الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

القوارب التراثية تجدد ذكريات زوار مهرجان «الغربية»

القوارب التراثية تجدد ذكريات زوار مهرجان «الغربية»
28 ابريل 2015 22:56
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) تختلف القوارب التراثية في أشكالها وألوانها وتتنوع في أحجامها وأطوالها ولكنها تتفق في كونها جزءا أصيلا من تراث أهل البحر الذين لازمتهم طويلًا في رحلاتهم المختلفة من صيد الأسماك، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، ونقل البضائع فارتبط بها سكان المدن الساحلية وأصبحت جزءا لايتجزأ من موروثهم الشعبي. وحرصت اللجنة المنظمة لمهرجان الغربية للرياضات المائية المقام حالياً على شاطئ مدينة المرفأ على إحياء هذا الموروث من خلال تنظيم العديد من المسابقات التراثية البحرية المختلفة التي تعبر عن تاريخ المنطقة وحضارتها فجذبت أنظار الحضور واستحضرت ذكريات الماضي على طول الشاطئ حيث المسابقات المتنوعة التي يشارك فيها نخبة من النواخذة والبحارة الإماراتيين الحريصين على التمسك بتراث الآباء والأجداد. لوحة فنية وخلال المسابقات المختلفة رسمت تلك القوارب لوحة تراثية فنية رائعة أعادت الجميع إلى الزمن الجميل ورحلات الصيد المختلفة التي كان يتجمع فيها غالبية سكان المدن الساحلية ومنها مدينة المرفأ للبحث عن مصدر رزقهم سواء من الغوص واستخراج اللؤلؤ أو رحلات صيد الأسماك. زحام الحياة ويتحدث عبدالرحمن أحمد الحمادي أحد سكان المرفأ ومتخصص في إصلاح القوارب التراثية ومشارك في المنافسات البحرية عن تاريخ هذه القوارب التي نجح مهرجان الغربية للرياضات المائية في إعادتها للأذهان مرة أخرى، وكان له الفضل في تذكير الناس والجمهور بها حتى لا تنسى وسط زحام الحياة وانشغالات الأعمال اليومية، موضحاً أن غالبية سكان المرفأ يعرفون جيداً تلك القوارب المستخدمة في المسابقات التراثية كونها كانت جزءا أصيلا من حياتهم اليومية في الماضي وإن كان بعضها مازال مستخدما حاليا في صيد الأسماك. وبين أن فكرة المنافسات بين القوارب كانت تتم في الماضي كنوع من التخفيف بين النواخذة والبحارة فيما بينهم، وذلك بأن يتم عمل تحدٍ فيما بينهم خلال رحلات الصيد المختلفة للتخفيف عنهم مشقة الرحلات الطولية. وأشار إلى أن القوارب المستخدمة حالياً في المسابقات البحرية التراثية تختلف شيئاً ما عن قوارب الماضي حيث كانت القوارب القديمة أشد سمكا لتتحمل العواصف والرياح والاصطدام بالصخور خلال رحلاتها المختلفة. علاقة قديمة ويلفت جمعة بن حثبور الرميثي أحد نواخذة المنطقة الغربية المعروفين إلى علاقته بالبحر، وقال: إنها علاقة قديمة جداً قدم التاريخ، والغوص قديماً وكنا نعتبره مصدر الدخل الأهم عندنا في الماضي، وهو نفط ذلك «الزمن» القديم، والغوص بحثاً عن اللؤلؤ يحتل مكانته اللائقة في التراث الشعبي للدولة، فهو يبرز أصالة الإنسان في المجتمع الإماراتي، ونحن في زمننا الحالي نحرص حرصاً شديداً على المحافظة على مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والصيد وغيرها من الحرف والصناعات المرتبطة بالحياة البحرية التي عرفها ابن الإمارات وبرع فيها وورثها لأولاده من بعده. وأضاف: باعتباري نوخذة معروف منذ الخمسينات، أدعم جميع فئات الصيادين والغواصين ومحبي البحر سواء كانوا كباراً أو صغاراً، وبابي مفتوح لجميع أبناء الإمارات لنعلمهم تراثنا القديم وليستمر هذا التراث ينقله أبناؤنا الحاليون لأولادهم، ويتوارثونه جيلاً بعد جيل. الجوهرة البيضاء ويكمل الرميثي: سأروي لكم اليوم عن مهنة الغوص بحثاً عن الجوهرة البيضاء من أعماق البحر، حيث يكون التجهيز للرحلة قبل شهر من إعلان النوخذة عن انطلاق الرحلة، حيث يتقدم البحارة الذين يرغبون في الذهاب للرحلة، وتبدأ الاستعدادات والتجهيزات، وفي وقت إقلاع سفينة الغوص يكون على متنها النوخذة ومساعدوه وعدد من الغواصين ومساعد الغواص، وهو من يقوم برفع الغواص وسحبه من الماء، ودون هؤلاء لا يمكن للسفينة أن تشق طريقها بحثاً عن المغانم، فرحلة الغوص تحتاج إلى العمل الجماعي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى رحلة غوص ناجحة. كادر المجالس الشعبية تجذب الشباب أبوظبي (الاتحاد) تشهد المجالس الشعبية المنتشرة في قلب مهرجان الغربية للرياضات المائية إقبال أهالي المنطقة وزوار المهرجان والمشاركين فيه، حيث تجذب كل القادمين من كافة الفئات العمرية، للاطلاع على ما تتضمنه من تراث أصيل وأحاديث تروي تاريخ الآباء والأجداد يتناقشون في أمور الحياة، ويعلقون على جماليات المهرجان، وقال محمد الحمادي، إن المجالس الشعبية تعتبر من أجمل الصفات التي تتمثل بها البيئة المحلية، ومنها تعلمنا الكثير من العادات وأبرزها كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وأكد يوسف الرميثي، أن القصد من جلوسه في هذه المجالس هو الاستمتاع بالموقع وتمضية وقت كاف برفقة الأهل والأبناء والأصدقاء، من خلال تجسيد الجلسات الشعبية بكل ما فيها من تفاصيل التآخي والتلاحم، والتي تعد من صميم المجتمع الإماراتي القائم على نقل عادات الأجداد وتقاليدهم إلى الأجيال الناشئة . وأكد ماجد العلي أن مشاركة الشياب في المجالس تعلمنا الكثير، فكما يقال «المجالس مدارس»، بالاضافة إلى التعرف عن قرب على طبيعة الحياة التقليدية في مجتمع الإمارات . وتواصل قرية الطفل تقديم العديد من برامج الإبداع والتميز على هامش فعاليات المهرجان الغربية للرياضات المائية، إذ تستهدف البرامج التي تم تنظيمها واختيارها بعناية في تعزيز وترسيخ شخصية الأطفال وتشكيل مواهبهم المتعددة من خلال استخراج طاقاتهم الإبداعية في الفن والرسم وغيرها من الأنشطة المتنوعة. وحققت البرامج الثقافية والمسابقات الترفيهية بجانب الرسم وتلخيص القصص والألعاب التراثية والشعبية، نجاحاً كبيراً ساهم في جذب الآلاف من الأطفال والعائلات من الإماراتيين والعرب والأجانب، إلى موقع قرية الطفل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©