واصل قطاع الاتصالات بالدولة، نموه خلال العامين الأخيرين مدفوعاً بالمنافسة بين مشغلي الخدمات بعد دخول المشغل الثاني وبدء تقديم خدماته في شهر فبراير من العام الماضي، وهو ما ادى الى زيادة مضطردة في عدد المشتركين بالخدمات ومعدلات الانتشار لتكون من بين الاعلى عالمياً·
وبعد ان ظلت ''اتصالات'' المسيطر الوحيد على القطاع لاكثر من 30 عاماً، شكل دخول المشغل الثاني ''دو'' نقطة تحول بالقطاع، حيث ارتفعت نسبة انتشار الهاتف المحمول من حوالي 120% مع بداية العام الماضي، إلى اكثر من 170% حالياً، ويتوقع ان تقترب من 200% مع نهاية العام الحالي، إضافة إلى الزيادة في اعداد المشتركين بالخدمات المختلفة مثل الخطوط الثابتة والانترنت وغيرها·
وبحسب آخر الاحصائيات، بلغ عدد المشتركين في خدمات الهاتف المتحرك بالدولة حوالي 9,1 مليون مشترك، وبلغ عددهم لدى ''اتصالات'' حوالي 6,83 مليون مشترك بنهاية النصف الاول من العام الحالي، ومن المتوقع ارتفاعهم الى حوالي 7 ملايين مشترك بنهاية العام، فيما ارتفع عدد المشتركين لدى ''دو'' الى حوالي 2,3 مليون مشترك في النصف الاول، ومن المتوقع ان يرتفع عدد المشتركين بالدولة إلى 10 ملايين مشترك خلال الاشهر القادمة·
وبحسب هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، التي تم انشاؤها للاشراف على القطاع بعد دخول المشغل الثاني للخدمات، سجلت أسعار الخدمات في قطاع الاتصالات انخفاضاً بنسبة 15% في المتوسط منذ بدء تشغيل خدمات ''دو'' حتي اواخر شهر مايو الماضي، وهو الامر الذي ذكرته هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في وقت سابق، كما اكد عاملون في القطاع ان الاسعار مرشحة لتسجيل المزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة·
وتتراوح حصة ''اتصالات'' من السوق المحلي بين 76% و77%، فيما تمكنت ''دو'' من الاستحواذ على ما يتراوح بين 23% و24%·
وتأتي حصة ''دو'' في السوق المحلية بما يفوق التوقعات التي كانت سائدة عند اطلاق خدمات الشركة في العام الماضي، والتي كانت تتوقع ان تصل حصتها من السوق إلى 30% خلال السنوات الثلاث الاولى للتشغيل، حيث ''تقترب'' من تحقيق تلك النسبة خلال الفترة المقبلة· وتركز خطط الشركة في الوقت الراهن على تعزيز تواجدها في السوق المحلي، حيث أكد مسؤولو الشركة في اكثر من مناسبة عدم وجود خطط في المدى المنظور لاي استثمارات خارجية، وان تركيزهم ينصب على السوق المحلي وزيادة حصة الشركة فيه وتحسين خدماتها للهواتف المتحركة والثابتة·
ولا يقتصر نمو الشركة على عدد العملاء وحصتها من السوق، فقد اظهرت النتائج المالية للنصف الاول من العام، انخفاضاً في خسائر الشركة إلى 105,5 مليون درهم مقارنة بحوالي 496,7 مليون درهم في النصف الاول من العام الماضي، وهو ما يعني ان الشركة اقتربت من تحقيق ارباح مالية في فترة قد تسبق التوقعات السابقة التي كانت تتراوح بين عامي 2009 و·2010 وفي الجانب الآخر، لا تزال ''اتصالات'' تتمتع بموقع ''قوي'' في السوق المحلي بالرغم من تزايد حصة منافستها، وتبرز النتائج المالية الايجابية للشركة ومحافظتها على نسب نمو جيدة خلال النصف الاول من العام الحالي، استمرار النمو والتوسع القوي بالرغم من المنافسة·
