عبدالله القواسمة (أبوظبي)
توج معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، النجم الإسباني المخضرم رافاييل نادال بلقب النسخة الثامنة لبطولة مبادلة العالمية للتنس، بعد تفوق الأخير على نظيره الكندي ميلوش راونيش بمجموعتين دون مقابل في اللقاء الختامي للبطولة والذي شهده مركز التنس الدولي بالعاصمة أبوظبي ليلة أمس.
حضر اللقاء الختامي معالي اللواء محمد خلفان الرميثي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي عضو المجلس التنفيذي، ومعالي خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة، العضو المنتدب، إلى جانب جمهور غفير تجاوز الخمسة آلاف متفرج.
وحسم نادال المصنف الخامس على الصعيد العالمي لقب النسخة الثامنة لبطولة مبادلة بعدما تخطى روانيش في المشهد الختامي بمجموعتين دون مقابل 7-6 و6-3، إذ سار أداء اللاعبين بطريقة متكافئة مطلع المجموعة الأولى بعدما تبادل كلاهما حسم إرسالاتهما بنجاح ليتعادلا 2-2 ثم 3-3، حيث سارت المنافسة فيما بينهما في هذه الأشواط بطريقة غير متوازنة من الناحية الفنية، إذ كان نادال ينجح في الظفر بإرسالاته دون أن يواجه صعوبة كبيرة على عكس راونيش الذي كان يعاني الحفاظ على إرسالاته عصية على الكسر وبالأخص في الشوط السابع الذي جمح فيه نادال قوته في محاولة لقلب الموازين لصالحه لكن جهود راونيش الجبارة نجحت في الحفاظ على التعادل مجدداً الذي تواصل بعد ذلك 4-4 وامتد إلى 6-6، قبل أن يتعملق نادال في الشوط الفاصل الذي ظفر به منهياً المجموعة الأولى لصالحه بواقع 7-6 بعدما أظهر العديد من اللمحات الفنية الرائعة باعتماده أسلوبه المعتاد في ضرب الكرات إلى الزوايا البعيدة التي استعصت على منافسه.
في المجموعة الثانية تقدم نادال بنتيجة 2-1 قبل أن يكسر إرسال راونيش في الشوط الرابع، الذي اعتبر الأقوى على الإطلاق، ليوسع «الماتادور» الفارق إلى 3-1، بعدما جمح بأدائه المعتاد ونجح في احتواء قوة إرسالات منافسه بطريقة بارعة تفاعلت معها الجماهير الحاضرة ليمتد تفوق نادال بعد ذلك وينجح في الحفاظ على فارق الشوطين 5-3 تبع ذلك حسم المجموعة الثانية لصالحه بنتيجة 6-3 وهو ما أهله لاعتلاء منصة التتويج بطلاً لكأس مبادلة العالمية للتنس للمرة الثالثة في تاريخه، حيث كانت الأولى في عام 2010 والثانية في عام 2011 علماً بأن نادال كان قد سبق له الظفر بمركز الوصيف في النسخة الأولى عام 2009.
وواصل نادال بانتصاره في المباراة الختامية لبطولة مبادلة أمس سطوته على راونيش محققاً انتصاره السابع في تاريخ مواجهاتهما مقابل انتصار وحيد للاعب الكندي كان قد حققه في العام الماضي، والذي اعتبر الأسوأ في تاريخ «الملك» على الإطلاق.
وتمخض اللقاء عن أقوى إرسال للنجم الكندي راونيش والذي رغم خسارته اللقاء نجح في تخطي حاجز 200 كيلومتر في الساعة حيث بلغ سرعة أحد الإرسالات 221 كيلومتراً.
سعادة بالغة
وأبدى نادال سعادته الكبيرة بالفوز بأول ألقاب موسم التنس العالمي، مؤكداً أنه يشعر بالراحة الكبيرة دائماً لتواجده في أبوظبي والتي تمثل له المكان الأنسب في العالم، للتأهب وقبل دخول معترك البطولات العالمية الأخرى مثنياً على أداء خصمه روانيش الذي قدم عرضاً قوياً على حد وصفه.
