الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

“بوينج” تنتقل من تجربة “دريملاينر” إلى مرحلة الانتاج التجاري

“بوينج” تنتقل من تجربة “دريملاينر” إلى مرحلة الانتاج التجاري
20 ديسمبر 2009 22:30
أثبتت أولى رحلات “بوينج 787 المسماة “دريملاينر” الثلاثاء الماضي نجاح الشركة بعد تأخيرات استغرقت سنتين. غير أن التأخيرات المتكررة وضعت “بوينج” في مأزق زمني حرج، إذ ينبغي عليها الآن أن تحول النموذج الأولى المنطوي على أحدث ما توصلت إليه صناعة الطائرات المدنية إلى إنتاج بالجملة مجز تجارياً. ويقول رئيس “بوينج” ومديرها العام التنفيذي جيم كانيرني إن تعجيل خط الإنتاج يشكّل تحدياً كبيراً حيث تعتزم “بوينج” إنتاج سبع طائرات من “دريملانير 787” كل شهر بحلول عام 2011 ثم عشر طائرات منها بحلول عام 2013. وسيكون لقدرة الشركة على تحقيق ذلك الهدف آثار هائلة على صناعة الطيران التجاري على الصعيد العالمي. ولن يبدأ موردو “دريملانير” البالغ عددهم أكثر من 300 مورد عالمياً في استرداد أموالهم إلى أن يتم تسليم الطائرات لزبائنهم. وقد تضرر بالفعل العديد من الموردين جراء التأخيرات الماضية، وتعول شركات الخطوط الجوية وشركات تأجير الطائرات التي طلبت حتى الآن 865 طائرة من “دريملانير 787” على وفاء “بوينج” بهدف خطة إنتاجها الجديد بحيث يتاح لها تخطيط الرحلات والخدمات.وقد سببت التأخيرات لـ”بوينج” خسائر كبيرة. يذكر أن “بوينج” تعد أكبر مصدر طائرات أميركي وطالما اعتبرت رمزاً للبراعة الهندسية الأميركية، فالشركة العملاقة المتمركزة في شيكاجو سجلت خسائر في الربع الثالث بلغت 1,6 مليار دولار عقب خفض رأسمالي بلغ 3,5 مليار دولار يعزي إلى مشاكل في جدول تسليم “دريملانير” وطائرة نفاثة أخرى ونجم عن عدم الوفاء بالتسليم في التواريخ المحددة تكبد الشركة لغرامات تأخير واهتزاز ثقة الزبائن والمستثمرين بالشركة. رغم ذلك تراهن “بوينج” على هذه الطائرة الجديدة فهي أول طائرة نفاثة تجارية، يبنى نصفها من مادة مركبة مصنوعة من ألياف كربونية تجمع بين القوة وخفة الوزن، وتؤكد الشركة أن هذه المادة ستجعل دريملانير أكثر توفيراً للوقود وأكثر متانة وتحملاً من الطرز الراهنة. وهذه الميزة المنتظرة جذبت العديد من الزبائن، حيث تلقت الطائرة “دريملاينر 787” البالغ ثمنها أكثر من 160 مليون دولار طلبيات شرائها قبل رحلتها التجريبية الأولى فاق عددها أي طائرة نفاثة سابقة. وبكافة المقاييس لا يعتبر إنتاج سبع طائرات في الشهر سهلاً، فبعد 14 عاماً من إنتاج الطائرة طراز 777 الأكبر حجماً والمصنوع غلافها الخارجي من الألمونيوم، لم تتمكن “بوينج” إلا هذا العام فقط من تسليم أكثر من سبع طائرات من ذلك الطراز كل شهر. والأهم من ذلك أن الطائرة “دريملانير 787” تعتبر أول طائرة تحاول فيها بوينج تصنيع معظمها من مادة مركبة، ما يعتبر طفرة ابتكار جديدة أدت فعلاً إلى بعض المشاكل الفنية العرضية، وكانت بوينج قد أرجأت فجأة في شهر يونيو ما كان يفترض أن يكون الرحلة التجريبية الأولى وكشفت آنذاك عن تعرض مادة الكومبوزيت في المنطقة التي يلتقي فيها الجناحان مع جسم الطائرة للتلف، وقد استغرق إصلاح هذه المشكلة نحو ستة أشهر. وستخضع “دريملانير 787” لبرنامج فحوص طيران كاملة قبل أن تجيز وزارة الطيران الاتحادية للطائرة بنقل ركاب. يذكر أن منافسة “بوينج” الأوروبية شركة “إيرباص” واجهت مشاكل تصنيعية خلال فترة تجاربها على طائرتها سوبر جامبو إيه 380. ويقول رئيس تنفيذي “ايرباص” توم إندرز إن “إنطلاق الطائرة في الجو هو الجزء الأسهل أما عملية تصنيعها بالجودة اللازمة والأعداد المطلوبة في الأوقات المتفق عليها هو الجزء الأصعب”. وتعرضت “ايرباص” إحدى وحدات شركة “يوروبيان ايرونوتيك ديفنس آند سبيس” لأكثر من 4 سنوات تأخير فيما يخص إيه 380 بسبب عدم كفاية نظم تصنيعها لتلبية المتطلبات الصناعية الثقيلة للطائرة ذات المستويين، وبعد سنتين من بداية تسليم دفعات الطائرة إيه 380 يقول مسؤولون في “إيرباص” إن تكاليف إنتاج الطائرة لاتزال تتجاوز سعر بيعها. ومنذ بداية فكرة دريملانير في مطلع هذا العقد خططت بوينج للحد بقدر الإمكان من عمليات موائمة إنتاج الطائرة حسب طلبات الزبائن وبالتالي راعت في تصميمها تغطية جميع التفاصيل الدقيقة سواء الفنية منها أو المتعلقة بالخدمة وراحة الركاب والطاقم، حسب جيمس البوف رئيس وحدة الطائرات التجارية في “بوينج”. في ذات السياق يقول مارشال لارسن مدير تنفيذي شركة التوريد المسماة جودريتش كورب إن المهمة الصعبة ليست في تجربة طيران الطائرة بل في أن جودريتش دعمت “بوينج” بنجاح وأمدتها بكل الأجزاء اللازمة عالية الجودة وفي وقتها بما يؤمن إدخال طائرة جديدة في الخدمة، يذكر أن جودريتش المتمركزة في تشارلوت نورث كارولينا هي التي تنتج أهم أجزاء “دريملانير” وكذلك إيرباص 380 بما يشمل مكابح وعواكس دفع “دريملانير 787”. ويضيف البوف “لابد لنا التأكد من أن لدينا سلسلة إمداد تعززنا وتدعمنا بحيث نفي بما وعدنا، ونحن ندرك أنه سيكون هناك تغييرات خلال عملية التصنيع وحتى التجارب النهائية ويجب علينا التأكد من تقليل التأخيرات في المصنع”. وتؤكد شركة “سبيريت ايروسيستمز هولدنيجز اند” في ويتشيتا كنساس أحد أهم موردي أجزاء “دريملاينر” إنها تتطلع أخيراً إلى زيادة الإنتاج بعد سنوات من عدم الانتظام. وتقول ديبورا جان المتحدثة الرسمية باسم سبيريت “يسعدنا أن ننجح في أول رحلة تجريبية والدخول في المرحلة التالية والخوض بكل جدية في مرولة الإنتاج، ونتطلع إلى الالتزام بالجودة العالية والانتظام في إنتاج دريملانير 787 ونعتقد أن هناك الكثير من التحسينات التي سنواصل تحقيقها”. “عن وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©