وبالرغم من اتساع حصة ''دو'' في السوق المحلي، تمكنت ''اتصالات'' من تحقيق نمو في أرباح النصف الاول من العام الحالي بنسبة 37,1%، مسجلة 5,118 مليار درهم في الارباح الصافية عن الفترة المذكورة مقابل 3,732 مليار درهم عن الفترة المماثلة من العام الماضي، مما يعكس اداء قوياً بالرغم من المنافسة· وإلى جانب تعزيز وجودها في السوق المحلية، تراهن ''اتصالات'' الى حد بعيد على عوائد استثماراتها في الاسواق الخارجية، حيث زادت استثماراتها الخارجية الى 17 سوقاً تعمل فيها حالياً، بعد استحواذها على مؤخراً حوالي 45% من أسهم شركة الاتصالات الهندية المحدودة الخاصة ''سوان تيليكوم'' من خلال شراء نسبة من أسهم الشركة المطروحة للبيع حديثاً بقيمة 900 مليون دولار·
كما اعلنت ''اتصالات'' قبل ايام عن اعتزامها تنفيذ عملية استحواذ جديدة قبل نهاية العام الحالي من خلال شراء شركة تعمل بالشرق الاوسط، كما تستعد الشركة ايضا لبدء خدماتها في نيجيريا من خلال شراكة استراتيجية مع شركة مبادلة للتنمية، ويتوقع ان تنطلق في الربع الاخير من العام الحالي، وتتركز عمليات الشركة في مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا، وتتوقع ان تصبح بين اكبر 10 شركات اتصالات في العالم قريباً· كما تعمل ''اتصالات'' ايضاً على تحسين كفاءة شبكاتها الحالية داخل الدولة وتنفذ خططاً تستهدف تخفيض التكاليف التشغيلية في خدماتها، وتؤكد اهتمامها بالسوق المحلية وان قيامها بتنفيذ استثمارات خارجية لن يكون على حساب نوعية وجودة الخدمات المقدمة في السوق المحلي·
كما تعمل الشركتان حاليا على خطط لتوسعة وتحديث شبكاتهما للهاتف المتحرك، خصوصاً ان الطلب على هذه الخدمات شهد زيادة مكثفة خلال السنوات الاخيرة، وارتفعت اعداد المشتركين من 5 ملايين شخص إلى أكثر من 9 ملايين شخص خلال نحو ثلاث سنوات·
ويتجاوز معدل انتشار الهاتف المتحرك في الدولة 170% من عدد السكان، وتعد هذه النسبة من اعلى المعدلات في العالم، فيما تتراوح نسبة انتشار خدمات الانترنت بين 40% و50%، بينما يتوقع مشغلون للخدمات ان يرتفع معدل انتشار المتحرك الى 200% بنهاية العام الحالي، فيما يتوقعون ان تصل معدلات انتشار الانترنت الى 100% خلال 3 سنوات·
وبعيدا عن الخطط المالية لمشغلي الخدمات، تعمل الشركتان على رفع نسب التوطين في كوادرهما البشرية خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك تحت اشراف ومتابعة من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، حيث تقوم خطط الشركتين على رفع معدلات التوطين الى 50% بحلول العام ·2010 وتمكنت ''اتصالات'' خلال سنوات تشغيلها من تحقيق نسب جيدة في توطين وظائفها، وفي يونيو الماضي شكل مواطنو الدولة حوالي 42% من اجمالي الموظين بالشركة من خلال اكثر من 4000 موظف، فيما بلغت نسبة المواطنين في ''دو'' حوالي 22% وترتفع النسبة في الوظائف العليا الى حوالي 40% خلال يونيو، وتخطط الشركة لتوطين نصف موظفيها بحلول 2010.
عدد اليوم
