الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: صحوة الثوار تهدد النظام!

28 ابريل 2015 22:41
يبدو أن طفرة مكاسب الثوار في سوريا تقلب الافتراضات المتصورة بشأن احتمال استمرارية نظام الأسد، الذي يبدو الآن في خطر أكبر من أي وقت مضى خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقد كان الاستحواذ يوم السبت الماضي على مدينة جسر الشغور شمال إدلب هو الحلقة الأخيرة في سلسلة انتصارات ميدانية حققتها مجموعات الثوار، التي أحرزت تقدماً كبيراً في شمال وجنوب البلاد. وكما كان الحال في عاصمة محافظة إدلب، تقهقرت دفاعات قوات الأسد في جسر الشغور، بعد أيام قليلة من القتال، وهو ما يشير بشكل كبير إلى ضعف متزايد يفت عضد النظام مع تزايد نشاط المعارضة. وتأتي التغيرات في الميدان في وقت همّشت فيه إدارة أوباما الأزمة السورية من أجل التركيز على أولوياتها الأساسية المتمثلة في هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، وإبرام اتفاق نووي مع إيران. وتسارع الأحداث في سوريا قد يجبر الولايات المتحدة على التركيز من جديد على الحرب المستعرة هناك، التي لا تزال في مقدمة الاضطرابات الرئيسية التي تكتنف الشرق الأوسط، حسبما يرى محللون. وتدعم إيران الأسد، بينما تدعم قوى إقليمية أخرى الثوار، ومن الممكن أن تكون لتغير ميزان القوى داخل سوريا تداعيات على الصراعات في العراق واليمن. ويقول الصحفي السعودي جمال خاشقجي: «نرى تغييراً للعبة الآن في سوريا»، معرباً عن اعتقاده بأن نهاية الأسد قد اقتربت، ولا بد من التفكير الآن فيما سيحدث في اليوم التالي، لأنه قريب. غير أن مراقبين آخرين يرون أن أفق انهيار النظام في دمشق لا يزال بعيد المنال. فالعاصمة محصنة جيداً، ومكاسب الثوار تأتي في محيط أبعد، حيث تمتد خطوط إمداد النظام. بيد أن إميل حُكيّم، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، يؤكد أن تصورات بقاء الأسد إلى أجل غير مسمى أو بقائه على الأقل كطرف توازن في المعادلة مع تنظيم «داعش» ومعاقله في شمال شرق سوريا أمر يبقى موضع شك، حتى الآن. وفي سوريا، تشكل ائتلاف ثوري متماسك أطلق عليه اسم «جيش الفتح»، مكون من فصائل مختلفة مناهضة لحكم الأسد. وبرهن ذلك الائتلاف، الذي تأسس الشهر الماضي، على أنه أكثر فعالية مما كان متوقعاً. وبعد سيطرتهم على معظم مدن محافظة إدلب خلال الأسابيع الماضية، يضغط الثوار في الوقت الراهن نحو معاقل القوات الحكومية جنوباً في حماة وحمص، ويهددون معقل عائلة الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية. وعلى صعيد منفصل، بدأ ائتلاف ثوري معتدل إحراز تقدم سريع في الجنوب، متحدياً سيطرة النظام على عاصمة المحافظة الرئيسية درعا، ويتقدم شمالاً نحو دمشق. وكما يبدو تبرهن قوات النظام على أنها باتت غير مؤثرة بشكل كبير. فصد هجومين كبيرين شنتهما في بداية العام الجاري، في جنوب سوريا وفي حلب، ينبئ بنجاح هجمات المعارضة الأخيرة، ويشي بأنه حتى لو تمكن النظام من الاحتفاظ بدمشق، فإن فرص استعادته بقية البلاد ضئيلة. وثمة دلالات على تفكك النظام نفسه في ظل ضغوط الحرب الممتدة منذ أربعة أعوام. وقد كشفت وسائل إخبارية موالية للنظام يوم الجمعة الماضي عن وفاة مدير الأمن السياسي رستم غزالة، الذي ظل حامي حمى الأسد منذ أمد مديد، بعد أشهر على شائعات بأنه قد اختلف مع النظام. وتوالت التقارير الشهر الماضي عقب إقالة مدير المخابرات العسكرية رفيق شهادة، وهو أحد الموالين في الدائرة المقربة من الأسد. ويقول دبلوماسيون غربيون يراقبون الأحداث في سوريا من بيروت: «يبدو أن الرجلين اختلفا مع أسرة الأسد بشأن الدور الذي تلعبه إيران في المعركة». ووصلت التوترات إلى قلب أسرة الأسد نفسها، التي بدا حكمها المستمر منذ أربعة عقود ثابتاً، إلى أن اندلعت الثورة في عام 2011. وتمت إقالة حافظ مخلوف، ابن خال الأسد، العام الماضي من رئاسة الأمن في محافظة دمشق، ورحل منذ ذلك الحين عن سوريا، بينما تم اعتقال منذر الأسد، ابن عم الرئيس السوري، الشهر الجاري وسط إشاعات بأنه كان يدبر لانقلاب. ليز سلاي - بيروت * * يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©