الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناشرون: نلتزم بالحسومات المقررة.. والقراء: العناوين تغري والأسعار تكبح

الناشرون: نلتزم بالحسومات المقررة.. والقراء: العناوين تغري والأسعار تكبح
27 ابريل 2013 00:14
لكبيرة التونسي (أبوظبي) ـ يسجل معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته 23 الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إقبالًا ملحوظاً في عدد الزوار منذ اليوم الأول من الافتتاح، بحيث يعتبر المنصة الفكرية والحدث الثقافي الذي ينتظره المثقفون والجمهور ودور النشر، لما يتمتع به من شعبية كبيرة أرساها على مدار الدورات السابقة، إذ يرسخ المعرض مكانته الرسمية كأكبر حدث من نوعه بالمنطقة، بما يجسد التزام المنظمين وحكومة أبوظبي لجعل العاصمة أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي ووجهة عالمية لصناعة النشر. وتميز اليوم الأول والثاني بإقبال الزوار الذين أشادوا بالتنظيم الجيد والتوزيع المنفرج لدور النشر والمكتبات والأركان التي تخص تنمية مهارات الأطفال، وتخصيص زوايا ومنصات للقاءات والحوارات، في حين اشتكى بعضهم من ارتفاع أسعار بعض الكتب، بينما خالف البعض الآخر هذا الرأي موضحين أن أسعار الكتب في المكتبات الخارجية تعتبر أعلى من المتواجدة في المعرض، مؤكدين أنهم يعملون على تحديد قائمة الكتب بشكل مسبق في انتظار المعرض الدولي للكتاب الذي يقام سنويا لإغناء مكتباتهم بالعناوين القيمة، في حين نفى بعض دور النشر هذا المعطى موضحين أنهم لا يتجاوزن التزامهم مع إدارة معرض الكتاب التي تحدد عادة تخفيض أسعار الكتب التي تعرض بنسبة لا تتجاوز 25 ?، وأكد البعض الآخر أن هناك من يتلاعب بهذه النسبة في غياب التشديد على المراقبة. تفاوت الأسعار تشيد فاخرة المهيري من الإمارات بالتنظيم الجيد للمعرض، موضحة أنها تحاول البحث عن قائمة بمجموعة من العناوين التي جهزتها سلفا، مؤكدة أنها قارئة جيدة، واعتادت أن تبحث في معارض الكتب عن كل ما ينقصها من الروايات على الأخص، ومن جديد الإصدارات في هذا المجال. وتعشق فاخرة الروايات التاريخية، وروايات ماركيز وباولو كويلو لافتة إلى أن المعرض يقدم لها اختيارات واسعة إلى جانب قائمتها، وترى أن الأسعار في المتناول، بل تختلف عما يعرض في المكتبات الخارجية بنسب أقل. بينما تخالفها الرأي سوسن التواتي التي اقتنت مجموعة من الروايات، جاءت على رأسها روايات أحلام مستغانمي، فتقول إن الأسعار عالية مقارنة بما يعرض خارج المعرض، خاصة بالنسبة لبعض المجلدات والموسوعات، لافتة إلى أن هناك من يتجاوز أسعار القائمة في غياب الرقابة بأكثر من 100 درهم، وفي سياق آخر تنوه التواتي بالتنظيم والتوزيع الجيد لدور النشر والمكتبات والأركان الخاصة بالأطفال لافتة أن التجوال في كل أروقة المعرض يتطلب أكثر من زيارة. وتعتبر علياء الماضي التي تزور المعرض مع أطفالها أن الأسعار عالية مقارنة مع قدرتها الشرائية، خاصة وأنها وأولادها يجهزون قائمة طويلة بالقصص، وخاصة الإلكترونية منها التي تختلف أسعارها تماما عن أسعار الكتب الورقية، موضحة أنها تشكل عبئاً إضافياً عليها، وتضيف: “بالنسبة لي المشكلة لا تتمثل في اقتناء كتاب أو قصة واحدة، بل تتمثل في المجموعة الكبيرة، بحيث تكلفني الزيارة الواحدة أكثر من 1500 درهم، رغم أن كل قصة من قصص الأطفال لا تتجاوز قيمتها 50 درهماً، مع العلم أن قيمة الموسوعات تعتبر أعلى، ومنهم من بات اختياره يتجاوز الكتاب الورقي إلى الإلكتروني، رغم أنني لا أعرف طريقة اقتنائه”. أما سعيد الحارثي الذي كان يجر عربة خصصتها إدارة المعرض لحمل الكتب تسهيلا لتنقل الجمهور بين الأجنة، فيقول إنه يرغب في اقتناء مجموعات كبيرة من العناوين خاصة في مجال تطوير الذات والتنمية