من يكسب الرهان في صراع الأجانب؟

انتظرت جماهير الساحة الرياضية ظهور نجوم الملايين في النسخة الأولى من دوري المحترفين، وتابع الشارع الرياضي الأسابيع الأولى للمسابقة الجديدة لا لشيء إلا لمشاهدة نجوم الصف الأول الذين يدخلون دورينا في ثوب جديد يواكب عصر الاحتراف والتطور الطبيعي للساحرة المستديرة· وبشكل عام، قدمت الأندية الـ12 لدوري المحترفين مستوى متميزا في الأسبوعين الأول والثاني يختلف بعض الشيء عن كل بداية لدوري الهواة الذي ودعته الأندية وحاولت أن تنسلخ هذا الموسم من الذي مضى، في محاولة لكتابة تاريخ جديد والبدء في كتابة صفحة ما زالت ناصعة البياض· وعلى الرغم من تقييم الشارع الرياضي للمحترفين بصورة باهتة في بعض الأحوال ومتوازنة في أحوال أخرى، إلا أن الواقع يقول إن هناك صراعا من نوع ما بين المحترفين، كل من جانبه، رغبة في فرض السيطرة وجذب الأضواء والحصول على السمعة المطلوبة، إما لزيادة حقوقه بناديه والحصول على مزيد من أموال الترضية ''كالعادة'' أو عبر التألق وجذب الأنظار لعله يتلقى عرضا أفضل· واستطاع المحترفون تسجيل 16 هدفا في الدوري من أصل 34 هدفا تم تسجيلها حتى الآن، أي ما يقارب نصف الأهداف المسجلة، الأمر الذي يظهر مدى تأثير المحترفين إيجابيا على فنيات ومستوى البطولة· وأكد الإيراني مبعلي أحد أبرز اللاعبين الإيرانيين أن أبناء وطنه يضحكون كثيرا في النهاية حتى ولو ضحك البرازيلي في البداية وشدد مبعلي على أن الصراع الموسم الحالي لن يكون سهلا على الجميع سواء محترفين أو مواطنين· في المقابل، أكد البرازيلي باري أن الدوري الإماراتي سيشهد تفوق اللاعب البرازيلي صاحب المهارات العالية كحال الدوريات التي يسيطر عليها أبناء وطنه بسهولة بغض النظر عن مستوى الدوري وما إذا كان الأقوى في العالم أو الأضعف· واعتبر المصري حسني عبد ربه أن دوري الإماراتي صعب للغاية على الجميع، مشيرا إلى أنه توقع أن يكون مستوى الدوري الإماراتي أعلى من المصري لسخونة المنافسة ولقوة المحترفين· بورصة الأسهم وبغض النظر عن نتائج المباريات ومن خرج فائز أو خاسرا، فقد قدم محترفو الدوري الإماراتي من اللاعبين الأجانب أوراق اعتمادهم للجماهير والنقاد خلال ضربة البداية والجولتين الأولى والثانية، وأثبت اللاعب اللاتيني أنه يستحق ما يحصل عليه وإن كان الأداء لم يظهر بالشكل الكامل حتى الآن، ولكن ما قدمه هؤلاء يعكس مدى المهارات التي يتمتع بها هؤلاء اللاعبون· ويتصدر لائحة اللاعبين اللاتينيين 15 برازيليا ولاعبا واحد من تشيلي، إضافة إلى تواجد عربي لا بأس به ويعتبر الأكبر خلال السنوات الأخيرة، حيث تعاقدت الأندية مع 6 محترفين عرب و8 محترفين إيرانيين و5 لاعبين من أفريقيا· واللاعبون العرب، 5 من المغرب هم مروان زمامة (الشعب) وعبدالحق العريف (عجمان) وعيني (الوحدة) والعلودي (العين) ومراد الرافعي (الخليج)، ومصري واحد هو حسني عبد ربه (الأهلي)· كما يشهد دورينا حضور 7 محترفين إيرانيين، ما يعكس تراجعا في الحضور الإيراني الذي كان قويا الموسمين الأخيرين ولكنه مقبول في ظل الزحف البرازيلي، والإيرانيون هم: إيمان مبعلي (الوصل) وعنايتي