الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة «الإمارة المعزولة» كلاعب إقليمي ودولي وصلت إلى نهايتها

رحلة «الإمارة المعزولة» كلاعب إقليمي ودولي وصلت إلى نهايتها
12 يوليو 2017 01:11
دينا محمود (لندن) «نقطة البداية (لحل الأزمة الخليجية) يجب أن تتمثل في قبول قطر بأنها أقرب مما ينبغي للجماعات الإرهابية»، هكذا قالت صحيفة «التايمز» البريطانية في افتتاحية شديدة اللهجة تناولت فيها مستجدات الأزمة التي تضرب المنطقة في الوقت الراهن، بفعل مواصلة حكومة الدوحة سياساتها الداعمة للإرهاب والتطرف، برغم الجهود التي تبذلها الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب لثنيها عن الاستمرار في انتهاج هذه السياسات. وفي الافتتاحية التي حملت عنوان «خطوط في الصحراء: لا بد أن توقف قطر رعاية الجماعات الإرهابية وإلا نُزع منها حق استضافة كأس العالم 2022»، أكدت «التايمز» أنه لا يمكن للحكومة القطرية تبرير تبني سياسة خارجية «تنتهي في مكانٍ ما من منطقة (الشرق الأوسط) بانفجار حزامٍ ناسفٍ»، في إشارة من الصحيفة إلى العواقب المترتبة على سياسات قطر التي تقود إلى تفاقم أعمال العنف والإرهاب في المنطقة، ما يفضي إلى سفك دماء الأبرياء في العديد من الدول العربية جراء التفجيرات الانتحارية التي ينفذها عناصر التنظيمات الإرهابية المدعومة من الدوحة. وأشارت الافتتاحية إلى أن جوهر المطالب الـ13 التي قدمتها هذه الدول للدوحة «لا غبار عليه»، إذ أكدت الصحيفة البريطانية المرموقة أن قطر «تلعب دوراً يفوق حجمها، وتموّل أشخاصاً يتبنون توجهاتٍ متطرفة، وتوفر الملاذ لهم كذلك». ولم يفت «التايمز» الإشارة في هذا السياق إلى تقريرٍ لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد صراحة أن «كياناتٍ وأشخاصاً في قطر يواصلون العمل كمصدرٍ للدعم المالي للجماعات الإرهابية والمجموعات المتطرفة المسلحة، وخاصة الأجنحة المرتبطة بتنظيم القاعدة (في دول الشرق الأوسط) مثل جبهة النصرة» سابقاً، والتي غيرت اسمها ليصبح جبهة «فتح الشام». وبجانب ما ورد في التقرير من براهين على الدور التخريبي لحكومة الدوحة، لم تغفل افتتاحية الصحيفة الإشارة إلى تمويل قطر لـ«جهاديين» في ليبيا وارتباطها بعلاقات «غامضة» مع إيران. وفي المقابل، حظيت جهود الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب بإشادة لافتة من جانب «التايمز»، إذ أسهبت افتتاحيتها في استعراض ما بذلته المملكة العربية السعودية على صعيد مكافحة الإرهاب ومواجهة التحريض على العنف، وأشارت في هذا السياق إلى أن الرياض اتخذت «خطواتٍ ملموسة» ضد رجال الدين الذين يعملون على تهييج الجماهير لأغراضٍ سياسية، وتعقبت «الجهاديين» وأنزلت بهم عقوبات، وكذلك زودت أجهزة استخبارات غربية بمعلومات حول أنشطة التنظيمات الإرهابية التي ينتمي إليها هؤلاء. الصورة بالنسبة للجانب القطري بدت مغايرةً تماماً وفقاً لـ«التايمز»، التي قالت إن ممولي تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية «يسيرون بحرية في قطر». وبرغم أن افتتاحية الصحيفة قالت إن حكومة قطر ربما لن تتأثر بأي طرد محتملٍ لهذا البلد من مجلس التعاون الخليجي، فإنها حذرت الدوحة من أن فرصها في مواصلة الاحتفاظ بحق استضافة مونديال 2022 لكرة القدم قد تتلاشى حال استمرار المسؤولين القطريين في تبني السياسات المُزعزعة للاستقرار التي تنتهجها بلادهم في الوقت الراهن. وقالت في هذا الشأن