السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

300 غواص في مهمة لحماية البيئة البحرية

300 غواص في مهمة لحماية البيئة البحرية
9 مايو 2014 19:24
هناء الحمادي (أبوظبي) التلوث بالنفايات والمواد البلاستيكية خاصة، خطر أساسي على البيئة والإنسان، لكونها مواد غير قابلة للتحلل والتفكك، ومن بين هذه المخاطر تلويث البحار وتهديد الحياة في القاع، خاصة حين تبتلع تلك الكائنات البحرية الحية الدقيقة التي تعيش في المسطحات المائية لهذه النفايات وقد ينتهي الأمر إلى هلاكها، وحرصاً على سلامة النظام البيئي والكائنات البحرية وصحة الإنسان، انطلقت مجموعة من الشباب والبالغ عددهم 300 غواص متطوع، لتنظيف بعض الموانئ والجزر في دولة الإمارات. بروح الفوز وتحقيق إنجار جديد من خلال كسر الرقم العالمي في موسوعة جينيس، سعى المتطوعون بهمة واحدة وهدف واحد وبطعم الفوز، إلى تنظيف القاع من المخلفات الصلبة والبلاستيكية في قاع الميناء الحر، والميناء الحر الجديد، ميناء الصيادين، ميناء زايد وجزيرة داس، ضمن حملة «نغوص معاً لحماية بيئتنا البحرية»، التي نظّمتها شركة أبوظبي للموانئ بالتعاون مع شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية - أدما العاملة. وسعياً إلى بيئة بحرية نظيفة وجميلة في آن، شارك الغواص الإماراتي المحامي محمد الغفلي في حملة «نغوص معا من أجل حماية البيئة البحرية من أضرار المخلفات والنفايات»، ويصف تلك التجربة التطوعية التي كانت تهدف بالمقام الأول إلى نظافة قاع البحر من تلك المعادن البلاستيكية والمواد الصلبة، وكسر الرقم العالمي بعدد الغواصين المشاركين في حملة نغوص، بأنها تعد تجربته الأولى التطوعية للمساهمة في عمل توعوي بيئي للحفاظ على الحياة البحرية من مخاطر النفايات. وعن لحظة نزوله إلى قاع البحر يقول: خلال الحملة تم توفير عدد من القوارب الصغيرة التي تقوم بنقل 10 غواصين للنزول إلى قاع البحر ثم تنظيفه من كل ما يؤثر على الحياة البحرية العميقة، وبالفعل خلال 20 دقيقة، تم جمع ما يقارب 5 أطنان من المخلفات خلال غطسة واحدة، وتنوعت تلك المخلفات ما بين مواد بلاستيكية وعبوات زجاجية وغيرها الكثير من النفايات الأخرى التي تضر بحياة الكائنات البحرية. وحول الآثار السلبية الناجمة عن تلوث البيئة البحرية، يبين الغفلي أن تلك النفايات بالتأكيد لها تأثيرات ضارة على الكائنات والثروة البحرية، وأيضا على صحة الإنسان، مما يؤدي إلى إعاقة الأنشطة السياحية والاقتصادية والسياحية كالمصائد وأماكن الاستجمام والسباحة، كما يؤثر على الإخلال بالتوازن المائي والتوازن الحيوي. أما الغواص وليد عوض الذي أكد أن هذه المبادرة تعد من المبادرات المهمة التطوعية خلال رحلات الغواص التي مارسها كهواية مع زملائه الآخرين، حيث وجد خلال «حملة نغوص معا» تعاوناً من قبل جميع الجنسيات والأعمار المشاركة في حملة تهتم بنظافة البيئة البحرية من تلك النفايات والمخلفات التي يعد الإنسان أحد أسبابها، ويذكر أن المدة الزمنية التي استغرق الغوص بها في قاع البحر تراوحت بين 10و20 دقيقة، حيث تم جمع عدد كبير من مخلفات مواد صلبة وبلاستيكية ومعادن، وزجاجات المشروبات والتي تعد هذه المواد من أكثر الملوثات غير قابلة للتحلل ولا تستطيع البيئة البحرية استيعاب الملوثات البشرية والتأقلم معها. 300 غواص وبالنسبة لتفاصيل الحملة، يذكر الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للموانئ أن حملة «نغوص معاً لحماية بيئتنا البحرية» تمكنت من استقطاب 300 غواص متطوع من جميع أنحاء دولة الإمارات وجميعهم مطابقون للشروط المطلوبة الأمر الذي أسهم