سكان بناية في شارع المطار بلا مياه وكهرباء

استغل مالك بناية سكنية في أبوظبي العطلة الأسبوعية لقطع المياه والكهرباء عن بناية ''فارس'' في شارع المطار بأبوظبي· وعاشت 50 أسرة ليلة مظلمة أمس الأول بعد أن عطل المالك مصاعد البناية ذات الطوابق العشرة كما قام بقطع المياه عن طريق وقف موتورات المياه عن العمل· وفور تلقيها بلاغاً من السكان هبت شرطة أبوظبي ظهر أمس لنجدة الأسر المعذبة وأعادت مصعداً واحداً للعمل كما قامت بتشغيل موتورات المياه بالقوة الجبرية في الوقت الذي توعدت فيه لجنة فض المنازعات الإيجارية في أبوظبي المالك بتوقيع أقصى غرامة عليه· وفوجئ سكان بناية ''فارس'' في شارع المطار بقطع المياه وتعطيل المصاعد أمس الأول وقاموا على الفور بالاتصال بالمالك إلا أنه لم يرد· وروت تمام الهندي أردنية الجنسية التي تسكن في الطابق العاشر والأخير للبناية معاناتها مؤكدة أنها تعاني من مرض السكري وضغط الدم والسمنة منذ سنوات، وأدى قيام المالك بقطع المياه والكهرباء إلى حبسها في شقتها في الطابق العاشر طوال ليلة أمس التي عايشت فيها معاناة لم تعشها في حياتها من قبل· وذكرت: أن السبب الرئيسي لقيام المالك بهذا التصرف غير الإنساني هو مطالبته للسكان برفع القيمة الإيجارية لوحدات البناية وقد طلب مني زيادة الإيجار بنسبة 75% لكنني رفضت وتقدمت للجنة فض المنازعات بشكوى وطالبتني اللجنة بدفع القيمة الإيجارية في حسابها في بنك أبوظبي الوطني وبالفعل سددت الإيجار· ونوه الساكن محمد أيوب أنه عاش موقفاً حرجاً أول أمس حيث استقبل أحد أقاربه قادماً من لندن بصحبة أطفاله الثلاثة وزوجته الحامل مشيراً إلى أنه فوجئ عند وصولهم من المطار بتعطل المصعد وقال: لم يكن أمامنا إلا الصعود على السلالم وبكت زوجة صديقي الحامل وهي تصعد على السلالم وتساءلت أين تعيشون وما هو ذنب المستأجرين ؟ وأكد الساكن روشان أنه اضطر إلى حمل زوجته الحامل أول أمس وتسكينها عند أحد أقاربه خوفاً أن تداهمها أعراض الولادة المبكرة ليلة أمس والمصاعد معطلة· وأكد المستأجرون أن السبب في طردهم من البناية هو مطالبة المالك برفع القيمة الإيجارية ومنها شقته غرفتان وصالة من 30 ألف درهم إلى 50 ألف درهم· وأشار الساكن ظهور السلام أحمدالله إلى أن سكان البناية عانوا طوال الأشهر الماضية من ألاعيب المالك لطردهم من البناية بدون وجه حق مشيراً إلى أن جميع السكان قاموا بالتوجه إلى لجنة فض المنازعات الإيجارية لتقديم شكوى بذلك وقاموا تنفيذاً لتعليمات اللجنة بدفع القيمة الإيجارية في بنك أبوظبي الوطني· وقال: عندما علم المالك بذهابنا إلى اللجنة استشاط غضباً وأخطرنا بحصوله على ترخيص مبدئي من بلدية أبوظبي بهدم البناية لكننا أكدنا له ضرورة الحصول على إذن من لجنة فض المنازعات ولكنه فاجأنا بتعطيل المصاعد وقطع المياه علماً بأننا نبحث عن سكن آخر في أبوظبي لكننا لم نعثر إلى الآن عليه وقدمنا في قرعة اللجنة عشرات المرات ولم نوفق لليوم· وذكر ظهور الإسلام أن المالك يتعمد استفزاز السكان لطردهم من البناية مشيراً إلى أنه أمر بإبقاء القمامة في أدوار البناية كما أصدر تعليماته للحارس بتعكير صفو السكان وعدم تنظيف البناية بصورة دورية الأمر الذي أدى إلى انتشار روائح كريهة في ممرات الشقق