وحيا نادال أنصاره الذين واكبوا مسيرته في بطولة مبادلة العالمية منذ أن حط رحاله في أبوظبي مؤكداً أنه سيكون على العهد، حيث يسعى إلى العودة إلى سابق عهده مع المنافسة بعد طي صفحة العام الماضي.
بدوره هنأ راونيش نظيره نادال على الفوز بلقب بطولة مبادلة العالمية للتنس، مؤكداً أنه سعيد بخوض هذه التجربة الأولى له على صعيد هذه البطولة والتي لم يسبق له المشاركة في فعالياتها من قبل، لافتاً إلى أن الأجواء العامة لهذا الحدث، تمتاز بالحماس الشديد من قبل الجماهير، مشيراً إلى أنه سعيد بهذه البداية في مستهل مشواره بالعام الحالي، موجهاً الشكر والتقدير إلى مبادلة على تنظميها الرائع لهذا الحدث الفريد.
«الكلاسيكو» حاضراً في المباراة الختامية
أبوظبي (الاتحاد)
حملت المباراة النهائية لبطولة مبادلة العالمية للتنس بين النجمين الإسباني رافاييل نادال والكندي ميلوش راونيش صراعاً من نوع آخر ربما يكون خافياً على الكثيرين من عشاق هذه الرياضة.
ويعرف عن نادال عشقه الكبير لنادي ريال مدريد منذ نعومة أظفاره، إذ لا ينكر اللاعب في العديد من التصريحات التي يطلقها تعليقاً على انطباعاته عن مسيرة النادي الملكي في الاستحقاقات المحلية الإسبانية إلى جانب الأوروبية حبه الجارف لهذا النادي، فلا يزال عشاق النادي الملكي يتذكرون تصريحات نادال تعليقاً على خسارة ريال مدريد أمام برشلونة بأربعة أهداف نظيفة في آخر «كلاسيكو» جمع الفريقين، إذ وصف نادال هذه الخسارة بالساحقة قائلاً «عندما تحدث هذه الأمور لا يسعنا سوى التصفيق لهم وتهنئتهم، وعلى الخاسر مواصلة العمل من أجل تحليل الجوانب التي يتعين عليه تحسينها في الفترة القادمة. هذا ما أقوم به عندما يحدث معي الأمر نفسه».
على الطرف الآخر يعرف عن ميلوش راونيش بأنه أحد المشجعين المتعصبين لنادي برشلونة رغم جنسيته الكندية، وهو الأمر الذي لا ينكره بل وأعلنه صراحة في العديد من المناسبات.
لائحة شرف البطولة
النسخة الأولى: عام 2009: البطل أندي موراي - الوصيف رافاييل نادال
النسخة الثانية: 2010: البطل رافاييل نادال - الوصيف روبين سودرلينج
النسخة الثالثة: يناير 2011: البطل رافاييل نادال - الوصيف روجر فيدرير
النسخة الرابعة: ديسمبر 2011: البطل نوفاك دجوكوفيتش - الوصيف دافيد فيرير
النسخة الخامسة: 2012: البطل نوفاك دجوكوفيتش - الوصيف دافيد فيرير.
النسخة السادسة: 2013: البطل نوفاك دجوكوفيتش - الوصيف دافيد فيرير.
النسخة السابعة: يناير 2015: البطل أندي موراي - الوصيف نوفاك دجوكوفيتش.
النسخة الثامنة: يناير 2016: البطل رافاييل نادال - الوصيف ميلوش راونيش.
فيرير يقهر عناد فافرينكا
ويظفر بالمركز الثالث
أبوظبي (الاتحاد)
قهر النجم الإسباني دافيد فيرير المصنف السابع على الصعيد العالمي عناد منافسه السويسري ستان فافرينكا وتغلب عليه بنتيجة 2-1 ليحسم بالتالي المركز الثالث لبطولة مبادلة العالمية للتنس مساء أمس.