كثيراً في نجاح الحملة. وأضاف: تهدف الحملة إلى زيادة مستويات الوعي حول كمية الأنقاض والحطام البحري التي تتراكم في المياه الإقليمية للدولة، مثلما يحدث في جميع أنحاء العالم، ومدى تأثيرها على الحياة البحرية والبيئة الطبيعية للأحياء المائية، كما أن حماية البيئة البحرية أولوية بالنسبة لنا ومسؤولية يحملها الجميع، فالبحر مصدر رزق للكثيرين منا، من الصيادين وصولاً إلى جميع الشركات والمؤسسات التي تقدم الخدمات للأعداد المتزايدة من السفن السياحية التي تقصد أبوظبي. وبخصوص مشاركة الغواصين خلال الحملة يذكر الشامسي أن الهدف تحطيم الرقم العالمي الذي يتطلب أن يكون عدد الغواصين المتطوعين أكثر من 250 للمشاركة في الحملة، كما يشترط أن يحمل كل غواص شهادة متقدمة تؤهله للغوص، وأن يقوم بجمع أكثر من قطعة من الأنقاض البحرية، ومع استقطاب الحملة لـ 300 غواص متطوع من جميع أنحاء الدولة تم تسجيل رقم قياسي جديد، وأقيم حفل خاص بهذه المناسبة حضره ممثلون عن موسوعة جينيس للأرقام القياسية والرئيس التنفيذي لشركة أدما العاملة، علي راشد الجروان. 9 أطنان مخلفات وفي السياق ذاته، يذكر الشامسي أن أغلب المخلفات والنفايات التي تم جمعها خلال جولات الغطس في قاع البحر فقد تم جمع ما يقارب 9 أطنان من النفايات البحرية، وكما تبيّن من الحملة أنّ 80 بالمئة من المخلفات التي تتسرب إلى قاع البحر تأتي نتيجة لرمي الحطام المتبقي من عمليات البناء والإنشاءات الخاصة بالمرافق الصناعية والتجارية المتعددة، ومن بقايا المواد المشحونة في الحاويات بينما تمثّل مخلفات السفن ومعدات الصيد نحو 20 بالمئة من هذه المخلفات. ومنذ انطلاق الحملة الأولى عام 2012، فقد تكللت بالنجاح بمشاركة أكثر من 150 غطاساً جمعوا نحو 15 طنا من النفايات، وحققت الدورة الثانية لحملة الغوص التي اجريت تقدماً ملحوظاً في عدد الغواصين المتطوعين من جميع أنحاء دولة الإمارات، كما قام مركز إدارة النفايات بأبوظبي بإطلاق حملة توعية بيئية وجهها خصيصاً للصيادين، وشملت الحملة معلومات تخاطب المجتمع بلغات ثلاث هي العربية والإنجليزية والأوردو، بالإضافة إلى تقديم النصائح والأفكار التي توضح للصيادين كيفية التعامل مع النفايات البحرية والحفاظ على نظافة الموانئ في أبوظبي. وقامت شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية - أدما العاملة، الراعي الرئيسي لهذه الحملة، تقديم عرض يمثل حالة حقيقية لحادثة تسرب نفطي وتستعرض الخطوات العملية التي يجب اتباعها والإجراءات السليمة التي ينبغي اتخاذها في حالة حدوث التسرب النفطي. معرض يسرد مشاهد النجاح أشار محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للموانئ إلى أن الحملة استقبلت جميع المشاركين لزيارة معرض خاص الذي يسرد مشاهد النجاح التي تحققت خلال الحملة السابقة «الغوص معاً». وقدم المعرض من خلالها حقائق وأرقاما ومعلومات مهمة عن الشركات والهيئات المشاركة ومساهماتها تجاه أنشطة حماية البيئة والسياسات «الخضراء» الصديقة للبيئة التي تطبقها. وشهدت الحملة مشاركة هيئات ومؤسسات بارزة من بينها شركة بترول أبوظبي الوطنية - أدنوك، وبلدية أبوظبي، وشركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة «أدجاز» ومركز إدارة النفايات «تدوير»، وهيئة البيئة أبوظبي بالإضافة إلى شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة «جاسكو»، كما تميزت المناسبة بحضور المشاركين والداعمين من مؤسسات القطاع الخاص وحضور الرؤساء التنفيذيين بالإضافة إلى نشطاء ومتطوعين وعدد من الصيادين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©