الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحريري: نريد علاقات مميزة مع سوريا مبنية على الصراحة

الحريري: نريد علاقات مميزة مع سوريا مبنية على الصراحة
21 ديسمبر 2009 00:40
أنهى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس زيارة الى سوريا وصفها بـ”التاريخية”، اتفق خلالها مع الرئيس السوري بشار الاسد على “بناء المستقبل” و”فتح آفاق جديدة” بين بلديهما. وتخللت الزيارة ثلاثة لقاءات طويلة بين الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبناني على مدى يومين. وحرص الحريري في ختام زيارته الى العاصمة السورية على تأكيد انه جاء الى سوريا “كرئيس حكومة كل لبنان وليس كرئيس فريق سياسي”، وان “كل الفرقاء في لبنان يريدون بناء علاقات بين دولتين”. وعقد الحريري قبل مغادرته دمشق مؤتمرا صحفيا في مقر السفارة اللبنانية اعلن فيه ان هذه “الزيارة التاريخية ستفتح آفاقا جديدة بين البلدين”، داعيا الى “رؤية النصف المليء من الكوب وليس النصف الفارغ”. واضاف ان “المباحثات جيدة، ورهاننا على المستقبل”، معتبرا انه “لكي نبني المستقبل يجب التعلم من الماضي”. وقال الحريري في اول نشاط سياسي تشهده السفارة اللبنانية الحديثة في العاصمة السورية،”نريد ان نبني مستقبلا بين بلدين يفيد الشعبين والدولتين”. وتابع “اقول بصراحة، نريد علاقات مميزة مع سوريا تكون مبنية على الصدق والصراحة وعلى ان نحل الامور بشكل هادئ وصريح وغير استفزازي”. واكد الحريري ان المباحثات التي اجراها مع الرئيس السوري تناولت “جميع المواضيع التي تهم البلدين بشكل ايجابي”، بما فيها “ترسيم الحدود” الذي يطالب به لبنان وترفض سوريا ان يشمل مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها قبل انسحاب الجيش الاسرائيلي منها. واضاف انه تم التركيز على “التعاون الاقتصادي والتجاري على نطاق واسع وتحسين العلاقات بين المؤسسات والوزارات”، مشيرا الى الاتفاق على “خطوات عملية على الارض ليلمس الناس جدية العمل”. واوضح الحريري ان الزيارة تندرج في اطار اللقاءات الهادفة الى اتمام مصالحات عربية بدأها العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز في الكويت، وقال “لا شك ان السعودية لعبت دورا كبيرا ونحن نكمل هذه الاسس”. وردا على سؤال حول المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال الحريري، قال ان المباحثات لم تتطرق الى موضوع المحكمة، مشيرا الى ما سبق واكده الرئيس السوري “بان المحكمة صارت في المجتمع الدولي وهي تقوم بعملها وهذا ما نريده كلنا”. كما لم تتطرق الى موضوع الاستنابات القضائية معتبرا ذلك “موضوعا يحل من قبل الاجهزة المختصة”. وتأتي هذه الاستدعاءات في اطار شكوى تقدم بها المدير العام السابق للامن العام اللبناني اللواء الركن جميل السيد ضد “خمسة شهود زور” سوريين و”شركائهم اللبنانيين”، محملا اياهم مسؤولية اعتقاله لمدة تناهز اربع سنوات في قضية اغتيال الحريري. واثر المؤتمر الصحفي غادر الحريري دمشق التي كانت هذه زيارته الاولى لها منذ بدء عمله السياسي. وحرص المسؤولون السوريون على ابراز ما اسموه “الخروقات البروتوكولية” العديدة خلال الزيارة، بدءا من اقامة الحريري في قصر الضيافة المخصص لرؤساء البلاد والملوك. ومساء امس الاول، اصطحب الرئيس السوري بسيارته الحريري الى عشاء اقامه على شرفه في مطعم “آرت هاوس” الراقي في العاصمة السورية وحضره عدد من المسؤولين السوريين البارزين. ورغم الحشد الاعلامي الكبير الذي رافق الحريري والذي انضم اليه حشد من وسائل الاعلام العاملة في سوريا، اقتصرت المعلومات عن المحادثات على البيانات والتصريحات الرسمية، ولم يكشف عن التفاصيل. وقال محللون لبنانيون إن التحسن في العلاقات مع دمشق من شأنه أن يسد هوة الانقسام السياسي في بيروت، ويخفف من حدة التوتر الطائفي كما أن من شأنه أن يمنح الحريري النفوذ اللازم لاقرار إصلاحات اقتصادية وغيرها تأخرت طويلا في لبنان. مسؤولون لبنانيون: زيارة الحريري إلى دمشق خطوة شجاعة بيروت (كونا) - اعتبر مسؤولون لبنانيون أمس أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سوريا خطوة شجاعة تساهم في تعزيز العلاقات وفتح صفحة جديدة بين البلدين. وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان إن زيارة الحريري لدمشق تعد “خطوة شجاعة وكبيرة لأنه عرف كيف يعالج الأمور بحكمة ويفتح باب الحوار والوفاق والمشاورة والصداقة مع سوريا”. ووصف قبلان الحريري بالقول “هو رجل كبير تجاوز المحن وتحدى الصعاب وفتح قلبه على دمشق”. ورأى أن اللقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والحريري من شأنه أن يمهد لعودة العلاقات السورية اللبنانية إلى مسارها الصحيح، بما يعود بالخير على الشعبين والبلدين الشقيقين. من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص إن الحريري “كان شجاعا وقدم مصلحة لبنان العليا على أي اعتبار آخر”. وأعرب الحص عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بداية مرحلة جديدة من العلاقات المميزة بين البلدين. وكان رئيس (حزب الكتائب) أمين الجميل قد أشار في تصريح صحفي إلى أن الزيارة التي قام بها الحريري إلى دمشق زيارة طبيعية من أجل تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا بمعزل عن كل الظروف التي مرت بها العلاقات الثنائية بينهما. ولفت إلى تأييده لهذه الزيارة قائلا، “لا بد أن تكون خطوة أولى من أجل معالجة كل الإشكاليات التي تراكمت منذ سنوات”. واعتبر الجميل أن هذا اللقاء لن يثمر إلا إذا تضافرت الجهود على الساحة الداخلية وجرى تهيئتها لمواكبة ما ستسفر عنه من نتائج. أما النائب في كتلة (المستقبل النيابية) فؤاد السنيورة فقال “إن هذه الزيارة مهمة ونتوخى منها الخير ليصار إلى وضع العلاقة بين الدولتين على أسس سليمة ونامية”. من جهته اعتبر عضو كتلة (الوفاء للمقاومة) التابعة لـ (حزب الله) النائب حسن فضل الله زيارة الحريري إلى دمشق بأنها “تأتي في إطار مسار صحيح نشجعه ونحث عليه”
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©