فيرير قدم الأداء المعتاد الذي يضطلع به وقوامه اللعب بثبات دون كلل أو ملل، إذ على الرغم من خسارته المجموعة الأولى بنتيجة 6-7 إلا أنه انتفض في المجموعة الثانية ليظفر بها بواقع 6-4، ليحتكم اللاعبان إلى مجموعة فاصلة من شوط واحد نجح فيرير في الظفر بها بعدما جمع 10 نقاط مقابل 8 نقاط لفافرينكا.
شهدت مجريات المجموعة الأولى تعادل اللاعبين في الأشواط الأربعة الأولى دون أن يخسر أي منهما إرساله، قبل أن يتقدم فيرير ليظفر بالشوط الخامس، ليكسر إرسال فافرينكا في الشوط السادس متقدماً بواقع 4-2، وذلك بعدما أظهر إصراراً كبيراً من خلال اللعب بطريقة ثابتة طيلة المجريات، إلى جانب بذل محاولات دؤوبة لرد إرسالات فافرينكا القوية التي يضطلع بها.
وتعملق فيرير في الشوط السابع الذي أنهاه لصالحه بعدما قدم فاصلاً قوياً من الإرسالات القوية التي لم يستطع فافرينكا التعامل معها بنجاح، لكن الأخير سرعان ما انتفض في الشوط الثامن مقلصاً الفارق إلى 5-3 في محاولة منه لإبقاء المنافسة على المجموعة قائمة، بل وزاد على ذلك عندما نجح في خطف الشوطين التاسع والعاشر محققاً التعادل 5-5، ومن هنا تواصل التعادل إلى الشوطين التاليين 6-6، قبل أن ينحسر أداء فيرير وبشكل حاد وعلى غير ما درجت عليه العادة في الشوط الثالث عشر الذي تسيده فافرينكا بأداء جامح تميز من خلاله بالضربات الخلفية السريعة التي أطلقها في الزوايا البعيدة لتستعصي هذه الكرات على فيرير، لينتزع المجموعة الأولى 7-6.
امتد الصراع الشرس ما بين اللاعبين إلى المجموعة الثانية التي شهدت كسر فيرير إرسال فافرينكا في الشوط الخامس ليتقدم في الشوط السادس 4-2، لكن فافرينكا سعى إلى تكرار سيناريو المجموعة الأولى عندما نجح في تقليص الفارق إلى 5-4، إلا أن انتفاضة فيرير في الشوطين التاليين ساهمت في حصد المجموعة الثانية لصالحه بواقع 6-4.
في المجموعة الثالثة التي نص نظام البطولة على أن يتم حسمها من شوط واحد ضبط فيرير إيقاعه الهجومي ونجح وبعد الضغط على منافسه في تحقيق الفوز بنتيجة 10-8 والذي مضى به للظفر بالمركز الثالث.
ويعتبر لقاء الأمس بين فيرير وفافرينكا الخامس عشر الذي يجمعهما في التاريخ، إذ نجح البطل الإسباني في كسر التعادل مع خصمه ليظفر بالفوز الثامن مقابل سبع انتصارات لفافرينكا.
وأعرب فيرير عن سعادته بالفوز الذي حققه على فافرينكا مؤكداً أن وجوده في أبوظبي للمشاركة في بطولة مبادلة العالمية للتنس يبث في قلبه السعادة الغامرة، لافتاً إلى أنه من الجميل أن يقضي ليلة رأس السنة في أبوظبي بصحبة عائلته وأصدقائه، وأن يحقق أول انتصاراته مطلع العام الحالي على أرض الإمارات.
رافاييل يعيد اكتشاف نفسه
أبوظبي (الاتحاد)
أعاد «الماتادور» الإسباني رافاييل نادال اكتشاف نفسه من جديد في بطولة مبادلة العالمية للتنس، بعدما نجح في خطف لقب النسخة الثامنة للمسابقة مساء أمس، مدشناً مرحلة جديدة في مسيرته الاحترافية الحافلة بالأرقام القياسية والتي ما زالت عصية على الكسر لغاية الآن. وتكمن أهمية الفوز الذي حققه نادال أمس في كونه أتى بعد عام يعتبر الأسوأ في مسيرته الاحترافية، إذ غاب فيه عن الفوز بأي من ألقاب الجراند سلام، على عكس ما شهدته الأعوام العشر السابقة والتي فرض فيها سطوته على ألقاب الجائزة الكبرى حاصداً بالتالي مكافآت مالية قياسية.
