السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيت الأبيض يرجح استخدام الأسد غاز «السارين» ضد المعارضة

البيت الأبيض يرجح استخدام الأسد غاز «السارين» ضد المعارضة
26 ابريل 2013 14:28
عواصم (الاتحاد، وكالات) - رجح البيت الأبيض، أمس، أنه من المرجح أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة «على نطاق ضيق»، ولكنه شدد على أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لا تزال غير متأكدة بنسبة 100% من ذلك. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم السلاح الكيماوي مرتين ضد مسلحي المعارضة، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع تشاك هاجل في وقت سابق أمس، أن المخابرات الأميركية «تؤكد بدرجة ما من الثقة»، أن سوريا استخدمت هذه الأسلحة المحظورة على نطاق محدود، خاصة غاز السارين. بالتوازي، قال مسؤول بالبيت الأبيض في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إن واشنطن ستتشاور مع حلفائها بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها إذا تأكدت من أن الحكومة السورية تجاوزت «الخط الأحمر» الخاص باستخدام الأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن «الخيارات كافة» مطروحة على الطاولة في الملف السوري، وذلك بعد أن أشار البيت الأبيض للمرة الأولى إلى احتمال استخدام دمشق سلاحاً كيماوياً. في الأثناء، اعتبر العديد من النواب الأميركيين أن «الخط الأحمر» تم تجاوزه في سوريا بعد الإعلان أن الحكومة الأميركية تعتبر أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية، بينما قال السناتور الجمهوري جون ماكين لصحفيين «رئيس الولايات المتحدة قال إنه إذا استخدم الأسد أسلحة كيماوية فهذا الأمر سيغير كل شيء وسيشكل تجاوزاً للخط الأحمر.. أعتقد أن المؤكد أنه تم تجاوز الخط الأحمر». من جهتها، أكدت بريطانيا أن لديها أدلة «محدودة ولكن مقنعة» على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بما فيها غاز السارين، بحسب وزارة الخارجية البريطانية أمس، مبينة أنها وحلفاءها «مستعدون تماماً» للتعامل مع «تحديات» الأسلحة الكيماوية إذا قرر النظام السوري استخدامها. وتحقق أجهزة الاستخبارات الأميركية في الأنباء القائلة إن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية، وهو ما قالت واشنطن إنه يتجاوز «الخط الأحمر»، ويمكن أن يؤدي إلى احتمال القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري. وقال البيت الأبيض أمس، إن الولايات المتحدة تعتقد بدرجة ما من الثقة، أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية على نطاق محدود، لكنه أضاف أن الرئيس باراك أوباما يحتاج إلى حقائق «مؤكدة وجديرة بالثقة» قبل التصرف، بناء على تلك التقييمات. ويقرب الإفصاح الذي قدمه كل من البيت الأبيض في رسالة إلى الكونجرس ووزير الدفاع تشاك هاجل في تصريحات للصحفيين، الولايات المتحدة من إعلان أن دمشق تجاوزت «الخط الأحمر» الذي حدده أوباما بشأن التدخل بدرجة ما أعمق في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. لكن البيت الأبيض أشار في رسالته للمشرعين إلى أنه جاهز للرد. وقال ميجيل رودريجيز مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض في رسالة إلى المشرعين «الإدارة مستعدة لكل الحالات الطارئة حتى نتمكن من الرد بشكل ملائم على أي استخدام مؤكد للأسلحة الكيماوية، بما يتفق مع مصلحتنا الوطنية». وذكر البيت الأبيض أن التقييمات التي تقول إن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية وتحديداً غاز السارين، استندت في جانب منها إلى عينات فسيولوجية. وقال هاجل للصحفيين «تجري المخابرات تقييماً للمعلومات حول هذا الموضوع منذ فترة، والقرار بالتوصل إلى هذه النتيجة اتخذ في الساعات الأربع والعشرين الماضية». وأكد البيت الأبيض أن معلومات المخابرات وحدها لا