الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تغيرات جينية مسؤولة عن شيخوختك وطول عمرك!

تغيرات جينية مسؤولة عن شيخوختك وطول عمرك!
5 يوليو 2010 20:58
لطالما عبَّر العلماء عن اندهاشهم بهؤلاء المسنين النادرين الذين لا تمتد أعمارهم لأكثر من 100 سنة فحسب، وإنما يظلون أصحاء ونشطين حتى في السنوات الأخيرة من عمرهم. فما السر وراء ذلك؟ أهو نقاء العيش والجو؟ أهو تحليهم بالتفاؤل والإيجابية؟ أم هو شيء آخر في جيناتهم؟ كانت آخر دراسة مولتها الحكومة الفيدرالية الأميركية حول هذا الموضوع خطوة هامة نحو الإجابة عن هذا السؤال الذي حيَّر العلماء، وذلك من خلال إجراء مسحٍ لجينات عدد كبير من المسنين الذين عَمَّرُوا لأكثر من مئة سنة للتعرُّف على بصماتهم الجينية التي تبدو وثيقة الصلة بتمتع الشخص بطول العمر ودوام العافية. ثورة حقيقية يقول وينفريد روسي، نائب مدير المعهد الوطني لقسم طب المسنين وعلم الشيخوخة، الذي تكلف بتمويل البحث “هذا البحث ثورة حقيقية في عالم المسنين، إنه خطوة بالغة الأهمية ستساعدنا لا محالة على فهم العوامل البيئية والجينية المركبة التي تؤدي إلى التمتع بحياة صحية وعمر مديد”. وكان وسنفريد وآخرون نبهوا في وقت سابق إلى أن اتباع نمط حياة صحي، وعوامل بيئية أخرى هامة للغاية في تحديد أمد حياة الشخص، وأن الحاجة مازالت ماسة لإجراء بحوث إضافية لاستكشاف المزيد. ويشير هذا البحث وللمرة الأولى أن هناك تغيرات جينية خاصة هي التي تَهَبُ الشخص حياةً أطول من أقرانه. ويقول توماس بيرلز من كلية الطب بجامعة بوستون، والذي قاد فريق البحث الذي أجرى الدراسة المنشورة نتائجها في مجلة “ساينس”: “إن أمد العمر الاستثنائي ليس ذاك الشيء المغرِق في الإبهام بشكل يستعصي على الفهم، فقد أحرزنا تقدماً لا بأس به من حيث الكشف عن عنصر جيني أساسي لهذه الميزة المدهِشة”. اعتقاد خاطئ قام بيرلز وزملاؤه في أثناء الدراسة التي بدأت منذ 1995 وشملت 1,600 من المسنين الذين تصل أعمارهم 100 سنة أو أكثر في نيوإنجلند بتحليل جيناتهم. وأفاد بيرلز “قد يتساءل الكثيرون “حسناً، من يريد العيش 100 سنة؟!” لأنهم يعتقدون أن كل تقدم في العمر يلازمه مرض ما أو رذالة عمر من هم على عتبة الموت، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فلقد وجدنا في بحث سابق أن 90% من المسنين الذين يبلغ متوسط عمرهم 93 عاماً لا يعانون من أي عجز”. مسؤولية جينية لاحظ أعضاء فريق هذه الدراسة أيضاً أن أمد الحياة يطول لدى بعض العائلات دون غيرها، وهو ما يُؤشِّر إلى أن للأمر علاقة وطيدة بالجينات. وقارن الباحثون جينات 1055 مسنا مع جينات أشخاص آخرين بلغ عددهم 1267 شخصاً لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التعرف على أية عناصر فريدة تميز المعمرين عن غيرهم، وتمكنوا من التعرف على 150 تغيراً جينياً مرتبطاً على ما يبدو بأمد الحياة وقادراً على التنبئ بالعمر الذي قد يصله شخصٌ ما، والجزم بنسبة 77% ما إذا كان سيصل 100 سنة على الأقل. وتقول باولا سيباستياني، أستاذة الإحصائيات الحيوية بكلية الصحة العامة في جامعة بوستون والمساعدة في إنجاز الدراسة “إن القدرة على التحديد الدقيق لأمد حياة الشخص بنسبة 77% هي نسبة عالية جداً بالنسبة لنموذج جيني، وهذا يعني أن الخصائص التي نُعَايِنُها ذات أساس جيني