وكان آخر فشل ذريع لنادال عندما خسر أمام الإيطالي فابيو فونيني المصنف الـ 32 على الصعيد العالمي، في الدور الثالث لبطولة أميركا المفتوحة وبعد مباراة ماراثونية جاءت من خمس مجموعات بواقع 6-3 و6-4 و3-6 و4-6 و4-6 حيث تواصلت هذه المباراة على مدار ثلاث ساعات و50 دقيقة اعتبرت الأصعب في مسيرة نادال الاحترافية منذ بزوغ نجمه.
في السنوات العشر الماضية لم يغادر فيها نادال المراكز الثلاثة الأولى بالتصنيف العالمي، إذ شهدت حصده لـ 14 لقباً على صعيد الجراند سلام و27 في الماسترز، لكنه ومع نهاية عام 2015 كان يتعرض إلى أقوى حملة انتقادات في تاريخه الاحترافي وهي التي طالبته بالاستغناء عن خدمات مدربه «عمه» توني نادال، لكنه لم يلق بالاً لجميع هذه الأصوات مجدداً الثقة بطاقمه التدريبي مؤكداً أن ما مضى في عام 2015 ليس سوى سحابة صيف سرعان ما سينجح في تجاوزها والعودة من جديد إلى المقارعة على الألقاب العالمية من جديد، وها هو ينجح في تحقيق مراده مساء أمس عندما اعتلى منصة تتويج بطولة مبادلة العالمية للتنس، والتي قدم فيها عرضين قويين استهلها أمام مواطنه فيرير عندما تغلب عليه بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة، ليرد بالتالي دين الأخير، حيث سبق لفيرير أن تغلب على نادال مرتين في العام الماضي، قبل أن يمضي «الماتادور» بثقة بعد ذلك ويقبض على اللقب إثر تفوقه على الكندي راونيش في المباراة الختامية.
حقائق وأرقام من مسيرة «البطل»
- ولد نادال في 3 يونيو 1986 بمدينة ماناكور الإسبانية بجزر البليار ويقيم حالياً في مدينة مايوركا القريبة منها.
- غدا نادال لاعباً محترفاً في سن الـ 15 وحقق أول فوز له على صعيد رابطة محترفي التنس العالميين قبل بلوغه الـ 16 من العمر، فيما نال أول لقب رسمي عام 2002.
- لقب نادال بـ «ملك الملاعب الصلبة»، بعد فوزه بلقب بطولة فرنسا المفتوحة رولان جاروس تسع مرات.
- نجح نادال في الفوز بكافة ألقاب الجراند سلام قبل بلوغه سن الـ 24.
- إلى جانب اللاعب ماتس فيلاندر يعد نادال اللاعب الوحيد من الرجال الذي يفوز بثلاثة ألقاب جراند سلام على ثلاث أرضيات مختلفة في تاريخ التنس هي العشبية والصلبة والترابية.
- يعتبر نادال اللاعب الوحيد الذي نجح في الفوز بلقب جراند سلام وآخر على صعيد الماسترز وبشكل دوري لمدة عشر سنوات متتالية.
- تحتضن خزينة نادال ميدالية ذهبية لفردي الرجال (بكين 2008) إلى جانب أربعة ألقاب لكأس ديفيز العالمي للتنس مع المنتخب الإسباني 2004، 2008، 2009 و2010.
- دشن نادال مؤسسة رافا نادال عام 2007 التي تركز على العمل الاجتماعي، إلى جانب تنمية ومساعدة الفال والشباب.
- أطلق المرصد الفلكي الإسباني في مايوركا اسم نادال على نجم تم اكتشافه عام 2003.
عدد اليوم
