الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راغدة حداد: للإعلام دور كبير في زيادة الوعي بأخطار الاحتباس الحراري

راغدة حداد: للإعلام دور كبير في زيادة الوعي بأخطار الاحتباس الحراري
30 ابريل 2011 21:30
العديد من النساء كسرن الصورة النمطية، ومنهن الصحفية راغدة حداد، التي حصلت في العام الماضي على جائزة «صحافة الأرض»، على هامش قمة كوبنهاجن، وذلك بسبب سلسلة مقالات كتبتها عن تغير المناخ بعد رحلتها إلى منطقة القطب الشمالي على متن كاسحة جليد مخصصة للأبحاث مع بعثة علمية دولية. ذوبان الجليد هناك شاهدت حداد ذوبان الجليد عن قرب، وما يجري من أبحاث علمية لكشف تأثيرات تغير المناخ والحد من عواقبه. كما عرفت تخوف العلماء من ازدياد العواصف والأعاصير وارتفاع مستوى البحار نتيجة تغير المناخ وذوبان الجليد. والجدير ذكره أن حداد هي الصحفية العربية الأولى التي تحصل على هذه الجائزة، وذلك عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتمنح الجائزة منظمة «إنترنيوز» للصحافة العالمية، بالاشتراك مع الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمات عالمية. وهي المجازة في علم الأحياء من الجامعة الأميركية في بيروت، وأستاذة جامعية محاضرة ومدرّبة معتمدة لدى الاتحاد الدولي للصحفيين العلميين، ورئيسة تحرير مجلة «البيئة والتنمية» منذ عام 1996. وتعليقاً على الجائزة، تقول حداد 'إذا كان لدينا أي أمل بعكس تأثيرات تغير المناخ، فستلقى على عاتقنا مهمة ضخمة هي تثقيف أكثر من ستة مليارات نسمة على كوكبنا حول كيفية تغير المناخ وماذا يستطيعون أن يفعلوا للمساعدة في مواجهته. ولوسائل الإعلام دور حاسم في هذا الجهد، إذ أن صحفياً واحداً يستطيع الوصول إلى ألوف، بل ملايين الأشخاص». وتتذكر حداد زيارتها للقطب الشمالي قائلة «دعا الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين 14 صحفياً من كل أرجاء العالم لزيارة منطقة القطب الشمالي في هذه الرحلة. وتوجهنا إلى هناك على متن كاسحة جليد كندية لأبحاث تغير المناخ. وهناك اكتشفنا تأثير تغير المناخ على المنطقة القطبية ونسبة ذوبان الجليد. وكان معنا على متن كاسحة الجليد خمسين باحثاً من كل أنحاء العالم. وأسفت لعدم مشاركة أي عالم عربي في تلك الأبحاث على الرغم من أن العالم العربي من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ. وهناك قام بعض الباحثين بفحص كثافة الجليد. وهناك من فحص ما تحت الجليد. وآخرون كشفوا عن الكائنات التي تعيش في الجليد، ومدى تأثير ذوبان الجليد وثاني أكسيد الكربون على حموضة المياه، وما هي الملوثات التي تصل إليها متدفقة إلى كل أنحاء العالم ناشرة الأمراض والأوبئة». تغير المناخ أكدت حداد أنها كانت تتوقع أن ترتفع نسبة ذوبان الجليد البحري، «ولكن ليس بهذه الخطورة» على حد تعبيرها، حيث توصلت أبحاث العلماء إلى أن مساحة الكتلة الجليدية الدائمة في القطب الشمالي أصبحت 4,2 مليون كيلومتر مربع، بعد أن كانت 7,4 مليون كيلومتر مربع. أي أنها فقدت أكثر من ثلث مساحتها! وتتابع قائلة: «ليس ذلك فقط، بل بات الجليد يذوب قبل عشرة أيام من حلول فصل الربيع، كما يتجمد بعد عشرة أيام من دخول فصل الخريف. وهذا يعني أننا فقدنا 20 يوماً من وجود الجليد في القطب الشمالي، الشيء الذي حذر منه العلماء لما له من انعكاس سلبي على تغير مناخ العالم، وتبدل التيارات البحرية، وارتفاع درجة حرارة الأرض مما يؤدي إلى تذويب الشمس وأشعتها للجليد». إلا أن الخطر الأكبر الذي تحذر منه حداد ذوبان معظم الجليد القطبي، الذي سيؤدي إلى تمدد المياه مع ارتفاع درجة الحرارة، مما يعني ارتفاع مستوى البحار إلى 70 متراً. وأكدت حداد خلاصة خرج بها العلماء أن سبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد «إنساني بحت»، وذلك ناتج عن ارتفاع كثافة الغازات الدفيئة، وتحديداً ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عمل المصانع وقطاع النقل والمحروقات، بالإضافة إلى تضاءل مساحة الغابات لصالح زيادة ظاهرة التصحر. وتقول حداد: «وكان غريباً ما سمعته من عالم محيطات روسي بأننا نعيش ثورة طبيعية، ستؤدي إلى دخلونا إلى عصر بارد بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض الآن. وقال البعض الآخر إن الاحتباس الحراري هو غضب الله على الخليقة بعد أن عاثت في الأرض فساداً. وبغض النظر عن هذه التحليلات يجب أن نكافح هذه الظاهرة من خلال تغيير عاداتنا، كأن نخفف إنتاج واستهلاك الطاقة، والتخفيف من استخدام السيارات والاستعاضة عنها بالبسكيليت الذي تستعمله مثلاً شريحة كبيرة من أهالي الدنمارك. ويمكن الاعتماد على الطاقة المتجددة أو طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، والتي يوجد كمية هائلة منها في العالم العربي دون الاستفادة منها، حيث بكل أسف تذهب هباء».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©