قتل أربعة أشخاص بينهم شرطيان في باكستان أمس عندما حاول انتحاري استهداف رئيس حزب مشارك في الائتلاف الحكومي· وبالموازاة، قررت الأمم المتحدة إجلاء أبناء دبلوماسييها الأجانب في إسلام آباد بعد يوم من قرار بريطاني مطابق·
وصرح مسؤولون باكستانيون بأن أربعة أشخاص على الأقل بينهم شرطيان لقوا حتفهم أمس الخميس عندما حاول انتحاري استهداف زعيم الحزب الحاكم بإقليم الحدود الشمالية الغربية·
وفجّر انتحاري نفسه عند مدخل منزل أصفند يار والي زعيم حزب عوامي الوطني بقرية والي باغ التابعة لمنطقة شارسادا· وقال مسؤول -طلب عدم نشر اسمه- ''العديد من الجرحى ملقون على الأرض، قتل شرطيان ومدنيان''·
وروى رئيس الشرطة المحلية مالك ناويد أن الاعتداء الانتحاري جرى أمام منزل الضيوف التابع لاصفنديار والي خان حيث ''حاول انتحاري عبور البوابة الأمنية متجنباً تفتيشه''، واضاف: ''قبض عليه حارسان، لكنه حاول الهرب· عندئذ أطلق النار عليه، وما إن سقط أرضاً فجر نفسه''، موضحاً أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم، واحد منهم على الأقل هو عنصر في جهاز حراسة السياسي·
ولاحقاً، أوضح افتخار حسيني وزير الإعلام بالإقليم أن مسؤولي الأمن أوقفوا والي عندما كان يعتزم الخروج من المنزل· وأكد حسين ''السيد والي بخير''، مضيفاً: ''إننا كنا نتوقع وقوع مثل هذا الهجوم لأن زعيم حزبنا كان تلقى تهديدات من مسلحي طالبان''· وأرجع حسين الفضل في نجاة والي إلى الترتيبات الأمنية الدقيقة·
والحزب الوطني عوامي هو حزب علماني يدافع عن حقوق البشتون في المنطقة، وتعرض لعدد من الاعتداءات نفذتها طالبان على قادته وتجمعاته السياسية إبان حملة الانتخابات النيابية في 18 فبراير الماضي· وانضم الحزب إلى الائتلاف الحكومي الذي يقوده حزب الشعب الباكستاني الذي كانت ترأسه الراحلة بنظير بوتو قبل اغتيالها في 27 ديسمبر 2007 في عملية انتحارية قرب إسلام آباد·
على صعيد آخر، قررت الأمم المتحدة إجلاء أبناء دبلوماسييها الأجانب في إسلام آباد إثر التفجير الذي استهدف فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية في آخر سبتمبر، بحسب مسؤول في المنظمة الدولية· وصرح منسق نشاطات الأمم المتحدة في باكستان فكرت اكتشورا: ''رفعت الأمم المتحدة المستوى الأمني (···) مما يسمح بمغادرة أبناء الدبلوماسيين''، وأضاف ''في وسعهم إما الذهاب إلى بلد آخر أو العودة إلى بلدهم''·
وقال إن الأمم المتحدة ستتابع تطور الوضع وستخفض مستوى الإنذار ''حين نعتبر أنه لم يعد هناك خطر''·
وأعلنت بريطانيا أمس الأول أنها تنوي إجلاء أبناء دبلوماسييها في إسلام آباد، كما نصحت لندن رعاياها بتجنب الرحلات غير الضرورية الى إسلام آباد وروالبندي وكراتشي ولاهور وبيشاور ودعت البريطانيين الى تجنب النزول في الفنادق الدولية· وعلقت الولايات المتحدة في نهاية سبتمبر العمل خدمة منح تأشيرات الدخول في مكاتبها القنصلية في باكستان، مشيرة الى مخاوف امنية متزايدة·
وعززت السلطات الباكستانية الإجراءات الامنية في العاصمة بعد العملية الانتحارية التي نفذت في 20 سبتمبر بواسطة شاحنة مفخخة ضد فندق ماريوت واسفرت عن مقتل ستين شخصا واصابة اكثر من 260 بجروح·
وتشهد باكستان موجة من العمليات الانتحارية التي تنفذها حركة طالبان الباكستانية القريبة من القاعدة واسفرت عن سقوط نحو 1300 قتيل في اكثر من سنة·
عدد اليوم
