نيويورك (وام) - طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء وقف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والأزمة السورية. جاء ذلك، خلال البيان الذي أدلى به السفير أحمد عبد الرحمن الجرمن المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي، بشأن البند المتعلق بالتطورات المتصلة بالحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين.
وقال سعادته إن القضية الفلسطينية تظل في صدارة القضايا المصيرية في منطقة الشرق الأوسط وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي، مشيراً إلى أن إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي الذي مضى عليه أكثر من ستة عقود لن يتم ما لم ينتهى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية، بما فيها حقه الطبيعي في دولة مستقلة ذات سيادة متكاملة ومتماسكة جغرافيا.
وأضاف أن دولة فلسطين حققت إنجازاً تاريخياً في شهر نوفمبر الماضي، حين تم الاعتراف بها دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة بتأييد من غالبية الدول الأعضاء، معرباً عن أمله في أن يتم البناء على هذا الإنجاز وتأكيد الاعتراف الدولي بفلسطين دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
واعتبر الجرمن تمادي إسرائيل “السلطة القائمة بالاحتلال” في زيادة نشاطاتها الاستيطانية التوسعية غير القانونية والممنهجة في عمق أراضي الضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية وما حولها، خاصة بعد قبول فلسطين دولة غير عضو مراقب في الأمم المتحدة، ومواصلة طردها السكان العرب من منازلهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة، دليلاً صارخاً على عدم جدية ادعاءات إسرائيل بالرغبة في تحقيق السلام، وإمعاناً منها في إضعاف مقومات إنشاء الدولة الفلسطينية المقبلة وسلطتها الوطنية.
وقال إن هذه الممارسات تعتبر شاهداً على فداحة الانتهاكات القانونية والإنسانية والسياسية الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل “السلطة القائمة بالاحتلال” بحق الشعب الفلسطيني وعدم احترامها لتعهداتها الدولية.
وجدد موقف الإمارات المدين بشدة للممارسات الإسرائيلية الخطيرة التي تسببت في تعثر الجهود الإقليمية والدولية نحو استئناف مفاوضات السلام، وأدت إلى مفاقمة حالة الاحتقان والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة ككل.
وطالب المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، بتحمل كامل مسؤولياته وفق ميثاق الأمم المتحدة لحمل إسرائيل على الوقف الفوري لسياساتها غير المشروعة وممارساتها اللاإنسانية لتوفير المناخ الملائم والكفيل بالاستئناف العاجل لمفاوضات السلام، بهدف التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية، قائمة على مبدأ حل الدولتين المنصوص عليه في خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
وأعرب عن قلق الإمارات إزاء الوضع الإنساني والاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار وإغلاق المعابر اللذين تفرضهما عليه إسرائيل، وتسبب في كارثة إنسانية واسعة وفي انتهاك خطير للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب.
وطالب إسرائيل بإنهاء هذا الحصار عملاً بقرار مجلس الأمن 1860 وإلغاء حواجزها العسكرية كافة في المدن والقرى الفلسطينية الأخرى.
كما طالبها بالإفراج العاجل وغير المشروط عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين تحت ظروف غير إنسانية في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية.
وبشأن الأزمة السورية، أبلغ السفير الجرمن أعضاء مجلس الأمن بأن الإمارات تتابع عن كثب وبقلق بالغ تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب السوري واللاجئين السوريين وتصاعد العنف والقتل والتشريد في سوريا. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية لإيقاف المآسي الشنيعة ضد الشعب السوري المسالم. وأكد أهمية الحفاظ على أمن ووحدة أراضي سوريا من خلال انتقال منظم للسلطة. وقال إن دولة الإمارات قامت بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري من خلال تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار، ودعم المبادرات العربية والدولية كافة في هذا الشأن.
وجدد مساندة الإمارات للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي من أجل تسوية هذه الأزمة بالطرق السلمية، استناداً لما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولايته. وعلى صعيد آخر، جدد الجرمن التزام الإمارات بكل متطلبات عدم الانتشار النووي، وأعرب عن خيبة أملها لتأجيل عقد المؤتمر الدولي المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وبقية أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط الذي كان مقرراً عقده في ديسمبر 2012.
كما أكد ضرورة تحديد موعد قريب لعقد المؤتمر، وضرورة مشاركة الأطراف المعنية كافة في هذا المؤتمر، وطالب إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وإخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة.
وحث الجرمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنفيذ التزاماتها الدولية وتبديد المخاوف كافة والشكوك حول برنامجها النووي. وأعرب عن أمل الإمارات في أن يتحقق الحل السلمي لهذه الأزمة، وبما يضمن إبعاد التوتر والأزمات عن المنطقة، ويضمن شفافية البرنامج النووي الإيراني، ويؤكد طبيعته السلمية. واختتم الجرمن بيانه، داعياً إلى أن يتصرف مجلس الأمن الدولي ضمن مسؤولياته المناط بها، ويتخذ الإجراءات الحاسمة المطلوبة من أجل دعم جهود إحياء فرص تحقيق الأمن والسلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط.
عدد اليوم
