تعليمية أبوظبي تعتمد سياسة الموظف الشامل لخدمة الجمهور

لم يدر بخلد المواطن ناصر سعيد مسلم عندما ذهب إلى وزارة التربية والتعليم لتصديق شهادة انتقال ابنه ماجد من مدرسة إلى أخرى أنه سيخوض تجربة جديدة فوجئ خلالها بموظف هناك يخبره بأن الوزارة أوكلت هذه المهمة إلى منطقة أبوظبي التعليمية، وعلى الفور اتجه المواطن ناصر بسيارته إلى مقر المنطقة بالخالدية، وهناك وجد أن الأمر ''مختلف تماماً عمّا تعوّد عليه''· ويؤكد المواطن ناصر أنه عندما دخل الباب الرئيسي للمنطقة استقبله موظف وسأله عن المعاملة التي يريد إنجازها في المنطقة وأخبره ناصر أنها تصديق شهادة، وعلى الفور سحب الموظف تذكرة انتظار من الماكينة وأرشده إلى مكانه في صالة الانتظار بمركز خدمة الجمهور، ولم تمض 10 دقائق ليطلب نداء إلكتروني من مركز خدمة الجمهور رقم ناصر للحضور إلى شباك رقم 5 لإنجاز معاملته· وقدم المواطن الأوراق المطلوبة وخلال أقل من 3 دقائق كانت المعاملة في يده مصدقة ومختومة بشعار المنطقة، غادر بعدها وفي ذهنه تساؤلات كثيرة حول هذه الخدمة ''الجديدة'' التي لم يكن يتوقعها· وبحسب المواطن ناصر، فإن ''إنجاز معاملة ما في معظم الدوائر بات يتطلب وقتاً طويلاً حتى لو كانت هذه المعاملة سحب مبلغ مالي من البنك أو إيداع شيك أو غيرها من المعاملات المالية اليومية''· ولم يشأ أن يترك التجربة التي مرّ بها تمضي دون أن يفهم ما حدث ولماذا هذا المركز، ولماذا لا تعمّم تجربته على بقية الدوائر الاتحادية والمحلية، بل والجهات ذات العلاقة اليومية بالجمهور· من جانبه، أكد محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية أن إنشاء هذا المركز تم بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، ومتابعة واهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم· ويهدف المركز إلى اختصار الوقت والجهد وتوفير بيئة مناسبة لإنجاز المعاملات اليومية الخاصة بجمهور المتعاملين مع المنطقة التعليمية، بعيداً عن الطريقة التقليدية التي كان يتم بها إنجاز تلك المعاملات ويضطر فيها المراجع إلى الدوران بين المكاتب الإدارية في المنطقة لإنجاز معاملته''، بحسب الظاهري· وأضاف: ''اليوم أصبح بمقدور المراجع أن يأتي إلى مبنى المنطقة، وفي دقائق معدودة يجد نفسه أمام الموظف المختص في مركز خدمة الجمهور، ويقدم معاملته وفي حال كانت مستوفية المعايير يتم إنجازها في زمن لا يستغرق 5 دقائق، واذا لم تكن مستوفية لهذه المعايير يُطلب منه استيفاؤها والعودة مرة ثانية لإنجاز المعاملة''· وأوضح الظاهري أن المنطقة التعليمية عندما دشّنت هذا المركز قبل عامين وضعت له هيكلاً وظيفياً يتيح لجميع موظفيه البالغ عددهم 15 موظفاً وموظفة العمل وفق مفهوم ''الموظف الشامل'' بحيث يكون كل منهم مُلماً إلماماً كاملاً بآليات إنجاز المعاملات سواء فيما يتعلق بشؤون الطلبة أو أعضاء هيئات التدريس أو الشؤون المالية والإدارية أو غيرها من الخدمات المقدمة لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية· ومن بين هذه الخدمات الصحة والإسكان وإصدار شهادات لمن يهمه الأمر، وكذلك شهادات تحويل الراتب إلى