إن على قطر أن تضع في اعتبارها إمكانية تعرضها لضغوط دولية تستهدف انتزاع البطولة منها، إذا «لم تسارع بإبعاد نفسها عن بؤرة تمويل الإرهاب»، وذلك بعدما استثمرت الكثير لنيل شرف احتضان هذا العرس الكروي الدولي. وتوقعت «التايمز» في افتتاحيتها أن تستمر الأزمة الحالية الناجمة عن العناد القطري حتى فصل الخريف على الأقل. وأشارت إلى أن ذلك «سيعمق الانقسامات في العالم العربي في المراحل الأخيرة من الحملة ضد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي». كما شددت الافتتاحية على أن الأزمة - التي تأتي في لحظةٍ حرجة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وبدت في بدايتها «عاصفة صيف» - لن تُحل بسهولة. وفي تقرير إخباري حول الملف نفسه نشرته الصحيفة من العاصمة القطرية الدوحة، قالت «التايمز» إن الغرب قلل في بادئ الأمر من شأن ما يجري حالياً في الخليج، ولكنه أدرك فيما بعد أنه يمثل «أزمةً استراتيجية»، بالنظر إلى أن كل أطرافه حلفاءٌ للدول الغربية، ومنهم من يستضيف قواعد لقواتٍ تشارك في الحرب ضد إرهابيي «داعش». ونقل التقرير عن مصدر سعودي لم يسمه القول إن «رحلة قطر كلاعبٍ دوليٍّ وكقوة إقليمية ذات حجم أكبر مما يُفترض أن تكون عليه، ستصل إلى نهايتها». وفي الإطار ذاته، أبدت صحيفة «الجارديان» البريطانية تشاؤماً حيال آفاق احتواء الأزمة الخليجية، وأبرزت في هذا الصدد تصريحاتٍ لمساعد بارز لوزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون، توقع فيها أن يستغرق تسوية تلك الأزمة عدة شهور. التصريحات أدلى بها – وفقاً لـ«الجارديان» - روبرت هاموند المستشار الإعلامي لتيلرسون، الذي يزور الخليج حالياً في سياق مهمة تستهدف بلورة حل للأزمة جاءت في إطار جهود غربية محمومة على هذا الصعيد. وأشار هاموند في تصريحاته إلى أن المشاورات والمحادثات الأولية التي أجراها المسؤولون الأميركيون في هذا الشأن لم تسفر حتى الآن عن إحراز أي تقدم. ونقلت عنه الصحيفة البريطانية قوله إن المهمة التي يضطلع بها هؤلاء المسؤولون في الخليج تتمثل في «الإبقاء على التواصل» بين مختلف الأطراف. وأكد المسؤول الأميركي أن صبر المجتمع الدولي آخذٌ في النفاد حيال التمويل الذي تتلقاه الجماعات المتطرفة من منطقة الخليج، وذلك في إشارة على الأرجح إلى الأموال التي أثبتت تقارير دولية مختلفة، أنها تتدفق على الإرهابيين من أشخاصٍ ومؤسساتٍ في قطر. لكن «الجارديان» أشارت إلى عقبات تعترض طريق مهمة تليرسون في التوسط لحل الأزمة الخليجية، ومن بينها مدى قدرته على إقناع القادة الخليجيين بوحدة الموقف الأميركي حيال الأزمة، وبأنه لا يوجد تباين في هذا الشأن بين موقف البيت الأبيض وتوجهات وزارتي الخارجية والدفاع. كما أبرزت الصحيفة البريطانية - ذات توجهات يسار الوسط - تغريداتٍ نشرها معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على حسابه على موقع تويتر، وبدت دعوة لقطر إلى التعقل ودعم جهود الوساطة الكويتية والغربية، وهي تلك التي قال فيها إنه «لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة». ولفتت «الجارديان» الانتباه إلى تأكيد معاليه في تغريداته على أن «الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها»، في إشارة واضحة للذرائع التي تبرر بها الحكومة القطرية تعنتها وعنادها فيما يتعلق بالاستجابة للمطالب المُحقة المُقدمة لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©