البشرية، وبعض الكتب الإسلامية ويضيف أن الأسعار عالية خاصة أنه يرغب في اقتناء مجموعة كبيرة من الكتب تصل إلى 50 كتابا، موضحا أنه يرغب في تأليف كتب عن التنمية البشرية مما دفعه لإغناء مكتبته بمجموعة منها، ويقول إن المعرض يشكل فرصة بالنسبة له فيما يخص تواجد دور النشر الكبيرة من مختلف الدول تحت سقف واحد. أسعار مناسبة وإذا كانت هذه آراء زوار المعرض التي تفاوتت بين قبول الأسعار ورفضها، فإن لأصحاب بعض دور النشر رأيا وحججا يدفعون بها، إذ يقول عمر علوبة مسؤول مبيعات دار بلومبيري مؤسسة قطر للنشر إن حركة البيع في اليوم الأول كانت لافتة، موضحا أن الدار تعرض كتبا روائية وغير روائية للكبار والصغار، منها رواية “مولانا” لإبراهيم عيسى، وسعرها 40 درهما، كما تعرض الدار روايات تاريخية لعبد العزيز آل محمود بعنوان “القرصان”، ورواية لأحمد خالد توفيق بعنوان “السنجة” وغيرها من الكتب الأخرى، أما عن أسعار الكتب فاعتبرها مسؤول الدار في المتناول، مؤكدا أنه ملتزم بخصم نسبة تتراوح بين 15 و20 ? عن سعر المكتبات الخارجية. ولفت إلى أن الدار تتسم في تعاملاتها مع المجموعات والمدارس والمراكز بالمرونة، بحيث يتم خفض نسبة أكثر من المعتاد في حال اقتناء مجموعات كبيرة من الكتب. وفي سياق آخر يشير علوبة إلى أن مؤسسة قطر للنشر تزيد كل سنة عدد العناوين تبعا لزيادة المساحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب التي دأبت على المشاركة به منذ دورة 2010. استقرار السعر ويعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب أحد أهم المشاريع التي تنظمها “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”، ويستقطب مئات المشاركين من أكثر من 50 دولة، ويعرض أكثر من نصف مليون عنوان كتاب ثقافي وأدبي وتجاري بــ30 لغة متنوعة، تختلف أسعارها حسب دور النشر والمكتبات التي توزعها مع الالتزام بتخفيض نسبة 25 ? عن سعر السوق خارج المعرض، في هذا الصدد يقول خالد سليمان علي عن دار اقرأ للنشر والتوزيع من الكويت: الأسعار محددة مسبقا في القائمة، ولا يمكن تجاوزها أبدا، وهي مناسبة لقيمة الكتاب وجودة الطباعة، وتتوفر الدار على أفضل الكتب في الوطن العربي، منها مثلا كتاب “ماذا تقول لنفسك عندما تخلو بها” بـ50 درهما، وكتاب آخر تحت عنوان “عمار أو دمار” بـ60 درهما، موضحا أن هذه نماذج فقط من عناوين كثيرة تباع بأسعار مقاربة بهذه الأسعار مشددا على أنها في المتناول. وعن تفاوت الأسعار بين اليوم الأول والأخير وبعض التخفيضات والمرونة في البيع بالنسبة للمجموعات، يلفت سليمان إلى أنه حفاظا على المصداقية في التعامل وحفظ حقوق الجمهور فإنه لا يعتمد أي تخفيض، وأن الأسعار تعرف استقرارا من اليوم الأول للمعرض إلى آخر يوم. العرض والتكلفة من جانبه يقول منذر ساسي عن الدار المتوسطية للنشر بتونس، الذي علق حول جناحه لافتة كتب عليها من “هنا بدأت الثورة” أن الدار تتوفر على أكبر موسوعة على المستوى العالمي، والتي تتكون من 1400 صفحة من إنجاز عدة مؤلفين وتحتوي مواضيع تهم الحياة والتاريخ والصحة والتنمية البشرية وغيرها من المواضيع التي يتطلبها السير في الحياة بالخطوات الصحيحة، لافتا أنها الموسوعة الأكثر مبيعا لديه، منوها إلى جودة مادتها وطباعتها. وإلى جانبها تعرض الدار سلسلة من الكتب لمنصف المرزوقي (الرئيس التونسي الحالي) بعناوين شتى تتمحور كلها حول الديمقراطية والثورة بالإضافة لعنوان آخر مختلف “الإنسان الحرام”. ويوضح ساسي فيما يخص أسعار الكتب أن مدة المعرض قصيرة، بحيث لا تمكنه من تغطية تكاليف شحن الكتب من بلده إلى أبوظبي، وأن الجمهور يلزمه أكثر من زيارة ليتعرف على كل المعروض. ويشير إلى أن الإقبال على اقتناء الكتب يعرف تصاعدا من اليوم الأول للأخير، لافتا إلى