الحكيم الجديد

لم تكن مهمة فيسينتي ديل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني سهلة على الإطلاق بالنظر إلى أنه أصبح خليفة الرجل الحكيم لويس أراجونيس الذي منح الإسبان مجداً تاريخياً غير مسبوق حينما فاز بلقب يورو 2008، كما يعود إلى المدير الفني السابق الفضل في تكوين أفضل منتخب في تاريخ الكرة الإسبانية، بل هو الأفضل في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ديل بوسكي صاحب التجربة الرائعة مع النادي الملكي خلال الفترة من عام 1999 حتى 2003 تمكن من تسجيل بصمته التدريبية مع المنتخب الملقب بـ “لا فوريا روخا” فاجتاز التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2010 بنسبة نجاح 100 % حاصداً جميع النقاط ومحققاً الفوز في جميع المباريات. ديل بوسكي واجه إخفاقاً كبيراً في كأس العالم للقارات العام الماضي، وتمكن فيما بعد من تجاوز هذه المحنة وحصل على ثقة الجماهير والإعلام الإسباني قبل انطلاقة مونديال جنوب أفريقيا، إلا أن المنتخب الإسباني لم ينجح حتى الآن في التعبير عن القدرات الحقيقية لنجومه على الرغم من وصوله إلى الدور قبل النهائي، ولكن عشاق “لافوريا روخا” يراهنون على أن منتخبهم سيظهر بوجهه الحقيقي في مواجهة الغد أمام الألمان، ويبدو أن ديل بوسكي بشخصيته الهادئة واحترامه الكبير لجميع المنافسين، وابتعاده الدائم عن تصريحات الإثارة التي تستنفر القوى الكامنة في المنتخبات الأخرى يمكنه مواصلة مشوار المونديال حتى نهايته ليحقق حلم إسبانيا التي لم تدخل حتى الآن قائمة المنتخبات المتوجة بلقب كأس العالم. فيسينتي ديل بوسكي جونزاليس من مواليد 23 ديسمبر 1950 (59 عاماً)، بدأ مسيرته الكروية كلاعب وسط مدافع عام 1969، ودافع عن ألوان الريال في 374 مباراة خلال الفترة من عام 1970 حتى 1984، كما خاض مع منتخب إسبانيا 18 مباراة دولية خلال الفترة من عام 1975 حتى 1980، ثم بدأ مشواره مع التدريب عام 1985، وكانت أبرز محطاته مع الريال من عام 1999 حتى 2003، وهي واحدة من أنجح فترات الريال، حيث نجح في الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني أكثر من مرة، كما نجح خلال مسيرته التدريبية في الفوز بـ7 بطولات، وخاض كمدرب 293 مباراة فاز في 171 بنسبة نجاح 60 %، ولا شك أن ديل بوسكي يحلم بتتويج مسيرته بتحقيق الحلم الكبير وها هي الفرصة سانحة شريطة أن يتجاوز العقبة الألمانية أولاً.