تحدد يوم الثاني من شهر مارس المقبل، موعداً لانعقاد المؤتمر الدولي حول إعادة إعمار قطاع غزة، في مصر· وبدأت الخارجية المصرية إجراء اتصالات مكثفة لحشد الموارد المالية اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على القطاع· وفي الوقت نفسه، قال دبلوماسيون غربيون، إن إسرائيل تعتزم فرض سيطرتها على إعادة إعمار غزة، وتطلب ضمانات بألا تستفيد حركة ''حماس'' من أي مشروعات·
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي، إن المشاركة في المؤتمر الدولي ستكون على مستوى وزراء الخارجية، وان مشاورات تجري حالياً مع أطراف دولية وإقليمية، للنظر في المساهمة الموضوعية التي يمكن لكل طرف تقديمها دعماً للمؤتمر·
وأكد أن المؤتمر سيعقد تحت عنوان ''مؤتمر القاهرة الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني لإعادة إعمار غزة'' وبالتنسيق الكامل بين الحكومة المصرية والسلطة الوطنية الفلسطينية· وقال إن المؤتمر قد يبحث أيضاً، في عدد من الأمور ذات الطابع السياسي، التي من شأنها أن تؤثر - بشكل مباشر وغير مباشر- على جهود إعادة الإعمار وتنفيذها على الأرض، في إشارة إلى ضرورة الاتفاق على الجهة الفلسطينية التي سيتم التعامل معها من أجل التنسيق بشأن إعادة الإعمار وإلى فتح معابر القطاع، من أجل إدخال المواد اللازمة لعمليات البناء· وستأتي محادثات إعادة الإعمار في القاهرة، بعد فترة وجيزة من موعد 22 فبراير، المقترح لبدء حوار ترعاه مصر بين الفصائل الفلسطينية·
وتشدد السلطة الفلسطينية على أن تجري إعادة الإعمار تحت إشرافها، وليس تحت إشراف حركة ''حماس'' التي لا يعترف المجتمع الدولي بسلطتها· وتقترح ''حماس'' من جهتها، إنشاء هيئة عربية-فلسطينية تتولى الإشراف على إعادة الإعمار، أو قيام جهات دولية مثل ''الاونروا'' بذلك·
وترى مصر والسعودية والاتحاد الأوروبي أن المصالحة من العناصر الأساسية اللازمة لإحراز تقدم باتجاه إنهاء الحصار على غزة، وباتجاه استئناف محتمل لمحادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية· ويتفق الجانبان (فتح وحماس) من حيث المبدأ، على فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنهما يختلفان على ما إذا كان الرئيس محمود عباس مازال يتمتع بتفويض للحكم، وما إذا كان الكفاح المسلح مازال سياسة مشروعة في التعامل مع إسرائيل·
وقال ممثل الأمم المتحدة الخاص في الشرق الأوسط جون هولمز في 22 يناير الجاري إن فتح المعابر هو إحدى ''المشاكل التي نريد مناقشتها مع إسرائيل''· وأضاف ''من الواضح أنه إذا أردنا إعادة الإعمار، يجب توفير الإسمنت ومواد البناء والأنابيب وقطع الغيار· كل ذلك يجب أن يدخل وهذا أمر نصر عليه بشدة''· وتسمح إسرائيل الآن بدخول الأدوية والأغذية فقط، إلى قطاع غزة·
وبحسب تقدير أولي لمكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني، فإن الخسائر التي نتجت من الهجوم الإسرائيلي بلغت 1,9 مليار دولار، من ضمنها 476 مليوناً للاضرار اللاحقة بالمنازل والبنى التحتية
عدد اليوم
