الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أجل قطرة ماء

5 يوليو 2010 21:07
آلاف النداءات والتوجيهات تم بثها وتوزيعها من قبل الجهات المعنية بالثروة المائية، تدعو المستهلك للتوقف عن هدر المياه، وقلة من المستهلكين لبت وتجاوبت مع النداء منذ بدء الحملات الإرشادية، ولكن تبقى هناك فئات لا تهتم ولن تهتم فالأمر بالنسبة لهم محطة، سوف تقضي تلك الفئات حاجتها التي جاءت من أجلها وترحل، ولكن البقية الباقية من مواطني الدولة ومن الدول الشقيقة تشارك في التجاوب مع النداءات بكل أريحية. إن شح المياه في الدولة ليس قضية تخص جهة ما ولكنها قضية قومية، ولها علاقة بأمن الدولة، فالماء أحد أسباب الأمن والأمان، إلى جانب أنها قضية عالمية تتعلق بالأمن المائي في العالم، خاصة أن هناك دولاً تعاني العطش وأطفال تلك الدول يموتون بسبب ندرة المياه، أو غير الصالحة للشرب، ولذلك ومن أبسط حقوق الأرض علينا أن نتقبل تلك القطع الصغيرة التي هي عبارة عن جهاز لتوفير قطرات الماء. إن 800 ألف لتر من المياه سنوياً للأسرة الواحدة ليس بالمقدار الهين، ولذلك يعد ترشيد الاستهلاك إسهاماً منا للأرض التي تعطي، وقد تحركت هيئات المياه لتركيب قطع توفير قطرات المياه، حيث تم البدء بالمساجد في الشارقة وتم توزيع قطع الحد من الاستهلاك والهدر، وستوفر تلك القطع حوالي أربعين في المائة من كمية استهلاك المياه. كما تم وضع لجان من المفتشين على تلك الدورات للتأكد من وجود القطع في أماكنها الصحيحة، إلى جانب المناشدات التي وجهت من أجل عدم التخلص من تلك القطع، لأن الجهل لدى بعض المستهلكين يجعلهم يعتقدون أن تلك القطع ربما ستؤدي إلى زيادة سعر الفاتورة، وبعضهم من الفئة غير المتعلمة ربما تصلها إشاعات خاطئة. ها هي إمارة أبوظبي تبادر إلى توفير المياه الثمينة بتركيب القطع الموفرة والتي تحد من الهدر في عشرات المنازل، ولكن نحن كمستهلكين بحاجة لحملات دائمة تذكر بأهمية قطرة الماء، وبالمصير الذي ينتظرنا إن لم نعمل بصدق وبأمانة في سبيل كل قطرة ماء، وكأبسط مثال لسنا بحاجة لغسل الإنترلوك ولا لرش المياه على التراب أمام المنازل، وأيضاً علينا منع الخدم من غسل السيارات باستخدام خرطوم المياه. أما الإجراءات الأخرى التي يفضل اتخاذها فهي مراقبة كمية المياه التي تستخدم في محطات غسيل السيارات، وأيضاً المياه التي تستخدم في الفنادق والأماكن الترفيهية، وكيف تستغل تلك المياه بعد أن تصبح غير صالحة للاستخدام.. هل تقوم تلك الجهات بتدويرها بالتنقية والتعقيم ويعاد استخدامها لذات الغرض في ذات المكان؟. علينا في النهاية واجب صون النعمة بالطريقة التي تبقيها للأجيال القادمة. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©