أن مدة العرض تكفي مبيعاتها لتغطية التكاليف فقط، وحصاد الربح يبدأ بعد هذه المدة، مناشدا القيمين على المعرض بتمديد عدد أيام المعرض لتحقيق الربح. أما بالنسبة لأسعار كتب الدار المتوسطية للنشر المختصة في اللسانيات والنقد الأدبي والتراث التونسي يقول ساسي إنه يلتزم بالتخفيض الذي تخصصه إدارة المعرض، وأن أمر بيع أغلب الكتب يهمه، نظرا لتكلفة الشحن العالية، موضحا أن أسعار الكتب لديه ثابتة من بداية المعرض لنهايته، وأنه لا يمكن تخفيض السعر أكثر. غياب الرقابة أما محمد القاسمي عن دار البراق لثقافة الأطفال من العراق والتي يعرض قصصاً تراثية وسلاسل بحجم كبير بقياس 50/35 بجودة عالية في الطباعة وورق صقيل، وألوان جاذبة تلاقي يوميا إقبالا كبيرا من طرف الأطفال وجمهور المعرض، أنه دأب على المشاركة في المعارض الدولية للكتاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنه يحترم شروط إدارة المعرض، ويلتزم نسبة التخفيض المحددة في 25?. ويلفت إلى أن الناشر مستفيد جدا من هذه النسبة، موضحا أن سعر القصص مناسب، بحيث يصل إلى 15 درهما للقصة الواحدة، ويضيف القاسمي إن الربح في المعارض العربية بالنسبة للناشر لا يتجاوز 25? بينما في الدول المتقدمة تصل نسبة الربح إلى 50? نظرا لارتفاع عدد القراء في هذه البلدان، ويوضح أن نسبة 25? المحققة في المعارض العربية تغطي التكاليف، مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود، لتسويق الكتاب. ويشير القاسمي إلى أن الناشر يستفيد من المعارض ويقول “عندما نبيع للموزع فإننا نخفض سعر المنتوج بنسبة 50? ناقص عن سعر السوق، لكن عندما نبيع في المعرض فإننا نلتزم بخصم يصل إلى 25 ? فقط، وهذا يكون ملفتا للانتباه للعموم، وخاصة بالنسبة للذين يقارنون بين أسعار الناشر والموزع، وهكذا فإن نسبة الربح تصل إلى 30 ? في المعرض أحيانا”. ويلفت القاسمي إلى أن إدارة المعرض تشترط في العقد نسبة التخفيض بالإضافة لعدم عرض بعض الكتب من طرف الموزع إذا كانت تتشابه مع كتب الناشر المتواجد في نفس المعرض، مؤكدا عدم التزام بعض العارضين بنسبة التخفيض وكذا في بيع الكتب في غياب الرقابة الشديدة من طرف إدارة المعرض. الشحي: نمارس رقابة على الأسعار لكسب ثقة الجمهور للإضاءة أكثر على موضوع التفاوت في الأسعار والإجابة عن أسئلة الجمهور من حيث رقابة الأسعار، يقول محمد الشحي مدير النشر بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن هناك ثقة تجمع بين العارضين وإدارة المعرض، موضحا أن الإدارة لا تفرض أي التزام، بوضع أي شروط جزائية، وأن الضمير المهني يظل هو الحكم، ويضيف: “ولكن هناك بعض الإجراءات التي نتخذها في حال وصلتنا بعض الشكاوى من طرف الجمهور، وفي سياق آخر هناك التزام من طرف العارض الذي يقدم قائمة بالكتب تشمل المعلومات الخاصة بالكتاب الذي يحمل شريطا لاصقا عن السعر والذي يخول للمقتني مقارنته بالسعر المطلوب”. ويلفت الشحي إلى أن هناك بعض الإشكاليات المتمثلة في زيادة البعض الأسعار وعدم الالتزام بالسعر والتخفيض: “نحن نوجه فقط، ونستقبل أيضا الشكاوى من الجمهور، ولدينا فريق في عين المكان لمراقبة الأسعار، ونتخذ بعض الإجراءات في حق هؤلاء بالتوجيه، بحيث أن المعرض احترافي ويتعامل باحترافية مع العارضين الذين يجب أن يحترموا الشروط المتفق عليها، لأن هذه المرونة تفتح المجال لدور نشر جديدة لطلب المشاركة، بحيث نروم التجديد وعدم التكرار في كل دورة من أفكار الكتب وأسعارها وجودتها. ويوضح الشحي أن سعر الكتاب الإلكتروني يختلف عن سعر نظيره الورقي، بحيث يلزم الأداء عن طريق بطاقة الائتمان، ويلفت إلى أن المعرض سجل ارتفاعا ملحوظا من حيث المبيعات منذ اليوم الأول من الافتتاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©