الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة ضد جرائم الكراهية في بريطانيا

26 ابريل 2012
فياز موغال مؤسس ومدير منظمة «فيث ماترز» سُجّلَت ألفا جريمة ضد جماعات دينية مختلفة في إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية عام 2011، حسب مقال نشر مؤخراً في البي بي سي. وهناك منظور متنامٍ، نتيجة لأحداث بارزة وتنامي الطرح المتطرف المعادي للمسلمين، يوضح أن المسلمين مستهدفون بشكل متزايد بهذه الهجمات. ورغم أنه من السهولة بمكان إلقاء اللوم على هيئات تطبيق القانون لعدم تعاملها مع هذه القضية، فواقع الأمر هو أننا بحاجة للتركيز بصورة أقل على إلقاء اللوم، وبشكل أكثر على كيف يمكن للمجتمع المدني وهيئات تنفيذ القوانين أن تعملا معاً للحصول على معلومات دقيقة حول الجرائم المرتكبة ضد المسلمين ومحاربتها. وفي الآونة الأخيرة أطلقت منظمة "فيث ماترز"، وهي منظمة مكرّسة لإيجاد تماسك مجتمعي بين الطوائف الدينية في المملكة المتحدة، جهداً لتحقيق ذلك الهدف بالضبط. وخلال السنتين الماضيتين، طوّرت المنظمة حملة "تل ماما" التي تدعم المسلمين الذين عانوا من جرائم الحقد في إنجلترا، وأوجدت معايير نستطيع من خلالها قياس وتحليل النقاط الساخنة حيث تقع هجمات كهذه. وتستخدم الحملة برمجيات الوصول إلى موارد الجماهير التي تخطط للأحداث في وقتها المحدد. الهدف هنا هو المساعدة على إمداد عملية تطبيق القوانين بمعلومات أكثر دقة حول أين تقع الهجمات، وتوجيه الضحايا نحو المنظمات التي تستطيع مساعدتهم. وتؤمن منظمة "فيث ماترز" أنه من الضروري والأساسي متابعة وتقصي الهجمات المعادية للمسلمين، لأن صانعي السياسة لا يملكون أية معلومات حولها، وليس هناك الكثير مما يستطيعون عمله لمجابهة جرائم الحقد في غياب معلومات دقيقة. وإضافة إلى ذلك، ومن خلال جمع البيانات والإعلان عنها، تستطيع المنظمة مساعدة الضحايا على التقدم ولعب دور في تقصي المشكلة، بدلاً من مراقبة الضحايا يتراجعون خوفاً، الأمر الذي قد يؤدي إلى العزلة ومشاعر الاستهداف والمجتمع المنقسم على نفسه. وعندما يتم تسجيل هجمة معينة من خلال حملة "تل ماما"، تظهر الهجمة في خريطة على الإنترنت، تحدد مكان الحادثة جغرافياً. إضافة إلى ذلك، يستطيع موظفو منظمة "فيث ماترز" الاتصال بأفراد ومن ثم الاتصال بحملة "تل ماما" من خلال الفيسبوك أو التويتر أو الرسائل النصية لبحث الحالة والتحقق من كونها حدثاً أو هجوماً معادياً للمسلمين. وإذا لم يكن الهجوم معادياً للمسلمين، فلن يُسجَّل، لكن سوف ترسل منظمة "فيث ماترز" الضحية، مسلماً كان أو غيره، إلى السلطات المعنية والهيئات الشريكة، مثل "فيكتم سابورت"، أو المنظمة الوطنية لضحايا الجرائم في المملكة المتحدة، أو "نيبورهود واتش" التي تربط الجاليات والشرطة، أو المنظمات الإرشادية... مع إحالة الهجوم إلى الشرطة للتحقيق بشكل صحيح. وقد أعربت جمعية رؤساء الشرطة وجمعية الشرطة المسلمين وشرطة ساري وجمعية الشرطة المسلمين في أسكتلندا جميعاً عن دعمها لمشروع "تل ماما". ولأن الجرائم ضد المسلمين ترتكز أحياناً على المظاهر الخارجية، تضم بيانات "تل ماما" كذلك هؤلاء الذين تعرّضوا للهجوم، لأنه جرى الاعتقاد بأنهم مسلمون. إضافة إلى ذلك، إذا كانت هناك هجمات ضد الأقليات داخل الجاليات المسلمة، مثل الأحمديين (وهم جماعة أسسها ميرزا غلام أحمد، القائد الديني الهندي الذي ادّعى أنه المهدي المنتظر)، تقوم "تل ماما" بالإبلاغ كذلك عن هذه الحوادث. وسوف تتمكن "تل ماما" بحلول ديسمبر 2012 من توفير أرقام فعلية حول الهجمات المعادية للمسلمين والمواقع الجغرافية والنقاط الساخنة وأنواع الحالات وغيرها من البيانات الكمية والنوعية، إضافة إلى تحليلات حول وجود جرائم أكثر في مناطق محددة. ويشكّل حجم البيانات وتوزيعها حول الهجمات المعادية للمسلمين عنصراً رئيسياً لتطبيق القوانين، ولمساعدة المجتمع المدني على العمل معاً لإنهاء جرائم الحقد. ويعتبر عمل مؤسسة الأمن المجتمعي (CST)، وهي منظمة تركز على أمن الجالية اليهودية في بريطانيا، مثالاً حول كيفية استخدام هذا الأسلوب في مجموعة دينية بعينها. ويظهر عملهم أن جمع بيانات كهذه فيما يتعلق بجرائم معاداة السامية لا يدعم فحسب اهتماماً مجتمعياً أوسع، وإنما يضمن كذلك أن يكون صانعو السياسة على وعي بحجم المشكلة. وبحلول ديسمبر 2012، سوف يكون لدى الناشطين العاملين في مجال إنهاء جرائم الحقد بعض الاثباتات الملموسة التي يمكنهم استخدامها لتطوير إستراتيجيات لمجابهة الهجمات المعادية للمسلمين عبر مزيد من العمل مع قوات تطبيق القانون وللثقافة العامة. نأمل أن يؤدي عمل "تل ماما" إلى توضيح حقيقة أن الهجمات المعادية للمسلمين تشكل مشكلة بالتأكيد، وتؤدي إلى تركيز أكبر على مجابتهما من خلال جهود من مختلف القطاعات. الهجمات ضد المسلمين أمر نحتاج لأن نقف ضده، فكل إنسان يستحق أن يعيش حياته حراً من الخوف وبكرامة. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©