الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يستعرض قوة روسيا في القرم ويتحدى الغرب

بوتين يستعرض قوة روسيا في القرم ويتحدى الغرب
10 مايو 2014 00:40
أثار فلاديمير بوتين غضب حكومة كييف والغرب بتوجهه إلى القرم أمس في عرض جديد للقوة بينما تغرق أوكرانيا في العنف مع سقوط أكثر من عشرين قتيلا في صدامات في ماريوبول جنوب شرق البلاد. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني ارسين افاكوف على صفحته على فيسبوك إن حوالى ستين متمردا مزودين بأسلحة رشاشة هاجموا مقر الشرطة. وأضاف أن عشرين متمردا وشرطيا واحدا قتلوا وخمسة شرطيين جرحوا وأسر أربعة متمردين. وأوضح أن «قسما من المهاجمين اختبأوا في المدينة تاركين وراءهم أسلحتهم ومبنى الشرطة المحلية يحترق». وقال صحفي في المكان إن مبنى الشرطة أُصيب بأضرار جسيمة وما زالت أجزاء منه تحترق. وفي الوقت نفسه، كان الرئيس الروسي في سيباستوبول، المرفأ التاريخي للأسطول الروسي في البحر الأسود، لاحتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في 1945. واستعرض الرئيس الروسي على متن زورق سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيباستوبول. وقد وقف مرتديا سترة سوداء إلى جانب وزير الدفاع سيرجي شويجو على متن زورق أبيض مر بالتوالي أمام عشرات السفن العسكرية الروسية. وأمام آلاف من سكان سيباستوبول في شبه الجزيرة الأوكرانية التي أُلحقت بروسيا في مارس، رأى بوتين أن عودة القرم إلى روسيا مطابق «للحقيقة التاريخية». وقال إن «العام 2014 سيبقى السنة التي شهدت قرار الشعوب التي تعيش هنا البقاء مع روسيا مؤكدة بذلك وفاءها للحقيقة التاريخية ولذكرى أجدادنا». وعبرت الحكومة الأوكرانية عن «الاحتجاج الحازم» على زيارة بوتين إلى شبه جزيرة القرم، بحسب بيان لوزارة الخارجية قال إن هذه الزيارة إلى أراض «محتلة بشكل مؤقت» تشكل «انتهاكا فاضحا للسيادة الأوكرانية». وأشار إلى أن «هذا الاستفزاز يؤكد مجددا على عدم سعي روسيا إلى حلول دبلوماسية» للتوتر بين البلدين. كما انتقد البيت الأبيض زيارة بوتين. وصرحت لورا لوكاس ماجنسن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما «لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم. وهذه الزيارة لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر». وكان الرئيس الروسي ألقى قبل ذلك خطابا في الساحة الحمراء امام الجنود والمقاتلين القدامى خلال الحرب العالمية الثانية. وقال إن التاسع من مايو «هو عيد انتصار القوة العظمى للوطنية، حيث نشعر بطريقة خاصة بما يعني أن نكون أوفياء للوطن، وبأهمية أن ندافع عن مصالحنا». وأضاف أن «الإرادة الصلبة للشعب السوفيياتي وشجاعته وصرامته أنقذت أوروبا من العبودية»، مضيفا أن «بلادنا هي التي لاحقت الفاشيين في وكرهم، وأوصلت إلى خسارتهم الكاملة والمؤكدة». وتحتفل روسيا في التاسع من مايو من كل عام بانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. لكن للاحتفالات العام الحالي طعما آخر لتزامنها مع التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية. ويعتبر ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا بعد الإطاحة بالحكم الموالي لموسكو في كييف المصدر الأساسي للازمة الأسوأ بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. ولم تتوقف الأزمة منذ ذلك الحين عن التدهور مع امتداد أعمال العنف في شرق أوكرانيا، والتي يخشى أن تكون على حافة حرب أهلية. أما في أوكرانيا التي عادة ما تحيي ذكرى الانتصار على ألمانيا، فتبدو الاحتفالات فيها العام الحالي أكثر تحفظا. ولم تنظم أي عروض عسكرية في كييف حيث تتخوف السلطات من «استفزازات» من جانب الموالين لروسيا. وأعرب رئيس الحكومة الأوكراني ارسيني ياتسينيوك عن تخوفه من أن تكون دعوة بوتين للانفصاليين في شرق أوكرانيا لتأجيل إجراء الاستفتاء حول الاستقلال مجرد مقدمة «لاستفزازات». وأشار الى انه طلب تعزيز الإجراءات الأمنية في التاسع من مايو. وصباح أمس اندلع حريق وصف بأنه مشبوه بالقرب من مبنى التلفزيون في كييف، وفق السلطات. واحترقت بعض الأسلاك ما حرم المبنى من الكهرباء. وفاجأ بوتين الانفصاليين الأربعاء بدعوته الى سيناريو «حوار» ينص على وقف كييف لعملياتها العسكرية في جنوب شرق البلاد مقابل تأجيل إجراء الاستفتاء. إلا أن الانفصاليين رفضوا أمس الأول طلب الرئيس الروسي. وسبق أن أعلنت سلطات كييف انها لن تعترف بشرعية مشروع «الاستفتاء الإرهابي» هذا. كذلك كررت الحكومة الأوكرانية تأكيدها بأن ليس لديها أي نية للعدول عن قرار إعادة فرض الأمن في شرق البلاد. وهي تخوض منذ الثاني من مايو عملية عسكرية واسعة النطاق في تلك المنطقة. وفي سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي، سمعت أصوات إطلاق نار مساء. وبحسب وكالة انترفاكس، حاول نحو 40 رجلا مسلحا مساء الخميس مهاجمة موقع حدودي في منطقة لوجانسك، إلا انهم تراجعوا بعدما فتح حرس الحدود النار عليهم. والتوتر يبقى على اشده في أوكرانيا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 مايو لاختيار خليفة للرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الذي أطاحت به احتجاجات واسعة في فبراير الماضي. واعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي أمس أنه سيزور كييف الاثنين للتعبير عن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية في 25 مايو. ويصر الغربيون على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ويتهمون روسيا بالعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا ومنع إجراء انتخابات. (موسكو - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©