الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متى يكون القلق على صحة الطفل أمراً مبرراً؟

متى يكون القلق على صحة الطفل أمراً مبرراً؟
20 ديسمبر 2009 22:17
قد تتساءل الأم: «لماذا لا يكون هناك دليل واضح ينير الطريق أمام الأسرة، لتعرف متى يمكن أن تتصل بالطبيب أو لا تتصل به، خصوصاً أن هناك كثيرا من الأسر تسكن في مناطق بعيدة لا يتوافر فيها وجود الطبيب؟» وبالطبع ليس قائمة جاهزة بالأعراض التي يستوجب فيها على الأم أن تستدعي الطبيب، لكن عليها أن تلاحظ المظهر العام للطفل، وهل تبدو عليه أعراض المرض بوضوح أم لا؟ وهل يقوى على مغادرة الفراش أم لا؟ وإلى أي مدى يكون التغيير في سلوكه بالنسبة لحالته الطبيعية عندما يكون سليماً، فلو أن الطفل ظهرت عليه علامات المرض، وأجبرته على أن يرقد في السرير وكان منهكاً، فعلى الأم في هذه الحالة أن تحاول استدعاء الطبيب لفحصه أو تنقله هي إلى عيادة الطبيب. إن مظهر الطفل وسلوكه في بداية الإصابة بأي مرض أمر في غاية الأهمية، فالطفل الذي لا يأبه بارتفاع درجة الحرارة، ويأكل ويلعب بشكل طبيعي فلا يدعو إلى الانزعاج، إنما الذي يزعج هو أن نلاحظ أن المرض يقهر القوة الحيوية للطفل. وهناك بعض المظاهر التي قد تبدو مألوفة في أي مرض من الأمراض. وقد يتشابه مرض خطير مع مرض آخر غير خطير، لكن هناك دائماً إحساس الأم الداخلي بالخطر وهي تكتسب هذا الإحساس من خلال تربيتها لأكثر من طفل. فعندما يشكو الطفل من ألم في البطن ويرغب في التقيؤ، فإن ذلك قد يدل على أن هناك عدوى لنوع من المرض لا نعرفه بالتحديد إلا بعد الفحص الطبي. إن المغص مثلاً من الأعراض الشائعة بين الأطفال الذين يواجهون مشكلات في التغذية وغير ذلك من الأسباب التي تدفعنا للقلق على الطفل، فقد نظن أن المغص هو التهاب في الزائدة الدودية. لكن التهاب الزائدة الدودية حالة نادرة بلا أدنى شك. فإذا قارنا الالتهاب في الزائدة الدودية بالأسباب الأخرى التي تؤدي إلى أي مغص في البطن، فإن النتيجة ستكون وجود مرض ما ليس هو الزائدة الدودية. وحتى نتأكد من أنه التهاب حاد في الزائدة الدودية، فإنه يجب أن نفحص الطفل فحصاً جيداً خصوصاً إذا كانت شكوى الطفل من المغص تظهر بصورة لم نرها من قبل. وإذا ظلت الآلام لمدة ساعة أو أكثر فإننا يجب أن نهتم غاية الاهتمام بصحة هذا الطفل، أما الآلام التي لا تستمر سوى دقائق وتزول بعد ذلك فهي لا تدل بالتأكيد على أنه يعاني من التهاب الزائدة الدودية. وكثير من الأطفال يقعون على الأرض أو من مكان مرتفع من على السلم مثلاً وقد تلتوي قدم الطفل أو يده حتى ثقل جسده، وقد يسبب ذلك الألم المستمر أو العجز عن استعمال اليد المصابة أو المشي على القدم المصابة وقد يحدث بعض الورم. في مثل هذه الحالة يجب أن نستدعي الطبيب لأن الأمر يحتاج إلى تدخل طبي ومهارة خاصة، وقد يحتاج إلى الفحص بالأشعة حتى نتأكد من عدم حدوث أي كسر بالعظام. ويجب أيضاً أن نستشير الطبيب عندما تحدث أي إصابة للرأس مثلاً، خصوصاً إذا صحبت هذه الإصابة غيبوبة قصيرة ورغبة في النوم، أوغثيان وصداعا وشحوبا يزداد باستمرار على ملامح الوجه. إنها قد تكون إصابة بارتجاج في المخ. نحن نقرأ ونعرف عدداً هائلاً من التحذيرات عن ضرورة إبعاد الأشياء التي يسهل ابتلاعها عن يد الطفل الصغير، ذلك أننا نقع أحياناً في الاشتباه في أن الطفل قد يكون ابتلع مادة نظن أنها سامة. وهناك عشرات من هذه المواد في كل بيت لذلك فإذا ابتلع الطفل أي شيء فمن الأحسن أن نطلب الطبيب بعد أن نحاول أن نجبر الطفل على القيء بأن نضع الأصبع في فم الطفل ونحرك الأصبع حركة دائرية في مؤخرة الحلق. وإن لم نستطع الاتصال فوراً بالطبيب فهناك أساليب عديدة لعلاج هذا الموقف، منها أن كثيراً من المراكز الطبية للإسعافات الأولية موجودة في معظم المدن. ويمكننا أن نحصل على رأي أحد هذه المراكز بعد الاتصال به هاتفياً. ويجب أن نحتفظ دائماً برقم تليفون أقرب مركز إسعاف قريباً منا ونحتفظ أيضاً برقم تليفون أي مستشفى قريب منا حتى يمكن أن ننقل الطفل بسرعة إلى هناك إذا حدثت حالة من هذه الحالات، أما إذا كان البيت يقع في قرية ويبعد كثيراً عن المستشفى، فعلينا أن نطلب الشرطة لتبحث لنا عن طبيب على وجه السرعة أو تجعلنا نصل بسرعة إلى أحد المستشفيات. إن على الآباء مسؤولية المحاولة للتغلب على الارتباك أو الخجل عند ضرورة حضور الطبيب. لأنهم حتى لو شعر الواحد منهم بأن الاستدعاء ليس له ما يبرره، فإنهم يجب أن يعلموا أن فحص الطفل على أية حال مفيد ولا يضر، ويضع حداً للشكوك أو القلق الذي ينتاب الوالدين في أغلب الأحوال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©