. وقالت سموها: إن الاتحاد النسائي دشن في مارس الماضي الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015/2021 والتي تشكل إطاراً عاماً ومرجعياً وإرشادياً لجميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة وريادية تشارك في كافة مجالات التنمية المستدامة. وأكدت دعمها للمنتدى ولما سيتوصل إليه من توصيات تسهم في تفعيل آليات العمل المشترك خاصة فيما يتصل بمشروع إنشاء منطقة تجارية تفضيلية عربية &ndash صينية لتشجيع الجانبين على زيادة وتوسيع مجالات التعاون والشراكة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أساس من المصلحة المشتركة والمنافع المتبادلة. حضور بارز حضر افتتاح المنتدى وداد بابكر عمر حرم فخامة الرئيس السوداني عمر البشير، والشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان مدير إدارة شرق آسيا والباسفيك بوزارة الخارجية، ومعالي مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الدكتورة ميثاء الشامسي وزيرة دولة، ورئيسة مجلس إدارة صندوق الزواج. وشارك في المنتدى، الذي ينظمه الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة والحكومة الصينية والاتحاد النسائي الصيني وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أكثر من 200 شخصية عربية وصينية من القيادات النسائية ورائدات سيدات الأعمال وممثلات عن المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا المرأة والمؤسسات النسائية الحكومية والأهلية، إضافة إلى ممثلين لمختلف وسائل الإعلام المحلية والصينية. تسوي يو: علاقات تاريخية بين البلدين قالت معالي تسوي يو نائبة رئيس الاتحاد النسائي لعموم الصين وعضو الأمانة العامة للاتحاد، إن تاريخ علاقات الصداقة بين الصين والإمارات يعود لألفي سنة، وإن عقد المنتدى في هذا الوقت يأتي في إطار إعادة العلاقات التي كانت مبنية وفق طريق الحرير التجاري بين البلدين. بان كي مون: امتنان عالمي لجهود الشيخة فاطمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، توجه معالي بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، في كلمة عبر الفيديو، بالشكر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مساهماتها القيمة في مجال النهوض بالمرأة في الإمارات العربية المتحدة، ومساعدتها الكثير من النساء خارج بلادها، وبوصفها رئيسة للاتحاد النسائي العام التي أظهرت التزاماً كبيراً نحو معالجة قضايا متعلقة بالصحة ومحو الأمية، وغيرها من المسائل التي لها تأثير على النساء والأطفال والأسر. مكاوي: مجالات جديدة للمرأة أكدت السفيرة إيناس مكاوي مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة في الأمانة العامة بجامعة الدول العربية أن جامعة الدول العربية تقدر وتثمن الجهود الكبيرة التي تقوم بها «أم العرب» للنهوض بوضع النساء وإعلاء كرامتهن وحمايتهن وتمكينهن، في ظل ظروف قاسية تعيشها الكثير من النساء في المنطقة العربية، فهي تقدم من روحها وقلبها الكثير لنساء مكلومات ومنكوبات بسبب الحروب والنزاعات والكوارث، سواء في داخل العالم العربي أو خارجه، وكذلك حماية الطفولة العربية، والعمل على توفير كل السبل الممكنة لتنشئة صالحة توفر لهن حقوقهن الأساسية في التعليم والصحة والحماية، وتتوخى إنفاذ مصالحهن الفضلى، ترسيخاً لما أمرتنا به شرائعنا السماوية وديننا الحنيف، وتأكيداً لما تقره التزاماتنا الدولية. وقالت، إن المنتدى يمثل أحد الأركان الرئيسة لبرنامج عمل المنتدى العربي - الصيني على المستوى الوزاري، تنفيذاً لمقررات الجامعة العربية في هذا الشأن، التي تقضي بأهمية انعقاد منتدى للنساء على المستويين العربي والصيني. وأكدت أن المنتدى ما كان سينعقد في هذه المرحلة الصعبة لولا الإرادة القوية لدولة الإمارات العربية، ابتغاء توطيد أواصر العمل المشترك من أجل تبادل الخبرات ودعم الإمكانات، وتوخي الأهداف للوصول لبرامج ومشروعات تأخذ النساء إلى حيز أرحب يضمن لهن مجالات جديدة، ويوفر لهن عملاً يحفظ لهن حياتهن وحياة أسرهن وأطفالهن، ويضمن لهن كرامتهن وإنسانيتهن على الأرض. بسمة بنت طلال: حماية الفتاة ليست ترفاً أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال إعجابها بالإنجازات الكبيرة التي حققتها شقيقتنا في الإمارات، فأصبحت عن جدارة واستحقاق نموذجاً يحتذى به للمرأة العربية، وقالت، في كلمة ألقتها بالنيابة عنها سلمى النمس الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة: إن التقدم المنشود بأولويات تمكين المرأة ينطلق من وعي بحجم وعمق التحديات التي تواجه المرأة في كل أنحاء العالم كالفقر والأمية، وعدم المساواة والفجوة الكبيرة في العدالة والتفاوت الهائل بين المناطق الحضرية والريفية؛ لأن مثل هذه الفوارق تخلق توترات وخلافات عميقة، وتزيد من اتساع الفجوة بين المحرومين، وغير المحرومين والمتعلمين وغير المتعلمين والأقوياء والضعفاء.