البريطانيون ينفقون 23 مليار جنيه استرليني عبر بطاقات الائتمان خلال “الكريسماس”

يتجه المتسوقون في بريطانيا إلى إنفاق مبلغ 23 مليار جنيه استرليني عبر بطاقات الائتمان في أعياد الكريسماس المقبل بمعدل زيادة 4 في المئة عما كان عليه الحال في العام الماضي، وذلك من خلال الاستفادة من أكبر تدني في أسعار الفائدة والزيادة في ميزانيات الأسر البريطانية بحسب الدراسة التي أجراها مصرف باركليز، وسوف تتمتع محال ومتاجر السوبر ماركت بنصيب بمقدار 5 مليارات جنيه استرليني من هذا الرقم، بينما سوف يذهب أكثر من مليار جنيه من هذا الإنفاق إلى محطات التزود بالوقود في الوقت الذي يهرع فيه الملايين من البريطانيين إلى الشوارع والطرقات في موسم الاحتفالات. وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي لم يكشف في باعة التجزئة أنفسهم عن مؤشرات تدل على تنفيذ قدر ملحوظ من الخصومات والتنزيلات التي تميز بها موسم الكريسماس الماضي مما يعكس تزايد ثقة المستهلك على السلع في المتاجر الفخمة، وحتى الآن فإن هنالك حوالي 60 في المئة فقط من مجموعات المتاجر التي عرضت تنزيلات أو ترويج لبضائعها في هذا الأسبوع مقارنة بنسبة 80 في المئة من باعة التجزئة قبل عام من الآن وفقاً لدراسة منفصلة أجرتها مؤسسة” برايس ووتر هاوس كوبرز”، وبلغ متوسط نسبة التخفيضات التي منحت حتى الآن 37 في المئة مقارنة بمعدل 45 في المئة في العام الماضي. ويقول مارك هدسون المدير في مؤسسة برايس ووتر هاوس “كانت هناك أعداد كبيرة من التنزيلات غطت سلع الملبوسات والأحذية في العام الماضي، إلا أن هذه التنزيلات أصبحت حالياً تتسم بالمحدودية والقصر بسبب الإدارة الجيدة للمخزون وتحسن ثقة المستهلك”. وفي الحقيقة فإن قلة حجم التنزيلات إنما تعكس بوضوح الإدارة الأفضل لمخزون السلع في هذا العام حيث ذكر العديد من أصحاب المتاجر أنهم تأثروا سلباً بضعف التعاملات التجارية في أعياد الميلاد الماضية بحيث أصبحوا أكثر حذراً الآن بشأن حجم المنتجات التي طلبوا شراءها في هذا العام، أما الانتعاش الواضح في مستوى التعاملات التجارية في قطاع التجزئة فقد بات يعكس من جانبه الزيادة الملحوظة في مداخيل البريطانيين جراء تدني أسعار الفائدة وبشكل قلل من حجم الضغوط على إنفاق المستهلك. وتقدر سلسلة سوبر ماركت “آسدا” أن الأسرة البريطانية أصبحت تتمتع في المتوسط بزيادة بقيمة 10 جنيهات استرلينية في كل أسبوع مقارنة بما كانت عليه في العام الماضي، وأصدق مثال على ذلك الأرقام التي أفرج عنها في هذا الأسبوع وكشفت أن حجم المبيعات في “بوند ستريت” و”اكسفورد ستريت” و”ريجنت ستريت” في العاصمة لندن قفز بمعدل 10,6 في المئة خلال نوفمبر الماضي مقارنة بنفس الشهر لعام 2008. وجاء الوضع مماثلاً في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كشفت الأرقام الجديدة عن ارتفاع في مبيعات التجزئة في نوفمبر بنسبة 1,3 في المئة أي تقريباً ضعف الزيادة بنسبة 0،7 في المئة التي توقعها الاقتصاديون في السابق. وذكرت صحيفة “التايمز” اللندنية أن طبقة الثلوج الكثيفة التي أضحت تغطي معظم الأنحاء البريطانية باتت تهدد بتراجع واختفاء عشراء الملايين من الجنيهات الاسترلينية من الإنفاق الذي يقدر بقيمة 1,1 مليار جنيه استرليني في حمى الشراء التي يتوقعها باعة التجزئة في عطلة نهاية هذا الأسبوع، وهو الإحباط الذي أصبح من المتوقع أن ينهي إحدى أشد السنوات قسوة طيلة عقود من الزمان، فهناك العديد من محال السوبر ماركت البريطانية التي باتت تعاني من الفراغات في أرففها بعد أن عجزت اللوريات والشاحنات عن مغادرة مخازن السلع والبضائع بسبب تراكم الثلوج. ويقول نيل ساوندرز كبير المحللين في شركة فيرديكت لاستشارات مبيعات التجزئة “إنه أسوأ توقيت ممكن من نوعه فهذه الأيام القليلة الباقية تمثل ذروة مستوى التسوق، وسوف يتعين على معظم الأشخاص تنفيذ بعض عمليات الشراء إلا أن الأمر بات يعتمد على إمكانية مغادرتهم لمنازلهم بحرية في نهاية هذا الأسبوع”، وحتى في حال أن تمكن المتسوقون من إيجاد الوقت الذي يسمح لهم بالتسوق في الأسبوع المقبل فإنهم من غير المحتمل أن ينجحوا في إحداث النشاط الذي درج باعة التجزئة على التمتع به في فترة ما قبل الكريسماس الحاسمة، إذ أن العديد من أولئك المتسوقين فقدوا أموالاً مقدرة في خلال هذا العام وحتى ديسمبر الحالي. أما ريتشارد ستيبلز الرئيس التنفيذي للموقع الالكتروني لشركة “كيلكو” المتخصصة في مقارنة الأسعار فقد قال من جانبه “متى ما نشهد استمرار الطقس السيئ سوف نشاهد أيضاً انخفاضاً في الحركة المرورية ووسائل النقل، لذا أعتقد أن هذا هو الوقت الذي سوف تشهد فيه المبيعات على الإنترنت أفضل موسم لها، ولكن العامل الأهم سوف يتركز على مدى ثقة المستهلكين في أنهم سوف يحصلون على السلع في زمن الأعياد، إلا أن معظم باعة التجزئة عبر الإنترنت مازالوا يضمنون تسليم السلع في الوقت المناسب متى ما تمت عمليات الشراء قبل يوم الاثنين المقبل”، وإلى ذلك فقد ذكر مصرف باركليز أنه لم يعد يتوقع أن تصبح هذه الأيام (السابقة للأعياد) الأكثر نشاطاً في سحب الأموال النقدية من ماكينات الصرف الآلي بسبب انهمار الثلوج، ولكنه توقع أن يتم سحب 24 ألف جنيه استرليني في كل ثانية من هذه الماكينات في الفترة ما بين منتصف الظهيرة والساعة الواحدة صباحاً في كل يوم حتى انقضاء موسم الأعياد. “عن ديلي تيلجراف والتايمز”