سواريز يعتبر بطلاً في أورجواي و«شيطاناً» بأفريقيا

يبدو أن المهاجم الأورجواني لويس سواريز أصبح أكثر شخص مكروه في غانا، وربما في القارة الأفريقية بعد أن منع بيده دخول كرة منتخب غانا في مرماه وقام بدفعها من أمام المرمى ليحتسب الحكم ضربة جزاء ويطرده على إثرها. وكان هذا الموضوع هو حديث بعض وسائل الإعلام الأفريقية التي تحدثت كثيراً عن الفوز بالغش، وأن “الفيفا” يرفع شعار اللعب النظيف، بينما ما قام به لاعب الأورجواي يعتبر سرقة أمام أعين رجال “الفيفا”. وكتبت بعض الصحف عناوين مثيرة تتهم فيها اللاعب بالغش العلني، وأنه ما كان عليه أن يخرج ليتفاخر بالطريقة التي أخرج بها الكرة بيده من المرمى، على اعتبار أن هذا يتعارض مع مبادئ اللعب النظيف. وأطلقت إحدى الصحف على الطريقة التي قام بها سواريز بـ”يد الشيطان” وصحيفة ثانية أطلقت عليه “يد من الجحيم” على اعتبار أن الطريقة التي تصرف بها حطمت قلوب كل الأفارقة وتم اعتباره أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ مشاركة الفرق الأفريقية في كأس العالم. وخلال المسيرة الوداعية لمنتخب غانا أمس الأول في ساحة الميلروس ارش، قال أحد المسؤولين الغانيين إنه إذا كان لويس سواريز قد سرق من غانا بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي، فهو لا يستطيع أن يسرق شعور اللاعبين تجاه بلادهم، وأن هؤلاء اللاعبين هم الذين جعلوا القارة الأفريقية تشعر بالفخر، موجهاً الشكر لهم. ويبدو أن هذا الغاني وغيره من وسائل الإعلام الأفريقية نسوا أو تناسوا أنهم حصلوا على ضربة جزاء، وما قام به سواريز يعتبر أمراً مشروعاً عدا عن كونه أمراً غريزياً في الإنسان، كما يبدو أنهم نسوا أن جيان أسامواه هو الذي أضاع ضربة الجزاء، وربما كان من حسن حظ سواريز أنه لن يلعب المباراة القادمة أمام هولندا في الدور نصف النهائي، وذلك لعدم معرفة ردة فعل الجماهير الأفريقية عندما تراه في الملعب، ولكنه بالتأكيد ليس من حسن حظ الأورجواي. وفي المقابل، اعتبر ممثلو الصحف الأورجوانية في جنوب أفريقيا ما قام به سواريز نوعاً من أنواع البطولة على اعتبار أنه لم يكن لديه أي طريقة أخرى يمنع بها كرة دومينيك أدياه من ولوج الشباك، ودافع أحد الصحفيين الذين قابلتهم عن تصرف سواريز، حيث قال إنه أشبه بقيام مدافع بعرقلة المهاجم المنطلق نحو المرمى، وهو لا يستحق سوى العقوبة من الحكم، وقد حصل عليها سواريز بالفعل وهو ما لا يمكن وصفه بالغش أو بأنه يتعارض مع اللعب النظيف.