أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، أن حالة الاستقرار الاجتماعي التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتجسد في تحقيق الأمن والأمان في كافة ربوع الدولة، إنما تعود في الأساس إلى إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية بين المواطنين، وإعلاء قيم العدل في الفصل بين الناس في كافة القضايا الجزائية والحياتية الأخرى، وهو ما يحرص عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات.
وأضاف صاحب السمو حاكم الفجيرة، في تصريح خاص لـ “الاتحاد”، خلال افتتاح سموه أمس، المقر الجديد لدار القضاء بمنطقة الحيل بالفجيرة، بحضور سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، أن مسيرة العدل التي بدأت تتجسد واقعاً ملموساً مع قيام دولة الاتحاد على يد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واصلت طريقها ومسيرتها المجيدة في دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي وجه منذ توليه سيادة الحكم، بالتركيز على مبادئ العدالة حماية للوطن والمواطن، حيث لا يستقيم الحكم القويم دون أن تترسخ مبادئ العدالة التي لا تحيد عن الحق قيد أنملة، ولا تلين أمام جبروت الظلم وعنفوان القوة مهما بلغت وعلت.
وقال سموه، إن العدل الذي تعلمناه من قائدنا الأول زايد الحكيم المحب للعدل، ولمسناه من قائدنا الحالي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، يجعلنا جميعا نتمسك بهذا العدل ليكون ناموس الحياة التي ننشدها لنا ولأبنائنا من جميع أفراد الشعب وإخواننا المقيمين على تلك الأرض الطيبة.
وأشار صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، إلى أن قيادتنا الرشيدة لم تتوان خلال السنوات الماضية في إقامة المزيد من دور القضاء في كافة إمارات الدولة، لدعم مسيرة العدالة، ولتمكين سلك النيابة العامة والقضاء من القيام بأعماله في تحقيق العدل وقيمه على أكمل وجه، ودون أدنى مشكلات فتم تشييد دور القضاء بالشارقة وعجمان وأم القيوين ثم الفجيرة.
وأضاف سمو: لم تقف الجهود المساندة لمسيرة العدالة عند هذا الحد، وإنما امتدت توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، إلى الكادر الوظيفي للقضاء وأعضاء النيابة العامة فأمر برفع رواتبهم لتصل إلى الحد الذي يرضيهم ويضمن لهم حياة كريمة تجعلهم يواصلون عملهم الدقيق والحساس بكل صدق وموضوعية وشفافية، هم بالتأكيد أهل لها كما عهدناهم وعرفناهم على مدى تلك المسيرة ناصعة البياض.
وقال سموه، إن تحقيق العدل داخل المجتمع يحميه من الشطط ويقيه من الانحرافات التي هي آفة المجتمع وتنخر فيه رويدا رويدا حتى ينهار هذا المجتمع، وتخور قوى أبنائه وشبابه المخلصين.
وأضاف صاحب السمو حاكم الفجيرة: “وقد ألينا على أنفسنا منذ قيام الاتحاد أن يكون العدل بين المواطنين هو منهجنا والركيزة الأساسية لنهوض دولتنا الغالية والتي قطعت شوطاً كبيراً من النهضة والتقدم والرقي لان العدل كان القاعدة الذهبية في الحكم وما غاب عن قيادتنا طرفة عين، وما تعثر ذات مرة، وما تراجع، فقد كان دائما قويا يافعا شجاعا في مواقفه في نصرة المظلومين في بلد لا يعرف للعدل إلا وجها واحدا فقط لا يتغير ولا يتبدل، لذا ارتاحت معه ضمائر المواطنين واستقرت وأيقنت أن هذا العدل هو النهج الذي بنى عليه صرح الاتحاد ونما، حتى صار الاتحاد قويا يشار له بالبنان وسيظل هكذا في حيويته ونهضته ما دام هذا العدل هو أساس الحكم فينا.
وأكد صاحب السمو حاكم الفجيرة، أن المقر الجديد لدار القضاء بالفجيرة والذي أقيم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله سيكون طفرة نوعية في مسيرة تحقيق أسس العدل والعدالة الاجتماعية بين كافة المواطنين والمقيمين في الدولة.
حضر الافتتاح، الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل، وسعيد محمد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة، وسعيد محمد الضنحاني مدير ديوان صاحب السمو حاكم الفجيرة والمستشار محمد الكعبي رئيس دار القضاء والمستشار سعيد الذباحي النائب العام لإمارة الفجيرة ورئيس اللجنة المنظمة وعدد كبير من القضاة والمسؤولين بالفجيرة.
وقام صاحب السمو حاكم الفجيرة بجولة تفقدية في أروقة المبنى رافقه فيها وزير العدل زار خلالها قاعات المحكمة السبع التي تحمل كل قاعة اسم إمارة من الإمارات، ثم زار سموه مكاتب النيابة العامة، ومراكز خدمة العملاء، كما افتتح سموه المتحف القضائي الذي يعد أول متحف قضائي وقانوني على مستوى دور القضاء الجديدة والقديمة، ويضم المراسيم السامية التي أصدرها المغفور له بإذن الله، الشيخ محمد بن حمد الشرقي حاكم الفجيرة في فترة الستينيات والسبعينيات حتى وفاته، وقرار إنشاء محكمة الفجيرة القديمة عام 1969 وقانون تشكيل المحكمة وتعديلاته وبعض الصور الخاصة بالمحكمة وسجلات المحكمة الشرعية .
وفي نهاية الحفل كرم صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة عدداً من المواطنين أعضاء لجنة الصلح بدار القضاء بالفجيرة والموظفين المتميزين بالدار، كما تسلم سموه من الدكتور هادف بن جوعان الظاهري درع الوزارة تقديرا لجهود سموه الكبيرة في دعم القضاء.
الظاهري: المبنى الجديد منارة للعدالة
رفع الدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على توجيهات سموه الحكيمة بإقامة عدد من دور القضاء على مستوى محاكم وزارة العدل، وتعديل أوضاع القضاء وسلك النيابة العامة بما يدعم العمل في الوزارة. كما شكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على دعم سموه لعمل الوزارة، وتوفير كافة السبل لإنجاح مسيرة العدل بالدولة. وأضاف إن الدور الكريم الذي قام به صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، منذ تخصيص سموه الأرض التي أقيمت عليها دار القضاء ومتابعته المستمرة لعمليات الإنشاء والتنفيذ يؤكد حرصه التام على قيام دار القضاء بالدور السامي المنوط بها.
وقال: “نحتفل اليوم بافتتاح منارة من منارات العدالة في دولتنا المباركة، وهي دار القضاء بالفجيرة، والتي شيدت وفق احدث الطرز المعمارية والتي تؤكد الهوية الوطنية الإسلامية لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما زودت بأحدث الأساليب العلمية الحديثة. وأكد وزير العدل أن القضاء يحظى بعظيم الاهتمام من قبل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، إدراكا من القيادة الحكيمة والرشيدة برسالة العدالة والقضاء الساميتين.
عدد اليوم
