الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مولد»الدراما!!

6 يوليو 2010 20:28
كلما اقترب شهر رمضان المبارك، اشتدت المنافسة بين القنوات الفضائية العربية لشراء وعرض وجبات دسمة من البرامج والمسلسلات على شاشاتها، على اعتبار أن هذا الشهر هو “مولد الدراما السنوية” الذي سيدر أرباحاً خيالية لهذه القنوات، والتي كلما عرضت أعمال النجوم الكبار، كلما ضمنت زيادة “غلة” الأرباح من دجاجة الإعلانات التي تبيض ذهباً. من هُنا كثرت هذه الأيام عبارة “العرض الحصري” لهذا المسلسل أو ذاك، على شاشات القنوات، كما كثرت المؤامرات بين المنتجين ورؤساء المحطات، في محاولة للمزايدة على عمل درامي أو برنامج لرفع قيمته المادية، ووضعه في “مزاد سري” لمن يدفع أكثر، ليتحول الفن ورسالته إلى سلعة، وهذا ليس عيباً، فكل منتج “دفع دم قلبه” في إنتاج عمل درامي، لابد وأن يحصل على المقابل، حتى يجمع ما صرفه من أموال طائلة لفريق العمل وتكاليف التصوير الداخلي والخارجي وخلافه، إضافة إلى أجور النجوم التي تخطت سقف العقل، وحلقت في سماء الملايين. ولكن العيب أن المشاهد يتحول إلى “أطرش في الزفة”، فهو يجلس أمام شاشة التلفزيون، وكل ما يشعر به أنه “أبله”، خاصة عندما يضغط على الريموت ويرى إحدى القنوات الفضائية تعلن عن عرض مسلسل “حصري” على شاشاتها في رمضان، وعندما ينتقل لمحطة أخرى لسبب ما، يشاهد نفس الإعلان على شاشاتها وقد يشاهده على شاشات محطة ثانية وثالثة ورابعة، في إشارة إلى عرضه حصرياً أيضاً!! ليتحول المشاهد هو الآخر إلى جزء من الصفقة التجارية التي تجريها القنوات الفضائية في شهر الصيام، بهدف متابعة هذه القناة دون غيرها ليشاهد “مسلسل إعلانات” يتخلله أحياناً أجزاء من العمل الدرامي. هذه المهاترات التي نراها على الشاشة تحدث صوتاً وصورة دون رقيب أو حسيب، وكأن الفضاء تحول إلى “مولد وصاحبه غايب”. ولا أدري حتى الآن مفهوم أو معنى كلمة “حصري”، وكيف يكون العرض حصرياً وهو يُعرض على 5 قنوات فضائية في شهر واحد ووقت واحد، وأي قناة من بينهن لها حق العرض الحصري..؟! علامات استفهام قد لا تضر المشاهد في شيء، والذي يتابع ما يفضله من أعمال درامية على أي شاشة فضائية والسلام! لكن الضرر هو “التخبط” الذي تعيشه الفضائيات هذه الأيام، وهذا التخبط “المقصود”، هدفه الوحيد استقطاب أكبر عدد من المعلنين، ليجني المنتج ثمار هذا الشهر الذي يتميز بنسبة مشاهدة عالية، ويجمع ما تكبده من أموال ذهبت لـ “جيوب” النجوم الذين لا نلومهم لأنهم يحصدون الملايين في هذا “المولد” الفني، طالما هناك من يوافق على شروطهم ويدفع لهم. فلا عجب أن تخرج علينا قناة كل يوم، وتعلن عن عرض حصري لعلم درامي ما، ولا عجب أن يجد المشاهد عملاً حصرياً معروضاً على كل القنوات.. فكل ما عليك عزيزي المشاهد أن توافق على دخول “مزاد الدراما”، حتى وإن لعبت دور “مشاهد ماشفش حاجة”! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©