تجار وسط مدينة العين يشكون تراجع مبيعاتهم جراء المشروع التطويري

اشتكى تجار في منطقة وسط مدينة العين بتأثر مبيعاتهم سلبا مقارنة بالعام الماضي، بسبب الب دء في المشروع التطويري لمنطقة وسط المدينة الذي يتكون من أربع مراحل تبلغ كلفتها التقديرية 1,2 مليار درهم ويستمر العمل فيها حتى عام ·2010 وأشاروا إلى أن المشروع الذي بدأت التحضيرات له منذ نحو ثلاثة أشهر، دفع جمهور المتسوقين للشراء من المحلات البعيدة عن منطقة المشروع التي ازدحمت بشكل ''غير عادي''، اضافة إلى عدم توفر المواقف وكثرة التحويلات التي شكلت بحسب التجار ''مصدر طرد للمتسوقين''· وباشرت البلدية بتنفيذ المرحلة الأولى التي تشمل تطوير شارع خليفة وشارع عود التوبة والشارع العام وإزالة الجسر الواقع عليه وصولاً إلى دوار المربعة· وفور شروع الشركة المنفذة للمشروع بعمل التحويلات اللازمة، اوجدت نوعا من الازدحام في منطقة وسط المدينة التي تضم أكثر من 400 محل في مختلف الأنشطة التجارية· وأكد يونس خوري صاحب محلات للعطور والأحذية والملابس بمنطقة وسط المدينة ان الزحام وأزمة المواقف تسببت في عزوف الكثير من الناس عن المجيء إلى السوق ويفضلون الذهاب لشراء احتياجاتهم من أماكن أخرى، الأمر الذي يتسبب في إلحاق خسائر مادية بأصحاب تلك المحال الموجودة بالمنطقة· ويؤكد أنور البلوشي صاحب أحد المراكز التجارية لبيع العطور والبخور والعقل والأحذية والغتر، أن ذروة البيع على بضاعته تكون خلال الأعياد والمناسبات وخاصة خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان، حيث يستعد الناس لشراء مستلزمات العيد وأن عدم توفر المواقف والازدحام قلل من نسبة المبيعات، خاصة أن الناس باتوا يهربون من شدة الازدحام، وهو الرأي الذي يشاطره إياه سلطان رئيسي صاحب أحد المحلات المتخصصة في بيع العطور والبخور والملابس· وأشار عدد من المتسوقين إلى أن الوصول إلى منطقة السوق وسط المدينة ''مغامرة'' تحتاج الى نحو ساعة او اكثر لتقطع مسافة 2-3 كيلو مترات، وإذا استطاع المتسوق أن يقطع المسافة ربما يحتاج إلى أكثر من هذا الوقت ليجد موقفا لسيارته· ولفتوا الى ان سيارات شرطة المرور بالعين تعمل للحد من الاختناقات المرورية في المنطقة، الا أن ضيق المنطقة وكثرة المرتادين يشكل ''عبئا لا يمكن تجاوزه بسهولة خاصة هذه الأيام'' وهي فترة العيد التي تعتبر ذروة التسوق بالنسبة لجميع شرائح المجتمع· وأكد محمد علي الظاهري أن الازدحام الخانق هو الوصف الدقيق للوضع السائد حاليا في العين ومنطقة الأسواق بشكل عام فقد أصبح العثور على موقف بمثابة الحلم الذي يداعب كل قائد سيارة تدفعه ظروفه للذهاب الى هناك· وأشار أحمد النحاس إلى أن منطقة الأسواق عموماً يغلب عليها المحال التجارية لبيع ملابس الأطفال والمستلزمات النسائية، ومع ذلك فإن الرجال أيضاً يترددون عليها المنطقة إما بغرض الشراء أو مرافقة الأهل لكن بسبب أزمة الزحام الخانق السائدة في السوق، فإن الكثيرين يعزفون عن المجيء اليها ويفضلون التوجه إلى أماكن أخرى· وقال محمد سالم أن الازدحام في منطقة الأسواق عموما يجعله يفكر مليا أكثر من مرة قبل أن يذهب إلى السوق ولو أدرك أن الشيء الذي يبحث عنه موجود في مكان أخر بعيداً عن منطقة الأسواق لن يتردد في الذهاب اليه، كما أشار إلى ''رحلة معاناة'' يكابدها من أجل الفوز بموقف· وتؤكد فاطمة محمد أن الفترات المسائية تشهد زحاما في السوق ''أكثر حدة'' من الفترة الصباحية لأن أغلب الناس يكونون خلال الصباح في دوامهم او نائمين، لأن معظم الدوائر في اجازة، لذلك اقتنص هذه الفترة لأنهي الشراء استعدادا للعيد· وقال خالد الكعبي ربما تكون المشكلة في منطقة الأسواق حالياً نابعة من زيادة أعداد المترددين على المنطقة بمناسبة العيد التي تفرض على الناس أوقاتاً معينة للتسوق ونتيجة لخروج تلك الأعداد الكبيرة في وقت واحد يحدث الازدحام، وهو ''أمر طبيعي''· من جانبه، أرجأ عوض بن حاسوم مدير عام بلدية العين جولة تفقدية كان من المقرر أن يقوم بها قبل عطلة العيد لتفقد المحلات المتأثرة بالمشروع التطويري لمنطقة وسط المدينة للوقوف على مشاكلهم لتذليلها بحسب مسؤولين بالبلدية· ويتضمن المشروع إزالة كافة الدوارات الموجودة بوسط المدينة وتحويلها إلى تقاطعات ضوئية، بالإضافة إلى توسعة الأرصفة على جانبي الطرق بزيادة عرضها من ثلاثة أمتار إلى ثمانية أمتار لتشجيع المشاة أكثر على ممارسة رياضة المشي· وسيتم عمل موقف سيارات تحت الأرض يستوعب 350 سيارة لإيجاد حل لأزمة المواقف الخانقة التي تعاني منها منطقة وسط المدينة، كما سيتم عمل ميدان في منطقة وسط المدينة يطل على واحة نخيل العين لإضفاء مزيد من اللمسات الجمالية وإدخال الواحة في عمق المدينة· وتشمل المرحلة الأولى من المشروع تحويل شارع زايد بن سلطان إلى طريق يتضمن 3 حارات في كل اتجاه و تزويده بطرق خدمات و مواقف سيارات مع توسعة الأرصفة أمام المحال التجارية لتسهيل حركة المتسوقين و المشاه، بالإضافة إلى إعادة بناء شارع خليفة بن زايد من دوار البيتزاهت إلى دوار التخطيط و توسعة أرصفته و توفير طرق خدمات و مواقف سيارات·