السكنية· وأكد أن المالك أخطر السكان بهدم البناية مشيراً إلى أن هذا الإخطار سبب صدمة لهم لأن حالة البناية جيدة فضلاً عن أنه قام بإجراء صيانة شاملة لها العام الماضي· وقال: السبب الحقيقي هو رفع الإيجار خاصة وأن إيجارات البناية منخفضة مقارنة بالبنايات المجاورة لها حيث يتراوح إيجار الشقة غرفتان وصالة بين 30 ألفاً إلى 37 ألف درهم و3غرف وصالة بين 40 ألفاً و50 ألف درهم بينما البنايات الجديدة القريبة منها تتراوح بين 130 ألف درهم إلى 180 ألف درهم· تصريح بالهدم اتصلت ''الاتحاد'' بالمالك عبدالعزيز صفوان الذي أكد أن السبب الرئيسي وراء تعطيل المصاعد وقطع المياه عدم وجود شركة صيانة في البناية مشيراً إلى أنه حصل على تصريح من بلدية أبوظبي بهدم البناية· وقال: عندما علمت بقطع المياه عن السكان أمرت أحد الفنيين بإصلاح موتورات المياه وعملية الإصلاح تحتاج إلى وقت خاصة أن البناية قديمة وبحاجة الى الهدم· وذكر أنه أخطر السكان بتاريخ صدور التصريح يوم 16 مايو الماضي ومنحهم مهلة ستة أشهر لإخلاء البناية تمهيداً لتجهيز المبنى للهدم وفصل الخدمات الرئيسية عنه، وطالبنا المستأجرين بالتوقيع على إنذارات بالإخلاء إلا أنهم رفضوا الإخلاء وتقدموا بشكوى إلى لجنة فض المنازعات الإيجارية· وأضاف: لا توجد لدينا أية نوايا لتجديد مهلة الإخلاء وعلى السكان أن يبحثوا عن سكن آخر وإذا لم يجدوا البديل فهذه ليست مشكلتي، وقانون الإيجارات الجديد في صفي حيث يبيح هدم أي مبنى مضت عليه 15 سنة· ورداً على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول حصوله على موافقة من لجنة فض المنازعات الإيجارية على الهدم قال المالك عبدالعزيز صفوان: تقدمت بطلب للجنة لكنها لم ترد علي ولم يتصل بنا أحد من موظفيها يخبرنا بمصير طلبنا، وحقنا في الهدم شرعي ومعنا موافقات الجهات الرسمية· إجراءات تنظيمية قال محمد الهاملي رئيس لجنة فض المنازعات'' تصرف المالك غير إنساني أو حضاري واللجنة ستوقع عليه أقصى غرامة بعد أن استغل عطلة الدوام الرسمي للجنة لإيذاء السكان· وشدد الهاملي على أنه لا يحق للمالك قطع المياه أو الكهرباء عن السكان تحت أي مبرر ولا يحق للمالك طرد السكان لهدم البناية إلا بعد حصوله على حكم قضائي من لجنة فض المنازعات بالهدم· وأكد محمد الهاملي أن قانون الإيجارات الجديد أجاز هدم البناية السكنية بعد 15 سنة من عمرها لكن هناك إجراءات تنظيمية للقانون يتم العمل بها وقد قامت اللجنة بالتنسيق مع بلدية أبوظبي في هذا الصدد· وأضاف: يحق لأي مالك هدم بنايته لكن قبل الهدم عليه أن يتقدم بدعوى إلى لجنة فض المنازعات للحصول على حكم قضائي بالهدم بعد التوصل إلى حل وسط مع المستأجرين، علماً بأن اللجنة ليست في صف طرف ضد الآخر بل تطبق القانون· وأضاف: لكن أن يقوم المالك بعمل فردي غير إنساني ويعطل المصعد ويقطع المياه كما فعل ملاك آخرون انتهزوا فرصة عطلة الأسبوع فهذا تصرف خطأ ولو تقدم السكان بشكوى إلى اللجنة يوم غد فسوف تفرض اللجنة أقصى غرامة على هذا المالك ليتعظ الآخرون وذلك جراء إيذائه للمستأجرين على مدار أيام الإجازة، وبكل تأكيد سيحصل المستأجرون على حقهم كاملاً و أطالب الملاك بأن يتقوا الله في تعاملاتهم مع المستأجرين خاصة العجزة والمرضى والضعفاء·