الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تحديات تواجه الآباء وعلاجها يضمن عاماً دراسياً ناجحاً

تحديات تواجه الآباء وعلاجها يضمن عاماً دراسياً ناجحاً
29 أغسطس 2016 23:20
لكبيرة التونسي (أبوظبي) مع بداية العام الدراسي، يواجه أولياء الأمور العديد من التحديات والمشاكل المرتبطة بعدم انتظام نوم أبنائهم وعدم التزامهم بمواعيد تناول الأكل، ما يسبب شعورا بالقلق للأبناء وأولياء الأمور على السواء، ويمتد ذلك على مدار الأسابيع الأولى من العام الدراسي، قبل أن يصبح ذلك روتينا عاديا، ويمكن أن تمر هذه الفترة الانتقالية من دون أي معوقات تؤثر على سير العملية التعليمية، عبر الدعم الإيجابي وتدريب الأبناء على تحمل المسؤولية، وغيرها من الأساليب التي تضمن عاما دراسيا ناجحا، يتمناه كل من الآباء والأبناء على حد سواء. الراحة والسهر تقول سوسن عثمان، أم لثلاث أطفال في مراحل دراسية مختلفة، إن تعود أبنائها على السهر خلال الإجازة الصيفية الطويلة، جعلها تفقد السيطرة على أبنائها، موضحة أنهم تعودوا على الراحة والسهر ليلا واللعب بجميع أنواع الألعاب الإلكترونية من بلايستايشن وأيباد وهاتف نقال، ما جعلها تواجه صعوبة كبيرة في إيقاظهم أول يوم من السنة الدراسية، وتعترف عثمان أنها ارتكبت بعض الأخطاء، بحيث سمحت لهم باللعب دون قيود، ولم تنظم وقتهم في ظل انشغالها بعملها. من جهتها توضح فاطمة الساعدي، أنها مازالت تواجه صعوبة كبيرة في عدم انتظام ساعات النوم ليلا، ما يدفعهم لتعويض ذلك بعد العودة من المدرسة عصرا، موضحة أنها تحاول تلافي هذه الأخطاء خلال الأسابيع القادمة. فقدان الشهية وإذا كانت هذه معاناة بعض الأمهات المرتبطة بعدم الالتزام بساعات النوم، فإن بعض الأمهات الأخريات تعاني من فقدان شهية الأطفال وانقطاعهم عن تناول الوجبات الصحية والمتكاملة في اليوم، والتقليل من شرب الماء، وتعويض ذلك بالعصائر الجاهزة، وتقليص عدد الوجبات لوجبة واحدة أو اثنين خلال اليوم، وهذا ما تؤكده ميرا عبدالله، أم لأربعة أطفال، وتوضح أنها تحاول ملء حقيبة الطعام المدرسية بأطعمة متوازنة، لكنها تتفاجأ بعودة الأبناء للبيت بحقيبة لم ينقصها إلا القليل من الأطعمة، غير أنها تعتبر ذلك أمرا طبيعيا خلال الأسبوع الأول من الدراسة، يمكن تفاديه في الأسابيع القادمة عن طريق ضبط مواعيد النوم وتحبيبهم في الأكل بشتى الطرق. مشاكل متنوعة تقول مايا فليفل صيداني، اختصاصية علم نفس بالمركز الأمريكي النفسي والعصبي، إن العديد من الأسر تعاني مع بداية كل موسم دراسي جديد مع أبنائها من مشاكل متنوعة، ترتبط بعدم انتظام ساعات النوم، وعدم الالتزام بتناول الوجبات الصحية وشرب الماء، مؤكدة أن الكثير من الطلاب يشعر بالقلق من العودة إلى اليوم الدراسي الروتيني، وترك الإجازة والمرح وأيام الصيف الخالية من الضغط والمسؤولية، وتوضح أن العملية يجب أن تتم بسلاسة ومرونة، وذلك عن طريق تثبيت موعد نوم الطفل قبل المدرسة بأسبوعين على الأقل، على أن يتم ذلك تدريجياً. وتضيف، من الأفضل تعويد أطفالك على موعد مناسب للنوم قبل قدوم المدرسة، والعملية تسمى برمجة تدريجية، وذلك بتقديم موعد النوم ب 10 إلى 15 دقيقة كل ثلاثة أيام. كما يجب فك ارتباط الأطفال بالألعاب الإلكترونية بطريقة تدريجية، بتقليص مدة اللعب واتباع موقف صارم تجاه ذلك، مؤكدة على أهمية الألعاب والنشاط البدني، بحيث يتم تعويض هذه الأجهزة بنشاطات متوازنة وتشجيعهم على استبدال هذه الألعاب بالقراءة المسلية أو اللعب الجماعي أو الألعاب الجسدية