ومعدنجي ونصرتي (النصر) وسامراه وكاظميان (عجمان) ورسول خطيبي ومهدي رجب (الظفرة)· وسيطرت الكرة اللاتينية الموسم الجديد لما يتمتع به اللاعب البرازيلي من قدرات ومهارات تجعله الأغلى والأفضل ومطمع الأندية في شتى بقاع الدنيا، ما جعل دوري الإمارات في نسخته الأولى للمحترفين بنكهة برازيلية يتوقع لها أن تمتع جماهير الكرة وعشاق الساحرة المستديرة، وبالتالي كان من الطبيعي أن تصب ملايين اليوروهات وأغلى الصفقات في مصلحة الكرة اللاتينية، والبرازيليون هم: باربوسا وبنجا (الوحدة) أندرسون ولوبيز وجان فيريرا (الشارقة) وباري وسيزار (الأهلي) وريناتو واسونساو (الشباب) روجيرو و اوليفيرا (الوصل) سوبيس وبيانو وروزيرو (الجزيرة) ودياز (العين)· وتقول لغة البورصة إن أسهم اللاعب البرازيلي ارتفعت ووصلت عنان السماء بعد أن سجل تواجده بشكل لافت للنظر سواء البرازيلي المتمثل في أبرز الأسماء مثل سوبيس لاعب الجزيرة ومتصدر قائمة الأسعار أو مواطنه باري مهاجم الأهلي أو بنجا لاعب الوحدة أو شيخ المحترفين البرازيلي أندرسون الذي استعاد عافيته بعد بداية غير موفقة في الأسبوع الأول أمام العين، إلا أنه تألق أمام الشباب وأحرز هاتريك أعاد أسهمه للحياة في بورصة الدوري الإماراتي، إضافة إلى البرازيلي اسونساو لاعب الشباب الذي قدم مستوى فنيا عاليا، وإن كان سقوطة أمام الشارقة أثار استياء الكثيرين ولكنه لاعب متميز في كل الأحوال· وعلى نفس المستوى سار التشيلي الساحر فالديفيا لاعب العين الذي كان صاحب أعلى أجر لولا تعاقد الجزيرة مع سوبيس، وسجل فالديفيا حضورا مميزا في المباراة التي شارك فيها، وأثبت أنه صفقة رابحة بكل المقاييس، ولولا الإصابة التي حالت دون مشاركته في المباراة الثانية لفريقه أمام الظفرة لواصل إمتاع الجماهير لأنه لاعب من هذا الطراز القادر على استخلاص الآهات في أي لعبة تصل إليه· وعلى النقيض، كان التواجد الإيراني والذي وإن كان جيدا من الناحية التكتيكية، إلا أنه لم يقدم أوراق اعتماد كتلك التي قدمها البرازيلي أو بقوة العاصفة البرازيلية التي أطاحت بكل شيء، ما أدى إلى تراجع أسهم الإيراني مقارنة بحضوره الطاغي في المواسم السابقة قبل أن يسحب البرازيلي البساط من تحت قدميه· وعلى الجانب الآخر، اكتفى السهم العربي بالوقوف في المنطقة الدافئة وسجل حضورا مقبولا وبالتالي استقر دون زيادة أو نقصان، واكتفى اللاعب العربي بالثبات وعدم المغامرة دون أن يرتفع سهمه أو ينقص، وزاد من حالة الثبات هذه أن معظم مراكز اللاعبين العرب تكيتيكة داخل الملعب· وعلى الرغم من التواجد الأفريقي الذي لا بأس به إلا أنه سجل غيابا في البورصة ما يعني أن حضوره كان غير لافت للنظر تماما حتى الآن· صراع وما بين مواقف المحترفين في الموسم الحالي ودرجة نجاح بعضهم أو فشل البعض الآخر، فالقريب من هؤلاء اللاعبين يدرك مدى الصراع الذي يعيشونه تارة للحصول على أعلى دخل أو ترضية من ناديه وأخرى من أجل البحث عن عقود أعلى وأفضل· وما بين الإيراني والبرازيلي يظل السؤال: أيهما سيربح الرهان ويكون فرس الرهان وصاحب الأداء الذي يضمن لفريقه تحقيق البطولات في صراع البطولة؟