الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقات على الشبكة الاجتماعية لا تمتد إلى الواقع اليومي

العلاقات على الشبكة الاجتماعية لا تمتد إلى الواقع اليومي
30 ابريل 2011 21:32
أصبحت منتديات الشبكة الاجتماعية القناة المعاصرة الأولى والرئيسة لتواصل الناس فيما بينهم، وتبادل الآراء والأفكار والتجارب ونسج العلاقات. لكن هل تمتد العلاقات التي تنشأ على الشبكة الاجتماعية إلى الواقع اليومي؟ وهل الشخص المتألق في علاقاته بالعالم الافتراضي ناجح في علاقاته الواقعية اليومية في العالم الحقيقي؟ ليس بالضرورة تقول دراسة حديثة. وسبق لدراسات سابقة أن تناولت مدى تأثير الإنترنت على العلاقات الإنسانية سلباً أو إيجاباً، فتوصلت لنتائج متباينة. فبعض البحوث أشارت إلى أن الإكثار من الأنشطة والتواصل على الشبكة الاجتماعية له تأثير سلبي على حياة الشخص الاجتماعية اليومية، بينما أفادت أخرى بأن التواصل الاجتماعي على الشبكة الاجتماعية له تأثير إيجابي على الشخص، ويُساعده على توسيع دائرة معارفه وروابطه الاجتماعية. وقد ظهرت دراسة جديدة حول الموضوع ذاته نُشرت في العدد الأخير من مجلة “علم النفس الافتراضي والسلوكي والاجتماعي”، أجراها توماس بوليت من جامعة جرونينجن بهولندا، وشملت مجموعةً من 117 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و63 سنةً. إذ طُلب منهم تعبئة استمارة مطولة حول الوقت الذي يقضونه في تبادل الرسائل النصية الفورية، وفي التحادث على المنتديات الاجتماعية، وحول عدد العلاقات التي تربطهم مع آخرين افتراضياً، ومدى جدية هذه العلاقات، وقربهم من “أصدقائهم” الافتراضيين. عواطف فاترة خلص الباحثون من هذه الدراسة إلى أن قضاء وقت طويل على الشبكة الاجتماعية وتربطهم علاقات متعددة مع أصدقاء التقوا بهم على الإنترنت، لا يعني بالضرورة وجود أصدقاء كُثُر في الحياة الواقعية للشخص. وبالإضافة إلى ذلك، لاحظوا أن الأشخاص النشطون اجتماعياً في العالم الافتراضي لا يتفوقون على غير المشتركين في الشبكة الاجتماعية من حيث قوة الشخصية أو سهولة الألفة والقابلية المسبقة للتصادق مع الآخرين. وكان معدل الفئة العمرية للمشاركين في هذه الدراسة 28 سنةً. ولاحظ الباحثون كذلك أن اليافعين الخجولين على سبيل المثال قد يجدون أن علاقاتهم خارج إطار الشبكة الاجتماعية تزيد عندما يقضون وقتاً أطول على الإنترنت، أما بالنسبة للكبار، فإن تأثير طول وجودهم في المنتديات الاجتماعية على علاقات حياتهم الواقعية المعيشة محدود جداً. فهذه الوسائط الافتراضية المتعددة، يقول الباحثون، أقل تأثيراً من أنواع قنوات التواصل الأخرى من حيث إسهامها في إقامة علاقات جديدة والحفاظ على حمولتها العاطفية والحميمية. صراحة نسبية يُعيد البعض أسباب محدودية تأثير علاقات الشبكة الاجتماعية على الشخص في كون المحادثات التي تتم بين الأصدقاء الافتراضيين على الشبكة الاجتماعية لا تتسم دوماً بالعمق والجدية والإخلاص والصدق في المشاعر، فكل رسالة تُبعث يطلع عليها المئات أو الآلاف من الناس، ولا تكون موجهة لشخص أو صديق بعينه دون غيره، ولذلك فإن معظم هذه الرسائل تكون قصيرة ومصوغة بقالب مرح وفيه مزج بين الجدية والمزاح. كما أن كل واحد يُظهر على الشبكة الاجتماعية أحسن ما لديه، ولا يتصف كل شخص بقول الحقيقة حول مدى حقيقة كونه تعيساً أو يُعاني عزلة اجتماعية أو يعبر بشكل عام عن مشاعره الحقيقة، باعتبار ذلك قد يسبب له إحراجاً مع أصدقائه الافتراضيين أو يؤثر على شعبيته فيها. ومن ثم، فإن نسبةً مهمةً مما يُكتب ويُتبادل على الشبكة الاجتماعية لا يحمل ملمحاً شخصياً مميزاً، بل هو أقرب ما يكون إلى فكر جماعي يلتقي أفراده في منتدى معين بفضل تمتعهم بقواسم مشتركة أو رغبتهم في مناقشة موضوعات يجتمعون في الاهتمام بها، وهكذا يظل تأثير هذه المحادثات والعلاقات محصوراً في العالم الافتراضي، ويكاد يخلو من تأثير على علاقات الشخص في الواقع المعيش. ويرى آخرون أن محتوى المحادثات التي تتم على الشبكة الاجتماعية، يتحدد بالأشخاص المشتركين فيها، ومنطلقاتهم الثقافية وجنسياتهم، فالبعض يتسمون بالصدق والصراحة، والبعض الآخر يميلون إلى التكتم عن مشاعرهم، ووضع أقنعة دائمة، وتوخي الحذر في المناقشات، وفئات أخرى تتلون حسب المتحادث معهم. ويبقى من الجدير تأكيد أن الصداقات الأقوى هي التي تُنسج في حياتنا اليومية المعيشة بحلوها ومرها. عن «لوس أنجلوس تايمز» ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©