البنوك، بالإضافة إلى تصديق الشهادات الدراسية، وإصدار السجل الدراسي وبيانات النجاح، والتحويل بين المدارس الخاصة داخل المنطقة التعليمية، وكذلك التحويل للطلاب بين المناطق التعليمية وأيضاً خارج الدولة وغيرها من الإجراءات والعمليات الإدارية التي تتم في هذا المركز· ولفت الـظاهري إلى أن هذا المركز تم تصميمه وتنفيذه في إطار معماري وهندسي يتيح للمراجع قضاء وقت ممتع خلال انتظار إنجاز المعاملة، ''فهو مزوَّد بشبكة تكييف مركزية، وكذلك مقاعد مريحة، كما تم توزيع المقاعد فيه بطريقة تضمن خصوصية العائلة اذا كانوا جميعاً قد حضروا لإنجاز معاملة ما في المنطقة، كما زود أيضاً ببرادات مياه وماكينات لتقديم المشروبات الساخنة والباردة، بالإضافة إلى صندوق مخصص لتلقي الاقتراحات من المراجعين''· وأشار مدير منطقة أبوظبي التعليمية إلى أن المركز يشبه إلى حد كبير مراكز خدمة العملاء في شركات الطيران والبنوك والمؤسسات العالمية المرموقة، وتتضمن تذكرة انتظار الخدمة التي يحصل عليها المراجع بيانات دقيقة حول وقت الوصول وكذلك وقت إنجاز المعاملة· وتتولى لجنة متخصصة في ضمان الجودة مراقبة أداء هذا المركز الجديد الذي أنجز 52 ألف معاملة منذ بداية يناير الماضي توزعت على 30 ألف معاملة في خدمات عامة لشؤون الطلبة وأعضاء هيئات التدريس والإداريين، و11 ألف معاملة في التعليم الخاص، و9 آلاف معاملة في الشؤون التربوية، والفي معاملة في الشؤون المالية، إضافة إلى إنجاز أكثر من 16 ألف معاملة أخرى خاصة ببطاقات الضمان الصحي للعاملين في مدارس المنطقة التعليمية· من جانبه، أوضح مالك الهاشمي مشرف المركز أن المركز يعمل يومياً من الساعة 7,45 دقيقة صباحاً وحتى 2 ظهراً فيما عدا يومي السبت والجمعة، ومنذ بداية العام الدراسي الحالي يعمل المركز أيام السبت، كما تم تمديد فترات العمل في بعض الأيام إلى الساعة السابعة مساءً لاستيعاب جميع المعاملات التي يقدمها المراجعون للمركز· ولفت إلى أن وحدة الشؤون التربوية في المركز تنجز المعاملات الخاصة بقبول الطلبة المستجدين في تعليم المنازل، وتحويل الدارسين في تعليم الكبار بين القسمين العلمي والأدبي، وتصديق الشهادات الدراسية والاستعلام عن جداول الامتحانات، وكذلك النتائج الدراسية، وبالنسبة للتعليم الخاص يتم اعتماد شهادات إعادة القيد، وإصدار شهادات حسن السيرة والسلوك للثانوية العامة، واعتماد طلبات المنقولين بين مدارس المنطقة وأيضاً الطلبة المنقولين من داخل الدولة، وإصدار شهادات استمرار أو ترك الدراسة، وتصديق شهادة لمن يهمه الأمر، وبالنسبة للامتحانات يتم تصديق الشهادات الدراسية وأيضاً تدقيق وتصديق شهادات بدل الفاقد· وأردف الهاشمي أن المركز يقدم خدمات متنوعة للعاملين في مدارس المنطقة من بينها توجيه الكتب الرسمية للجهات الحكومية وإصدار شهادات الاستمرار في العمل، وإنجاز معاملات الإسكان وإصدار البطاقات الصحية وأيضاً معاملات المعلمين الجدد والمنتهية خدماتهم· يُذكر أن مجلس أبوظبي للتعليم دشّن منذ أسبوعين مركزاً مماثلاً في مقره الجديد بشارع المطار لتقديم خدمات مماثلة للمراجعين الذين ترتبط معاملاتهم بالمجلس