الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنها نهاية كرة القدم!

29 أغسطس 2016 23:13
يمكن أن يحسم سباق خيل بفارق أنف، ويكشف ذلك كاميرات الفوتوفينيش. وفى دورة ريو دي جانيرو حسمت ميداليات بفضل التكنولوجيا، كما حدث في سباق 200 متر عدو، حيث ظل المركز الثالث حائراً بين الفرنسي كريستوف لوميتر والبريطاني آدم جميلي ثم منحت البرونزية للفرنسي بفارق 3 في الألف من الثانية. والتكنولوجيا أصبحت جزءاً من الرياضة، فهي تكشف الانطلاق الخاطئ في سباقات السرعة بمعدل 4 آلاف مرة في الثانية بمكعبات بها أجهزة استشعار. والتكنولوجيا سجلت تساوي أرقام بعض السباحين عند خط النهاية. إذن هي ضرورة فرضها تطور القدرة البشرية.. إلا أن سيطرتها يمكن أن تُفقد الرياضة متعتها وإثارتها. خصوصاً في كرة القدم التي بات قرار تجاوز كرة خط المرمى من عدمه بيد حكم ديجيتال يسمى «عين الصقر»، وذلك مع شغفي بالصقور أسرع الكائنات في لحظة الانقضاض.. يمكن قبول ذلك النوع من التكنولوجيا، لكن قرار الفيفا السابق، والأخير باستخدام الفيديو كعامل مساعد في التحكيم يسلب الحكم البشرى جزءاً من سلطته، ويسحب من اللعبة الكثير من إثارتها، إذ من المقرر أن يستخدم الفيديو في مباراة ودية بين منتخبي إيطاليا وفرنسا بعد غد. بعد موافقة هيئة البورد التي تمنح صكوك الموافقة على التعديلات في قوانين كرة القدم، وهذا يعتبر تمهيداً للاستعانة بالفيديو في كأس العالم في روسيا. هناك انقسام بشأن تلك التكنولوجيا. فالعديد من المنتخبات والفرق ظُلمت بسبب قرارات خاطئة من حكام. فخسرت البرازيل أمام بيرو في كوبا أميركا بهدف سُجّل باليد. وخرجت أيرلندا من تصفيات مونديال 2010 بتمريرة من يد تيري هنري إلى زميله وليام جالاس. ولم يحتسب الحكم هدفاً صحيحاً سجله فرانك لامبارد في مرمى ألمانيا خلال نهائيات المونديال نفسه. وأخطاء الحكام يمكن تسجيلها في كتاب. وهذه القرارات غيّرت نتائج مباريات، ومنحت بطولات لفرق، وسلبتها من فرق. والحكم له عذره لأن قراره يصدر في غمضة عين ففي لحظة ما، يكون الحكم هو الرجل الوحيد في العالم الذي لا يستطيع أن يقول في هذه اللحظة: «لا أعرف»! إلا أن خطأ الحكم جزء من اللعبة ومن متعتها ومن إثارتها، ولكن كما قال بلاتيني في يوم من الأيام: نعم لتكنولوجيا خط المرمى، لكن قريباً نصنع تكنولوجيا التسلل، ثم تكنولوجيا منطقة الجزاء، إلى غير ذلك.. إنها نهاية كرة القدم بالنسبة إليَّ..!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©