العروض تنهال على لاعبي أتلانتا وبوهانج وإستوديانتس

يبدو أن نسخة كأس العالم للأندية بالعاصمة أبوظبي والتي انتهت أمس الأول لا تزال تأتي بخيراتها على اللاعبين الذين شاركوا فيها وأمتعوا الجماهير بالأداء الراقي والعروض الجادة، ولم تكن النسخة التي فاز بها البارسا وشهدت تتويج العملاق الكتلوني إلا ساحة كبيرة وسوقا تسويقية كبيرة للأندية الراغبة في تدعيم صفوفها خصوصا قبل فترة الانتقالات الشتوية التي تقبل على الأندية بداية من يناير المقبل. ولم تخل بطولة أبوظبي من وكلاء اللاعبين ومسؤولي التسويق بالأندية الكبرى، الذين التقى «الاتحاد الرياضي» بعضا منهم واتفقت معظم الآراء على وجود أكثر من لاعب حقق نجاحا كبيرا وتمكن من جذب الأنظار إليه كسلعة رائجة خلال فترة الانتقالات الشتوية. وكشف الوكلاء عن بعض الأسماء ومنهم الأرجنتيني مارور باسيللي لاعب استوديانتس والبرازيلي لوكاس سيلفا لاعب أتلانتا والمكسيكي ماركيز زميله بالفريق إضافة لأكثر من لاعب بصفوف الفرق المختلفة، خاصة لاعبي فريق بوهانج حيث يتوقع أن يكونوا سلعا رائجة بسوق الانتقالات بالقارة الصفراء قبل انطلاق دوري أبطال آسيا التي تطبق فيها قاعدة 1+3 آسيوي. أكد إيزاك هونج وكيل اللاعبين الكوري الذي تابع النهائي من المدرجات أنه تلقى بالفعل عدة عروض للاعبين كوريين للاحتراف بدوريات اليابان والصين وبعض دول الخليج خاصة اللاعب تشوي هيو جن وزميله تشين هيونج مين، ولفت هونج أن لاعبين مثل بوسيللي ولوكاس وماركيز وغيرهم تنتظرهم عروض خليجية حال وافقت إدارات أنديتهم عليها خلال الفترة المقبلة. على الجانب الآخر، كشف ديفيد ستيمر وكيل شركة “دي إس” لتسويق اللاعبين بأوروبا والذي تواجد لمتابعة البطولة بأبوظبي، أن لديه عروضا للاعب الأرجنتيني باسيللي مهاجم استوديانتس بخلاف عروض أخرى للاعب في دوريات سويسرا وبلجيكا والنمسا للاعب المخضرم سولاري قائد وسط أتلانتا. أما عن الوكلاء المحليين بدورينا، فقد أكد وكيل اللاعبين المواطن وليد الشامسي أن البطولة قدمت العديد من المواهب القادرة على الاحتراف والنجاح في مختلف دوريات العالم، ولفت الشامسي إلى أن فرق اتلانتا المكسيكي وبوهانج الكوري واستوديانتس الأرجنتيني تعج بالمواهب وباللاعبين أصحاب المهارات والقدرات التي يسهل تسويقها. وأكد الشامسي أن أندية قطرية طلبت التعاقد مع لاعبين من مونديال الأندية بالعاصمة أبوظبي بخلاف أندية محلية بالدوري الإماراتي ولكنه لم يفصح عن أسماء تلك الأندية. وأشار إلى أن فترة الانتقالات الشتوية التي قاربت على الانطلاق ستشهد حركة غير مسبوقة في السوق لقرب انطلاق دوري أبطال آسيا من جانب إضافة لوفرة لاعبين على أعلى مستوى كشفت عنهم البطولة، ونفي وليد الشامسي أن يكون عائق الأزمة المالية العالمية مؤثرا بصورة كبيرة لافتا إلى أن سوق الانتقالات عرض وطلب. سلع رائجة وقدم مونديال الأندية لاعبين من الممكن وصفهم بالسلع الرائجة في سوق الانتقالات القادم سواء بالدوريات الخليجية أو غيرها من الدوريات الأوروبية والآسيوية، خاصة لاعبي فريق استوديانتس الأرجنيتني بطل أميركا اللاتينية الذي قدم عدة مواهب بالبطولة منها اللاعب المخضرم رودريجو برانيا، و يتميز نادي إستوديانتيس لا بلاتا على مر العصور بأنه معين لا ينضب من المواهب، والتي تبقى دائماً في حمى أسرته الكبيرة، حتى لو التحق هؤلاء اللاعبون فيما بعد بفرق أخرى بعد تخرجهم من أكاديمية النادي، ولعل هذا هو مكمن الصعوبة التي يجدها لاعبو هذا النادي الذين لم يولدوا فيه في دخول قلوب مشجعيه الغيورين. ولكن رودريجو برانيا وماورو بوسيلي كسرا هذه القاعدة عندما توجا مع الفريق بكأس ليبرتادوريس، وتحولا إلى بطلين في نظر جماهير النادي رغم أنهما ليسا من أبنائه، وكتب كلاهما سيفمونية رائعة مع الفريق خلال المونديال واستحقا أن يلفتا معا نظر الوكلاء والمتابعين من كافة الأندية سواء بأوروبا أو خارجها. واستهل رودريجو برانيا مشواره الكروي عام 1997 في صفوف فريق كيلميس المتواضع، في دوري الدرجة الثانية، ثم التحق بفريق الرديف لمايوركا الإسباني وعاد مرة أخرى إلى فريق كيلميس، قبل أن يلتحق بنادي استوديانتيس عام 2004، ويعوض هذا اللاعب تواضع قدراته البدنية بالمثابرة والتفاني التام، وسرعان ما نال عطف وحب جماهير مشجعي استوديانتيس بفضل قدراته الفائقة على التهديف والتضحية، وتحوله إلى الشريك المثالي لصانع الألعاب خوان سيباستيان فيرون في خط الهجوم. وأكد اللاعب البالغ من العمر 30 سنة، الذي استدعاه المدرب دييجو مارادونا في المباريات الأخيرة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، أنه لم يكن يتوقع أبداً حجم الإنجازات التي حققها في صفوف استوديانتيس كوصيف لبطل العالم رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر باللقب، وكان برانيا على وشك الهجرة إلى المكسيك للانضمام إلى نادي أميركا، إلا أن زميله فيرون وقادة النادي أقنعوه بالعدول عن هذا القرار.