تكفي نظراً للمخاطر التي ينطوي عليها الأمر. وأضاف «الحقائق التي تمنحنا قدراً من اليقين ستوجهنا في صنع القرار». وأعلن هاجل أن الولايات المتحدة لا يمكنها التأكد من مصدر الأسلحة الكيماوية، لكنها تعتقد أن من المرجح بشدة أن يكون أي استخدام لها مصدره نظام الأسد. من جهته، أكد مسؤول دفاع أميركي أمس، أن بلاده ليست على وشك شن عمل عسكري ضد النظام السوري رغم تقارير أجهزة الاستخبارات التي رجحت استخدام قوات الأسد أسلحة كيماوية. ورغم أن الجيش الأميركي أعد خطط طوارئ خاصة بالنزاع في سوريا، إلا أن مسؤولين يرافقون وزير الدفاع الأميركي هاجل في جولته الشرق أوسطية ألمحوا إلى أن شن عمل عسكري ضد نظام دمشق، ليس مؤكداً على الأقل في الوقت الحالي. وصرح مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته للصحفيين «عملنا يقتضي تقديم الخيارات إلى الرئيس عند طلبه». إلا أنه قال إن «تقديرات أجهزة الاستخبارات لا تؤدي تلقائياً إلى اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة، يجب الانتباه إلى هذا في هذه الحالة». وفي إشارة إلى الفشل الاستخباراتي الكارثي قبل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أكد المسؤول أن البيت الأبيض سيتوخى الحذر ولن يسمح لتقارير الاستخبارات بأن تؤدي إلى اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية. وذكرت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي «تشير أجهزتنا الاستخبارية بدرجات متفاوتة من الثقة، إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية على نطاق ضيق في سوريا، وبالتحديد عنصر السارين». وأوضح المسؤول أن عبارة «درجات متفاوتة من الثقة» تستخدمها أجهزة الاستخبارات لتشير إلى وجود خلاف بين أجهزة الاستخبارات المختلفة. إلا أنه قال إن هذا التقييم يعكس درجة من التأكد أن دمشق أطلقت على الأرجح، عناصر كيماوية بما يتعدى مجرد الاشتباه. وأضاف «توجد مؤشرات قوية جداً في هذه المرحلة إلى أنه تم استخدام سلاح كيماوي في سوريا». وأضافت هايدن أنه «نظراً للمخاطر التي يتضمنها ذلك، وبناء على ما تعلمناه من خبرتنا الحديثة، فإن التقديرات وحدها ليست كافية». وتابعت أن تقييم الاستخبارات الأميركية يستند «جزئياً إلى عينات فعلية»، إلا أنها أضافت أن سلسلة الأدلة «ليست واضحة، ولذلك لا نستطيع أن نؤكد كيف حصل التعرض وفي أي ظروف». وحتى الآن، تشير الاستخبارات الأميركية إلى أن «نظام الأسد يواصل الاحتفاظ بهذه الأسلحة وأظهر استعداداً لتصعيد استخدامها المريع العنيف ضد الشعب السوري». مع ذلك، أكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن «الخيارات كافة» مطروحة في الملف السوري بعد أن أشار البيت الأبيض للمرة الأولى إلى احتمال استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. وكان محلل كبير في الاستخبارات الإسرائيلية، قال مطلع الأسبوع المنصرم، إن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية مراراً في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين. ونفت دمشق أن تكون قد استخدمت السلاح الكيماوي. وبدورها، قالت الرئيسة الديمقراطية للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينستاين «أنا قلقة جداً ..من الواضح أن هناك (خطوطاً حمراء) تم تجاوزها وأنه ينبغي القيام بعمل لمنع استخدامها على نطاق أوسع»، داعية مجلس الأمن الدولي «بما فيه روسيا» إلى التحرك. بالتوازي، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية «لدينا أدلة محدودة ولكن مقنعة من مصادر مختلفة تظهر استخدام كيماوي في سوريا بما فيها السارين». وأضاف «هذه مسألة تثير القلق البالغ. استخدام الأسلحة الكيماوية هي جريمة حرب». وأضاف «لقد اطلعنا حلفاءنا وشركاءنا والأمم المتحدة على هذه المعلومات، ونعمل بشكل نشط للحصول على معلومات أكثر وأفضل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©