الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان··· واستنتساخ التجربة العراقية

أفغانستان··· واستنتساخ التجربة العراقية
3 أكتوبر 2008 23:32
يوم الأربعاء الماضي، أعلن القائد الأميركي الأعلى في أفغانستان أن قوات منظمة حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' في أفغانستان تعتزم تكثيف هجماتها ضد زعماء وتجار المخدرات الذين يدعمون حركة التمرد، التي انتعشت خلال العام الماضي وتعد المسؤولة عن تزايد أعمال العنف· التصريح الذي صدر عن الجنرال ''ديفيد دي· ماكيرنان''، يكشف أن القوات الدولية في أفغانستان لم تحرز تقدماً على صعيد القضاء على محاصيل ''الخشخاش'' (يذكر هنا أن أفغانستان تعد المصدر الأول في العالم للخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون)· غير أن الجنرال ''ماكيرنان''، بربطه بين تجارة المخدرات ودعم التمرد، يكون قد رسم معالم ما قد يصبح دوراً مهماً ومتزايداً لقوات الولايات المتحدة و''الناتو'' ضمن الجهود الرامية إلى القضاء على مصدر من مصادر المال والسلاح بالنسبة لحركة التمرد· وفي هذا الإطار، يقول الجنرال ''ماكيرنان''، قائد قوات ''إيساف'' التابعة لــ''الناتو'': (أعتقد أن ثمة حاجة لانخراط أكبر في ''إيساف'' من أجل مساعدة الحكومة الأفغانية في جهود محاربة المخدرات)· والواقع أنه يحق لقادة ''الناتو'' دائماً أن يتخذوا الخطوات التي من شأنها ضمان حماية جنودهم· وفي هذا الإطار، يندرج ترخيص الجنرال ''ماكيرنان'' لقواته بشن هجمات على زعماء المخدرات الذين يساعدون حركة التمرد، حيث قال إنه سيأذن لقواته بمهاجمة زعماء المخدرات وجنودهم وبناهم التحتية، إذا تبين أن ثمة علاقة بينهم ودخول الأسلحة أو المتفجرات التقليدية أو المقاتلين الأجانب إلى أفغانستان· والجدير ذكره هنا أن بعض المنظمات غير الحكومية تحث قوات الأمن الدولية على لعب دور أكثر فاعلية في جهود محاربة زراعة ''الخشخاش''؛ إلا أن المسؤولين الأميركيين والأطلسيين يرفضون بشدة هذه المقترحات، ويقولون إنه من الضروري أن تُترك مثل هذه القرارات للحكومة الأفغانية، التي سيتعين عليها أن تطور طرق عيش بديلة للمزارعين· وحتى في هذه الحالة، أشار الجنرال ''ماكيرنان'' إلى أن قائد ''الناتو''، الجنرال ''جون جرادوك''، اقترح على التحالف رؤية ما إن كان يتعين إعادة النظر في مهمة ''الناتو'' في أفغانستان من أجل تحديد ''ما إن كانت هناك سلطات أكبر ينبغي أن يمارسها الحلف'' ضمن جهود محاربة المخدرات· وقال الجنرال ''ماكيرنان'' في واحد من المؤتمرين الصحفيين اللذين عقدهما هنا يوم الأربعاء: ''علينا أن نعمل على توسيع دعمنا ليشمل ذلك''· وقال في المؤتمر الصحفي ذاته إن القتال الذي يدور في أفغانستان اليوم ليس ضد ''طالبان'' و''القاعدة'' فحسب، وإنما أيضاً ضد ''مجموعة واسعة من المجموعات المحاربة التي تتحالف مع العصابات الإجرامية، ومع نظام تجارة المخدرات، ومع الفساد، الذي يشكل تهديداً وتحدياً لمستقبل هذا البلد العظيم''· وتوقع الجنرال أن تحصل ''طالبان'' على 100 مليون دولار على الأقل من عائدات الهيروين هذا العام· يذكر أن الجنرال ''ماكيرنان'' طلب رسمياً، خلال الأسابيع الأخيرة، تعزيز المهمة بثلاثة ألوية إضافية، أي زيادة تفوق بــ15000 الجنود الـ8500 الجدد الذين كان الرئيس بوش قد وافق عليهم من قبل· كما أشار إلى أن ثمة حاجة إلى مزيد من طائرات ''الهليوكوبتر'' أيضاً· وبينما ينكب القادة العسكريون والزعماء السياسيون على إعادة النظر في الاستراتيجية المتبعة في أفغانستان، عبَّر الجنرال ''ماكيرنان'' عن شكوك بشأن إمكانية تكرار العملية التي نجحت في العراق، والمتمثلة في تجنيد قوات قبلية للعمل إلى جانب قوات التحالف، في أفغانستان· فقد نجحت هذه العملية، خاصة في منطقة الأنبار، الواقعة غرب العراق وكان بمثابة قاعدة لحركة التمرد التي يقودها السنة· المسؤولون العسكريون الأميركيون استطاعوا إقناع الزعماء القبليين بدعم القتال الذي يخوضه التحالف ضد المتمردين· وفي هذا السياق، يقول الجنرال ''ماكيرنان'': ''إن الفرق في أفغانستان يكمن في ضرورة وجود جهود، أفغانية بالأساس، لإشراك القبائل''· وقال ''ماكيرنان'': ''إن النظام القبلي (في أفغانستان) يتميز بدرجة من التعقيد أكبر مما وجدت في العراق قبل سنوات··· وإضافة إلى ذلك، وجدت أن 30 عاماً من الحرب تركت آثارها على غالبية الشبكات القبلية الرئيسية الـ400 الموجودة في أفغانستان، كما قلت سابقاً، وبالتالي، فإن الكثير من تك البنية القبلية التقليدية قد تعطلت''· وقال الجنرال ''ماكيرنان''، الذي انتقد الجهود الباكستانية الرامية للحد من توافد المقاتلين الأجانب الذين يستعملون المناطق الباكستانية الحدودية لإطلاق هجماتهم على القوات المتحالفة في أفغانستان، إنه ''متفائل بحذر'' إزاء قدرة هجمات القوات الباكستانية على المحاربين في منطقة ''باجور'' القبلية على تقليص العمليات المتطرفة في المنطقة الأوسع، حيث قال: ''أعتقد أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الباكستاني وفيلق الحدود مشجعة وتبعث على التفاؤل''· كما أشاد الجنرال ''ماكيرنان'' بتعيين رئيس جديد لأهم وكالة استخبارات باكستانية، قائلاً إن المدير العام الجديد، الجنرال أحمد شوجا باشا، سيقوم على الأرجح بإصلاح الوكالة، التي قال عنها الجنرال إن لديها علاقات ''مؤسساتية وتاريخية'' مع ''طالبان'' وشبكات محاربين أخرى· توم شانكر وإيريك شميت محررا الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©