الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تهديد أممي أفريقي بفرض تسوية على دولتي السودان

26 ابريل 2012
عواصم (وكالات) - هدد كل من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي بفرض تسوية ملزمة على دولتي السودان لحل قضاياهما العالقة لتجنب اندلاع حرب شاملة بين الدولتين الجارتين اللتين ألمحتا على الفور بقبولهما العودة إلى طاولة المفاوضات. وأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه من تسارع الأحداث بين السودان وجنوب السودان بعد أعنف مواجهات بين الدولتين حول منطقة “هجليج” النفطية، في الوقت الذي نفت فيه الخرطوم إعلانها الحرب على جوبا. وعقد المجلس في وقت متأخر من مساء أمس الأول جلسة مشاورات مغلقة حول التطورات الأخيرة التي يشهدها السودان وجنوب السودان التي أججتها سيطرة قوات الحركة الشعبية على منطقة “هجليج” واسترداد الجيش السوداني لها، في أسوأ توتر بين الجانبين منذ استقلال الجنوب. وأبلغ السفير البريطاني، مارك ليال جرانت، الصحفيين أن مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، “حدد خريطة طريق مفصلة وواضحة جداً، وطلب من مجلس الأمن دعمها بقرار يستند إلى الفصل، السابع”. وإذا أصدر المجلس قراراً استناداً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فإنه سيكون ملزماً قانوناً للبلدين. وقال أعضاء المجلس إن انسحاب قوات الحركة الشعبية من منطقة “هجليج” أمر مشجع إلا أن ذلك أعقبه “ارتفاع وتيرة القصف من قبل قوات الجيش السوداني على أراضي جنوب السودان”. وصرحت رئيسة المجلس للشهر الحالي، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، بأن أعضاء المجلس رحبوا بانسحاب الجيش الشعبي لتحرير السودان من “هجليج”، وطالبوا الجيش السوداني “بوقف فوري للقصف الجوي، وحثوا على وقف الأعمال القتالية، والعودة إلى طاولة المفاوضات”. وقالت رايس إن القصف الجوي السوداني على جنوب السودان أوقع مؤخراً 16 قتيلاً و34 جريحاً في ولاية الوحدة الحدودية، موضحة أنها ارتكزت على حصيلة قدمتها بعثة الأمم المتحدة في السودان خلال اجتماع المجلس. وأضافت أن القصف تسبب أيضا بـ “خسائر جسيمة” في البنى التحتية خصوصاً المنشآت النفطية. وقالت من ناحية ثانية أن مجلس الأمن “أدان بقوة” الهجوم على دورية لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، والذي أوقع قتيلا هو جندي توجولي كان جرح وقضى متأثرا بجروحه، بالإضافة إلى ثلاثة جرحى. وفي أديس أبابا، طالب الاتحاد الأفريقي السودان وجنوب السودان باستئناف المحادثات خلال أسبوعين، مهددا كليهما بأنه سيصدر أحكامه الملزمة الخاصة في حالة عدم توصلهما لاتفاق حول سلسلة من النزاعات خلال ثلاثة أشهر. وأصدر مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي خريطة طريق من سبع نقاط في وقت متأخر من أمس الأول، ودعا كلا الجانبين لوقف القتال خلال 48 ساعة، وإلى انسحاب “غير مشروط” للقوات من المناطق المتنازع عليها. وأمهل الاتحاد الأفريقي، ومقره أديس أبابا، البلدين أسبوعين لاستئناف المفاوضات حول مجموعة من النزاعات، بما في ذلك النفط، ووضع المناطق المتنازع عليها، وترسيم حدودهما. وقال رمضان العمامرة، مفوض مجلس السلام والأمن، إن المجلس “قرر ضرورة إتمام هذه المفاوضات خلال ثلاثة أشهر من إصدار هذا القرار”. وأضاف أنه في حالة فشل المحادثات فإن مجلس السلام والأمن سيطلب من لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى للتنفيذ تقديم اقتراحات تفصيلية حول كل القضايا المعلقة حتى يمكن التصديق عليها باعتبارها حلولا نهائية وملزمة بالنسبة للعلاقات بين الدولتين بعد انفصال الجنوب. وقاد الاتحاد الأفريقي جهود الوساطة بين البلدين في الماضي بدعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وقوى كبرى أخرى. وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن خريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الأفريقي هي مساهمة بناءة وستكون مفيدة للمشاورات التي يجريها المجلس حول اتخاذ المزيد من الخطوات. وانهارت وساطة لجنة رفيعة المستوى للتنفيذ، تابعة للاتحاد الأفريقي، بقيادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الشهر الماضي، بعد أن طلبت الخرطوم وقتا للاطلاع على التوصيات، وذلك قبل أن تسيطر جوبا لفترة قصيرة على حقل نفط هجليج. وبعد الاجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأفريقي، قال وزير الخارجية السوداني، علي أحمد كرتي، إن السودان مستعد لإجراء محادثات مع جنوب السودان بشأن القضايا الأمنية، لمنع العودة إلى الحرب الشاملة. وقال الوزير للصحفيين في أديس أبابا: “أنا مستعد الآن للحديث لكن بشأن القضايا الأمنية”. وأضاف: “أنا مستعد لمنح الأولوية لقضايا الأمن والسلام. هل هذا غير مقبول في العالم. أعتقد أن هذا في غاية الأهمية”. وبدوره، أعلن وزير الرئاسة في حكومة جنوب السودان، دينق ألور، عن استعداد بلاده للعودة إلى المفاوضات مع الخرطوم حول المسائل المعلّقة بين البلدين ووقف إطلاق النار. وقال ألور في أديس أبابا، خلال مشاركته في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي لبحث التطورات بين شمال وجنوب السودان: ‘’نعتقد أن التوصل إلى تسوية بالتفاوض بين الجانبين هو أفضل الخيارات المتاحة’’، مشيراً إلى أن بلاده على استعداد للعودة إلى المفاوضات على الفور. وأضاف أن جنوب السودان على استعداد كذلك لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بموجب اقتراح لجنة الوساطة الأفريقية، والتي يرأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكي. وتابع ألور: ‘’لقد قررنا السيطرة على منطقة هيجليج، بهدف وقف الهجمات المستمرة التي يشنها الشمال ضدنا من تلك المنطقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©