آستانا (وام)
تعهد الرئيس نور سلطان نزارباييف رئيس كازاخستان بإجراء إصلاحات تشريعية ودستورية كان قد وعد بها حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وكان نزارباييف قد قال عقب الإدلاء بصوته في مركز الاقتراع في العاصمة آستانا الأحد الماضي: «إنه إذا جدد الكازاخيون ثقتهم بي، فإن الخطوة الأولى التي سأتخذها هي تشكيل لجنة لإجراء خمسة إصلاحات مؤسساتية، وهو ما يتطلب تغييرات تشريعية ودستورية».
وجدد الشعب الكازاخي ثقته في الرئيس نزارباييف، وصوت له بأكثر من 95 في المائة من أجل الإصلاحات التي وعدهم بتحقيقها إضافة إلى المحافظة على الأمن والاستقرار ومواجهة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وتهدف الإصلاحات التي وعد بها الرئيس نزار باييف إلى تنويع اقتصاد البلاد من خلال تطوير قطاع الصناعة، وتنفيذ خطط جديدة لتصنيع المواد الخام خاصة الزراعية، وتسهيل الإجراءات الجمركية مع الاتحاد الأوراسي الاقتصادي، بجانب تطوير البنية التحتية وبناء منطقة تجارية في آلماتا المدينة الاقتصادية والمالية الأهم في البلاد، إضافة إلى تنمية قطاع السياحة.
ورغم المساحة الكبيرة لكازاخستان والتي تبلغ نحو مليونين وسبعمائة ألف كيلومتر مربع - حيث تعد أكبر دولة في آسيا الوسطى والعالم من حيث المساحة - إلا أن تعداد سكانها لا يتجاوز 17 مليون نسمة، يشكل الكازاخيون 50 في المائة، والروس35 في المائة، بينما تضم نسبة 15 في المائة المتبقية خليط من الألمان والأوكرانيين والأوزبك والكوريين وغيرهم.
واللغة الرسمية هي الكازاخية إضافة إلى اللغة الروسية في جمهورية كازاخستان التي تضم 14 مقاطعة، وعاصمتها آستانا التي اختارها رئيس الجمهورية خلال عام 1997 عاصمة للبلاد بدلا من الماتا.
وتعد مدينة آستانا العاصمة الحديثة التي شهدت تطورا اقتصاديا وسياحيا كبيرين، وتضم عدة معالم كمتحف أتاميكين الذي يمثل في شكله الهندسي خريطة كازاخستانو ويضم مجسمات للآثار الكازاخستانية المختلفة.
ومن أبرز معالم آستانا كذلك برج «بايتيريك» أو «شجرة الحياة» الذي يرتفع عن الأرض نحو 100 متر تعلوه كرة ذهبية تتوسطها منصة مطلة على المدينة، ويرمز إلى شجرة الحياة المقدسة، وفي أعلى البرج مجسم لليد اليمنى للرئيس نزار باييف على شكل بصمة كف ذهبية.
كما تضم المدينة أكبر مركز للتسوق يسمى «خان شاتر» الخيمة الملكية الترفيهية الأكبر من نوعها في العالم التي تحوي مراكز التسوق المتنوعة والعلامات التجارية العالمية، وشيدت على مساحة 100 ألف متر مربع بارتفاع يصل إلى 150 مترا وافتتحت عام 2010، إضافة إلى هرم السلام الذي يمثل التسامح الديني، ويعرف أيضا باسم «قصر السلام والمصالحة».
ومع وجود المعالم السياحية في إقليم الأحرار كما هو معنى كازاخستان في اللغة الكازاخية إلا أن السياحة غير مشجعة لأسباب عدة منها اللغة حيث إن الشعب لا يجيد إلا لغتين الكازاخية والروسية، حتى وسائل الإرشاد وأسماء الشوارع والمعالم السياحية والمؤسسات الهامة التي تهم السائح جميعها باللغة المحلية.
وتعني كلمة كازاخ الحر. وستان تعني إقليم. وهو معنى تركي اختاره سكان الجمهورية، وأطلقوه على بلادهم «إقليم الأحرار». وتقع كازاخستان في قلب المنطقة المعروفة باسم أوراسيا، وتتمتع بثروات طبيعية من النفط والغازو خامات متنوعة من المعادن. ونجحت البلاد في استقطاب استثمارات كبيرة لتطوير ثرواتها، وتعمل حاليا كبرى شركات النفط والغاز مثل «اكسون موبيل وشل وبي. بي. أموكو شيفرون وبي. جي».
وينحدر الكازاخ من قبائل تركية من بين أسلافها مغول جنكيز خان، الذين يعتبرون الآن الجماعة الكبيرة الأكثر قربا من الروس في آسيا الوسطى.
يذكر أن روسيا بدأت التوسع في أراضيهم منذ مطلع القرن الثامن عشر، في حين أن شعوب آسيا الوسطى الأخرى لم تختلط بالروس على نحو ملحوظ إلا في القرن التاسع عشر.
عدد اليوم
