الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأكثر جمالاً

20 يناير 2017 22:53
صبحك الله بالخير، صباح الجمال. دردشة تدركين منها فيما بعد، أن الكلام موجّه إلى كل امرأة منذ ولادتها صعوداً إلى.. وأن الحكاية تبدو عن شيء كالعمر والشباب والجمال، ولماذا نعيش حالة تشبه الخرافة في حياتنا الاجتماعية، كالإيمان بعلاقة العمر بالشباب والجمال؟ وما هو الجمال الحقيقي؟ لكن ماهي إلا ثوان حتى تلوح أمامك صور وسير حياة خمس نساء. في الصورة الأولى، امرأة تجاوزت الخمسين، عاملة في صالون تجميل تحدثك عن نفسها.. أؤمن بأن التقدم في السن خرافة، وأن الجمال حالة ذهنية مزاجية، الحقيقة أنني أمارس الحياة من الداخل إلى الخارج، لا أؤمن بسحر مستحضرات التجميل، في النهاية هي مجرد شيء شخصي، أؤمن بالبساطة في مظهري! ثانية، وتتبعها أخرى تقول.. أنا فلانة في الثمانين من عمري أحرص على ممارسة الرياضة، وشيء آخر هو الإيمان بسحر التفكير الإيجابي المنعكس على البشرة وكل شيء!. هناك أيضاً«أنابيل» في الرابعة والتسعين تضيف.. مازلت أعمل في وظيفتي المحببة كموظفة استقبال. وقبل أن يسكت كل هؤلاء عن الكلام شبه المباح خشية ألا يصدقها أحد، تهتف أولاهن بهذه العبارة.. تواصلك مع داخلك يحدث المعجزات، وما عدا ذلك فهو مجرد خرافة اجتماعية يمارسها الآخرون على المرأة، وتمارسها المرأة أحياناً على نفسها!. تتداخل سير حياة هؤلاء النساء، وسيرة امرأة أخرى لتتسع دائرة النقاش حول العمر والشباب والجمال، عفواً، هناك نموذج آخر لدى «اليف شافاك» القاصة والروائية التي تقول «هذه هي وظيفتها في الحياة»، تختار نساء جميلات بقوة تفكيرهن، لتكتب سير من لم يتجاوزن الخرافة الاجتماعية فقط بل والمحرم، وهن في عمر متقدمة، لتبدو إحداهن أكثر جمالاً عندما تدرك أن ضعفها ضرب من الخرافة الثقافية، تقول شافاك «ومما تعلمته من جدتي أنك لو أردت أن تحطم أي شيء في هذه الحياة، فإن كل ما عليك عمله هو تطويقه بجدار سميك من العزلة وسيفسد من الداخل». في الأثناء، يتذكر أحدنا أن نظرة اليف شافاك إلى الجمال إنسانية، وأنها تعني بالبحث في العلاقة بيننا وبين ما حولنا، وما إن كان بوسع هذه العلاقة أن تزيدنا جمالاً، أو تغرس بداخلنا بذور الفساد، تقلص مساحة الخيال، تهيمن على عواطفنا وتصادر إنسانيتنا، فيزيد ذلك كلما أمعنا في البقاء بداخل «شرنقتنا الاجتماعية الثقافية». وأنت تقرئين شافاك تشعرين بأن نساءها ورجالها الكبار في السن الخارجين من الشرنقة، هم الأكثر جمالاً بما تمنحهم إياه من الوعي بأنهم أولاً جزء من الكون وليس المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©