وأكدت سمو الأميرة بسمة بنت طلال أن السعي لتحقيق العدالة للمرأة وتعزيز مشاركتها الاقتصادية وإزالة التمييز ضدها وحماية الفتاة والمرأة من العنف بجميع أشكاله ليس ترفاً بل حاجة وضرورة لمسيرة التقدم وتحقيق التنمية المستدامة. وبالنسبة لنا بالذات وفي ظل النزاعات المسلحة التي تشهدها منطقتنا العربية المشتعلة، فإن علينا أن نسعى جاهدين وبشتى السبل للتخفيف من معاناة المرأة وأطفالها، نتيجة تلك النزاعات وما ينجم عنها من قتل وتدمير وتهجير وتزايد ظاهرة الاتجار بالبشر والاغتصاب والزواج المبكر التي تقع الفتاة والمرأة ضحية لها كلها. سلطان بن حمدان بن زايد: شراكة الإمارات والصين استراتيجية خلال الجلسة الافتتاحية، أكد سمو الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان مدير إدارة شرق آسيا والباسيفيك في وزارة الخارجية أن هذا المنتدى يُجسد التلاحم في العلاقات العربية - الصينية عامة والإماراتية الصينية خاصة، ويؤكدُ عمقِ العلاقاتِ التاريخيةِ التي تربِطُ دولةَ الإمارات وجمهورية الصينِ الشعبيةِ التي شهدت وتشهدُ تطوراً لافتاً في العلاقاتِ على كافةِ الصُعُد منذُ قيامِ الدولة والتي وضع ملامحها ودشنها المغفورُ لهُ بإذنِ الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولةِ وباني نهضَتِها، التي ازدهرت في ظِلِ القيادةِ الحكيمة لصاحبِ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسُ الدولة، حفظه الله، الذي يؤكدُ على الدوام أن دولةَ الإمارات منفتحةُ على الدولِ كافةِ دون تحيزٍ، وتعملُ على تبادلِ الأفكار والتفاهم والاحترامِ والسلامِ وتعزيزِ مجالات التعاوُنِ في الإطارِ الذي يصبُ في المصالحِ المشتركةِ، التي من شَأنها بناءُ اقتصادٍ مستدام ومنفتِحٍ وقادرٍ على المنافسةِ عالمياً، وأن دولةَ الإماراتِ العربية المتحدة ستظلُ دائماً شريكاً مهماً واستراتيجياً لجمهورية الصين الشعبية. وقال سمو الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد: «إن انعقاد المنتدى جاء في وقت تشهد فيه العلاقات نقلة نوعية وتتعزز عبر التعاون في قطاعات المرأة والشباب والمجتمع المدني والمفكرين وريادات الأعمال، وبذلك تُفتح آفاقاً جديدة للتعاون لا تقتصر فقط على الجانب الرسمي الحكومي، وفي إطار الاهتمامِ المتزايدِ بمشاركةِ المرأةِ في التنميةِ المستدامة نؤكد لكم دعمنا الكامل لجُهودِكم المخلصةِ في سبيلِ تمكينِ المرأةِ العربية - الصينية والعملَ على إدماجِها في قضايا التنمية، وصولاً بها إلى أعلى المستويات والمراتب في أقطارنا، محققين بذلك تكاملاً في الأدوارِ بين الجنسينِ وحضوراً فاعلاً لها في كلِ المجالات». وأكد سموه أننا نتطلع لأن تكونَ المرأةُ حاضرةً وحلقة وصلٍ قويةٍ وشريكاً فاعلاً ومهماً في هذه الشراكةِ من خلالِ إسهاماتها في توثيقِ عرى هذه العلاقة، مؤكدا أننا «واثقونَ من أن المرأةَ الإماراتيةِ جديرةٌ بالاعتمادِ عليها وقادرة على لعبِ دورٍ أكبر في ترسيخِ دعائمِ هذه الشراكة البينية، ونتطلعُ لأن تلعب المرأة الإماراتية - الصينية دوراً محورياً في التنميةِ الشاملةِ للتجارة الثنائية، وتوسيعِ التعاونِ في مجالاتِ بناءِ القدراتِ والمالِ والاستثمارِ والابتكارِ والإبداعِ ونقلِ التكنولوجيا بما يخدِمُ في النهايةِ مصالحَ البلدين». وقال سمو الشيخ سلطان بن حمدان: «إنه مما يبعثُ على الاعتزازِ بأن هذا المنتدى يحظى بالدعمِ الكبير، والاهتمامِ الفائقِ لسمو الوالدة الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) وإنه لَيُسعِدُنِي كثيراً أن أتقدمَ إلى سموها بوافرِ الشكرِ وعظيمِ الامتنان كما نذكرُ لسُمُوها بالذات حرصَها الكبيرُ على النهوضِ بقضايا المرأةِ الإماراتيةِ وتمكينها في قطاعات المجتمع كافةِ وتبوُئِها الصدارةِ في التنافسية العالمية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©