السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاقة إيران بتظيم «القاعدة» ضبابية ومائعة

27 ابريل 2013 01:04
لندن (رويترز) - حين تحدث زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري لأنصاره في رسالة صوتية مسجلة مؤخراً، وجه انتقادات قاسية لإيران وقال إن وجهها الحقيقي انكشف من خلال دعمها للنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد معارضيه في سوريا. وفي الوقت نفسه، اتهمت الشرطة الكندية «عناصر من القاعدة في إيران» بتدبير مؤامرة لتفجير خط سكك حديدية وإخراج قطار ركاب عنه في كندا ولكن لا توجد مؤشرات على أن الحكومة الإيرانية رعت ذلك. لكن محللين مخضرمين في مجال الاستخبارات يقولون إن إيران الساعية وراء تحقيق أغراضها استغلت فيما مضى حاجة مقاتلي التنظيم إلى المأوى أو المرور عبر أراضيها في علاقة ضبابية ومائعة تدهورت خلال السنوات القليلة الماضية. وقال الرئيس السابق لإدارة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (ام. آي 6) ريتشارد باريت، الذي تولى فيما بعد رئاسة فريق المراقبة التابع لمجلس الأمن الدولي مكلف بوضع القوائم السوداء الخاصة بالعقوبات على «القاعدة» وحركة «طالبان» الأفغانية، «وجود القاعدة قد يلائم الإيرانيين لأنه يسمح لهم بمراقبة التنظيم. لن أذهب حتى إلى وصفه بزواج مصالح. إنه ارتباط مصالح وليس تحالفاً استراتيجياً». وأضاف «كانت هناك تحركات كثيرة بين العراق وباكستان ولا أستطيع أن أتصور أن الإيرانيين لا يعلمون بها». لكنه استبعد أن تجازف إيران بالتواطؤ مع «القاعدة» ضد الولايات المتحدة وكندا وأوضح «لا أظن أن الإيرانيين سيتقبلون الأمر بسهولة إذا تبين أن القاعدة كانت ترسم مخططات من على أرضهم». وقال رئيس قسم التهديدات الدولية والمخاطر السياسية في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» ومدير العمليات السابق في جهاز (إم. آي 6) نايجل انكستر «احتجزتهم السلطات الإيرانية تحت شروط صارمة للغاية وسعت إلى استغلالهم فيما بعد كورقة لمساومة أميركا في خلافهما المستمر بشأن برنامج إيران النووي». وما زالت تفاصيل كثيرة عن المخطط المزعوم غير واضحة. لكن مصدراً حكومياً أميركياً ذكر أن شبكة من العملاء المرتبطين بتنظيم «القاعدة» يتمركزون في مدينة زاهدان الإيرانية بالقرب من حدود باكستان وأفغانستان، حيث يلعبون دور الوسطاء ووكلاء السفر والوسطاء الماليين لعناصر وخلايا التنظيم في باكستان ويتحركون في المنطقة الحدودية. وأشار مصدر غربي آخر إلى أنه في ظل تدهور العلاقات بين إيران و«القاعدة» بسبب الحرب الأهلية في سوريا، تحركت السلطات الإيرانية في الآونة الأخيرة لمنع المقاتلين في باكستان من عبور أراضيها للانضمام إلى المسلحين في سوريا الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد. ويقول محللون ودبلوماسيون غربيون إنه على الرغم من انتشار مفهوم غربي خاطئ عن أن إيران - بوصفها «قوة شيعية بارزة» تتحرك بدافع الدين، فإنها دائماً أكثر واقعية في السعي إلى تحقيق مصالحها الوطنية، ما يسمح لها بأن تغض الطرف عن استخدام مقاتلي «القاعدة» السنة لأراضيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©