وإعطائهم مهمات داخل المنزل. توتر وقلق من جهتها تقول الدكتورة سمره طاهر، اختصاصية العلاج النفسي السريري في المركز الأمريكي النفسي والعصبي، إن العديد من الأطفال يشعرون بالتوتر والقلق مع بداية الدخول المدرسي، وعزت ذلك إلى عدة عوامل منها البيئة جديدة، المعلم أو المعلمة الجديدة، المنهج الدراسي، والتوقعات التعليمية الكبيرة، مشيرة إلى أن موسم العودة إلى المدرسة عادة ما يكون نقلة نوعية، وسواء كان طفلك يشعر بالحماسة للعودة إلى المدرسة أو القلق، هنالك عدة خطوات يمكن للأهل القيام بها لتسهيل عملية الانتقال بأكبر قدر ممكن، منها العودة إلى روتين اليوم الدراسي قبل بدء العام الدراسي الجديد ببضعة أسابيع، يجب على الأهل إبقاء الطفل منشغلا بمزيد من الأنشطة التحفيزية التعليمية والبدنية، وبذلك يصبح العودة إلى الروتين الدراسي أقل إرهاقا وتوتراً. صداقات جديدة وتضيف طاهر، يجب التركيز على الجوانب الإيجابية، لأنه من المهم التحدث مع طفلك حول الجوانب الإيجابية للعودة إلى المدرسة، مثل لقاء أصدقاء قدامى، تكوين صداقات جديدة، بالإضافة إلى اللعب أثناء وقت الراحة، وغيرها من الأمور الإيجابية، وعندما يصاب الطفل بالتوتر ويرفض الذهاب إلى المدرسة، ننصح بتغيير الموضوع تلقائيا. على سبيل المثال، سؤال الطفل عن الأنشطة التي قام بها في ملعب المدرسة، سؤاله عن زميله الذي يجلس بجواره، أو ما إذا كان هناك زملاء جدد في الصف، وهكذا. كما يجب على الأهل إظهار الكثير من التعاطف والدعم من أجل تعزيز ثقة الطفل بنفسه. حيث إن توجيه الطفل بشكل صحيح والإشراف عليه من قبل شخص بالغ أمر في غاية الأهمية. نظام غذائي متوازن تقول مايا فليفل صيداني، اختصاصية علم نفس بالمركز الأميركي النفسي والعصبي: من التحديات التي تواجه الطلاب عند بداية الدخول المدرسي، اختلال النظام الغذائي لديهم، بحيث يرفضون في غالب الأحيان تناول وجبة الفطور، والاقتصار على شرب العصائر الجاهزة وبعض الوجبات الخفيفة الخالية من الخضراوات والفواكه، وهذه المسؤولية يتحملها أولياء الأمور والأم خاصة، التي يجب عليها تثقيف الأبناء على اتباع أسلوب صحي جيد على أن تكون هي القدوة، ويكون ذلك باستعمال عدة وسائل، منها قراءة مقالات للأطفال، ممارسة ألعاب تثقيفية ومشاهدة أفلام وثائقية حول التوازن في الغذاء، ومن المهم التشديد على شرب المياه الطبيعية، باتباع قوانين تمنع تناول المشروبات الصناعية وإلغائها من الحقيبة المدرسية، وتعويض ذلك بإضافة نكهات طبيعية للماء، مثل النعناع أو الفراولة أو الليمون أو أي من المنكهات الطبيعية التي تزيد طعما مختلفا للماء. اتخاذ القرار تورد الدكتورة سمرة طاهر، اختصاصية العلاج النفسي السريري في المركز الأميركي النفسي والعصبي، أن الدخول السلس للعام الدراسي، يحتاج من ولي الأمر أن يسمح للطفل بالمشاركة في عملية اتخاذ القرار حتى لا يشعر بأنه لا يستطيع السيطرة على الإطلاق أو التعامل مع المواقف المختلفة. ويجب أن تدع الطفل يتخذ قرارات حول ما الذي سيرتديه، شراء الأدوات المكتبية، واختيار وجبة الإفطار التي يرغب في تناولها، كل ذلك من شأنه أن يعطي لطفلك الشعور بالسلطة، كن مثالاً يحتذى به ومن المهم أن يكون الآباء والأمهات مثالاً يُحتذى بهم لأطفالهم، وأن ندرك أن الأطفال يتخذون العظة من والديهم، وبالتالي إذا رأى الطفل أن والديه يتكيفون بسرعة وبشكل إيجابي في حياتهم اليومية، سيكون من السهل على الطفل التكيف مع مختلف الظروف التي يعيشها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©