الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاكم بأمر الله.. تاريخ شاهد على غرائب وبدع

الحاكم بأمر الله.. تاريخ شاهد على غرائب وبدع
9 مايو 2014 19:52
الحاكم بأمر الله أشهر خلفاء الدولة الفاطمية بمصر وأكثرهم إثارة للجدل حول سلوكه اليومي وسيرته التاريخية الحافلة بالأوامر المعدودة من الغرائب والعجائب. تولى الخلافة خلفاً لأبيه العزيز بالله في عام 386 هـ، وهو دون الحادية عشر من عمره، وظل تحت الوصاية إلى أن بلغ السادسة عشرة، وفي عام 391 هـ أصبح الحاكم بأمر الله مصدر رعب لكافة الموظفين بالدولة كبارهم قبل صغارهم. ذلك أن فترة الوصاية حفلت بإهانات شتى للصبي الصغير ومعها محاولات لفرض السيطرة عليه من قبل الوزراء من الخصيان والأقباط، وكذلك من كبار قادة الجيش من المغاربة زيادة على مؤامرات القصر التي قادتها أخته الكبرى سيدة الملك لتدجين الخليفة وتطويعه. حديقة القصر بدأ الحاكم بأمر الله خلافته بعد فترة الوصاية بتصفية الرجلين اللذين تنازعا الوصاية عليه، وهما برجوان الذي رأى نفسه الخليفة الفعلي، فأوغل في حصد الثروات والتمتع باللذات، ولم يأبه للخليفة الشاب حتى أنه كان يدخل عليه راكباً جواده وواضعاً نعله بوجه الحاكم بأمر الله، فقد أمر على نحو مفاجئ بقطع رقبة برجوان، وهو يتجوَّل معه في حديقة القصر. ثم أعقب بتصفية جسدية شاملة لكل رجال برجوان وأمر بقتل الوصي الثاني، وهو قائد الجيوش كتامة ابن عمار الملقب بأمين الدولة، وذلك بأيدي جند من المشارقة الذين أحنقهم مقتل سيدهم برجوان. أشاع الحاكم بأمر الله جواً من الرعب عندما أوعز لعيونه أنه يعلم ظهر الغيب ويعرف جيداً المفسدين في البلاد، ولذا عزم على جمع الحطب في شونة كبيرة لإحراقهم وكلما سرت شائعة بأن المقصود بالحرق هم طائفة من تجار أحد الأسواق أو بعض موظفي ديوان من دواوين الدولة سارع هؤلاء بالسير إلى قصر الخلافة يقبلون الأرض ويتعهدون بالإقلاع عن المخالفات التي يرتكبونها فيصدر سجل الحاكم بالعفو عنهم. احتكار السلع وبذات سلاح الترهيب قضى الحاكم بأمر الله على احتكار السلع فتوافرت الأقوات حتى في أوقات انخفاض النيل ولما لا وقد رأى الناس بالأسواق كيف مثل بمتولي الحسبة عندما قطع يده اليمنى في ذات مرة وأعقبها بالثانية في مرة أخرى وهو يمر معه بالأسواق قبل أن يأمر بقطع لسانه لأنه كذب في شأن معلوماته عن الأسعار والمخالفين لها من أهل الأسواق. أما الأوامر الغريبة التي تتحدّث المصادر التاريخية عن قيام الحاكم بأمر الله بها فهي جميعاً تأتي في إطار سعيه لمكافحة المفاسد وتدارك المخاطر وتحسين حياة الرعية. فأوامره بمنع خروج النساء للطرقات وصولاً لمنع صناعة نعالهن جاءت ضمن حزمة من الإجراءات التي اتخذها عقب انخفاض فيضان النيل لعامين متتابعين، وكان الحاكم يعتقد أن ذلك عقاب سماوي على بعض الذنوب، فأمر بإراقة جرار الخمور ومنع دخولها لمصر ومنع النساء من الخروج مساء للغناء والرقص على شاطئ النيل. أيضا كانت أوامره الصحية ترمي لمكافحة الأوبئة ومنها منع أكل الملوخية والأسماك التي لا قشر لها فضلاً عن قتل الكلاب التي كانت تنقل الأوبئة. إنارة الأسواق ومن أجل زيادة المعايش أمر الحاكم بأمر الله بإنارة الأسواق ليلاً وألزم أهل الأسواق وأصحاب المتاجر باستخدام الفوانيس والمصابيح ليتمكن الناس من شراء احتياجاتهم بعد صلاة العشاء، وهو ما أثار سخرية البعض من أن الحاكم منع العمل نهاراً، وأمر الناس بالسهر ليلاً، وهو أمر يجافي الحقيقة التاريخية. وقد ترك الحاكم بأمر الله وراءه الجامع الشهير باسمه عند سور القاهرة الشمالي، ويعد من أكبر المساجد الفاطمية بالقاهرة. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©