قوي”. وعندما قام الباحثون بمزيد من التحاليل على التغيرات الجينية، تمكنوا من التعرف على 19 مجموعة من التغيرات مرتبطة بنماذج مختلفة من آماد الحياة. إذ تبين أن بعضها مرتبط بكبار المعمرين الذين استطاعوا عيش أطول فترة ممكنة، وبعضها الآخر مرتبط بأولئك الذين عَمَّروا سنوات طوال قبل أن يصابوا بأحد أمراض الشيخوخة مثل الخَرَف. ولاحظ الباحثون أيضاً أن النماذج لم تشمل غياب الجينات المعروفة بارتباطها بتزايد خطر الإصابة بأمراض الشيخوخة الشائعة من قبيل أمراض القلب والزهايمر. وتقول سيبستياني في هذا الصدد “هذه النتيجة مذهلة ومفاجئة جداً، وتشير إلى أنه لا توجد أية علاقة بين التقدم في العمر والقابلية المسبقة للإصابة بالأمراض». بصمات مشتركة وجد الباحثون خلال الدراسة ذاتها أن 40% من كبار المسنين الذين عاشوا ما لا يقل عن 110 سنوات كان لديهم ثلاث بصمات جينية مشتركة. وستسعى بحوث المرحلة القادمة إلى توسيع دائرة الفئة المستهدفة، بحيث تشمل مسنين من تجمعات سكانية مختلفة، وذلك للتعرف على الجينات المسؤولة وعمَّا تفعله. وأوضح الباحثون أنه “على الرغم من تفاعل الخصائص الجينية وتعقيد أنماط الحياة والبيئات، فإن هذه البحوث قد تقودنا إلى علاجات تساعد على إطالة آماد الحياة لدى الإنسان”. اعترافات مُثَبِّطة قال بيرلز “أتأمل في مدى تعقيد وتركيب هذا اللغز ويغمرني إحساس قوي بأن هذا لن يقود إلى علاجات تجعل الناس يعمرون أطول، وإنما قد يقود إلى الحد من أمراض الشيخوخة التي تفتك بالمسنين مثل الزهايمر”. وأفاد الباحثون أنه من السابق لأوانه قيام شركة ما بتسويق اختبار من هذا النوع لهذه الغاية. ويتساءل بيرلز “ماذا تقول عندما يخبرونك إنه ليس لديك بصمة جينية من البصمات المرتبطة بطول أمد الحياة؟ هل تذهب وتقوم بجميع أنواع المجازفات ثم تقول “حسناً، لقد استسلمت لنصيبي”؟ أم أن ذلك سيدفعك إلى القيام بكل ما يلزم للاعتناء بسلامة صحتك؟” وأضاف “أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات في هذا الصدد”. وأشار العديد من الباحثين إلى أن عدداً كبيراً من التغيرات الجينية التي عَرَّفتها الدراسة تمثل تحدياً غير مشجِّعٍ للباحثين الذين يحاولون التعرف على جينات خاصة ووظائفها. خبر سعيد وآخر تعيس يقول ليونارد جوارنتي، الذي يجري بحوثاً عن الخصائص الجينية لدى المسنين في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا “الخبر السعيد في هذا المقام هو أنه سيصبح من الممكن التعرف على مواضع الجينات المرتبطة بأمد الحياة في الصبغيات. أما الخبر السيء، فهو أن 150 من هذه الجينات المسؤولة غير قادرة على الإسهام إلا بقدر ضئيل للغاية في إطالة أمد حياة الإنسان. إن الأمر أشبه بكأس نصفه مملوء ونصفه الآخر فارغ. عن “واشنطن بوست” خلاصات ? على الرغم من تفاعل الخصائص الجينية وتعقيد أنماط الحياة والبيئات، فإن هذه البحوث قد تقود إلى علاجات تساعد على إطالة آماد الحياة لدى الإنسان. ? اتباع نمط حياة صحي وعوامل بيئية أخرى هامة للغاية في تحديد أمد حياة الشخص. ? سيصبح ممكناً في المستقبل القريب التعرف على مواضع الجينات المرتبطة بأمد الحياة في الصبغيات. ? إن 150 من الجينات المسؤولة غير قادرة على الإسهام إلا بقدر ضئيل للغاية في إطالة أمد حياة الإنسان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©