الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

في الحلقة الأخيرة المسجّلة من البرنامج الارتجال في «أمير الشعراء» يحدد مصائر المتسابقين

في الحلقة الأخيرة المسجّلة من البرنامج الارتجال في «أمير الشعراء» يحدد مصائر المتسابقين
26 ابريل 2013 02:44
أبوظبي (الاتحاد) - اختتمت الحلقات المسجلة من برنامج «أمير الشعراء»، وذلك بعد عرض حلقتين سابقتين حفلتا بأصوات شعرية أجازتهما لجنة التحكيم المكونة من الثلاثي النقدي د. عبدالملك مرتاض، د. صلاح فضل، د. علي بن تميم. فمن شاطئ مسرح الراحة وفي تمام الساعة العاشرة، كان جمهور الشعر على موعد مع بقية الـ300 مشترك ومشتركة في المسابقة ليقولوا ما لديهم، وليدلي المحكمّون بالتالي بآرائهم النقدية التي لا ترحم أحداً، الأمر الذي اعتاده حتى جمهور «الأمير»، تلك المسابقة التي قدمت الشعر في صورة جديدة وقالب عصري، والتي تشرف عليها إدارة المهـرجـانـات والبرامــج الثقافيـة والتراثيـة - أبوظبــي، وتبثها قناتا أبوظبي - الإمارات وشاعر المليون. عين الكاميرا قبل بدء البرنامج عودتنا كاميرته على تلك الجولة التي تقوم بها بين المتسابقين، الذين ينتظرون أدوارهم لدفق ما في جعبهم من نصوص قد تكون شعراً، وأحياناً أخرى لا تمسه أبداً، إنما تشكّل حالة نظمٍ توهم السامعين أنها شعراً. وجالت الكاميرا بين الوجوه، ونقلت طقوسهم وهم ينتظرون في ردهة المكان، كما نقلت كلمات بعضهم، فقال أحدهم، إن غرب أفريقيا حبلى بالشعراء، وأخبرنا آخر عن تمنياته بالوصول إلى مراحل متقدمة، وثالث قال إنه تفرغ هذه الدورة تماماً للمسابقة، وأشار سواه إلى الثقل الإعلامي الذي تتمتع به المسابقة، والتقارب العربي الذي تؤديه. المهمة الصعبة ويبقى للجنة التحكيم المكونة من د. عبدالملك مرتاض، ود. صلاح فضل، ود. علي بن تميم، حضورها المؤثر على المشتركين والمشتركات في المسابقة، حيث إن رأي كل واحد من أعضاء اللجنة سيكون الفيصل، وسيحدد مصائرهم فيها، فإن أجازت اللجنة النص بالإجماع أو بالأغلبية، فإن كاتبه أو كاتبته سيتمكن من العبور إلى الضفة الثانية، وحينها ستكون المواجهة وجهاً لوجه بين العابرين إلى تلك الضفة. وليلة أمس أجازت اللجنة من يستحق الانتقال إلى المرحلة الثانية من المسابقة التي ستنقل على الهواء مباشرة، كما أجازت من وجدت أنه يمكن أن يقدم الأفضل لاحقاً، سيما أنه يمتلك أدوات الشاعر. فالنصوص التي أجازتها اللجنة بالإجماع، إنما كان ذلك لأسباب عدة أهمها: القوة الشعرية الحقيقية، جودة الشعر،الجمال والقوة، اللمحات والإضاءات المتميزة، التمكن، اللغة جميلة المتمكنة، الإيقاع الكلاسيكي المعتق المتميز، التجربة الشعرية الجيدة، الصياغة المحكمة والتنظيم الجيد، التماسك. أما النصوص التي أجازتها بالأغلبية، فقد كان ذلك حسب رأي بعض الأعضاء؛ للشعر الرقيق البسيط الحقيقي، وللغة الجيدة، أو لنصاعة اللغة والموسيقى، في حين أن رأياً وحيداً رفض النصوص بسبب اللغة القديمة، أو لأن النظم تقليدي، أو لأن النص لا يحمل نفحة شعر، أو لعدم تمكن المتسابق من قول الشعر، ومرة بسبب تقليدية النص. في حين جاء الرفض قاطعاً على مجموعة نصوص، ومن بينها نص المتسابق الغيني محمد جالو الذي، كما قال له د. صلاح فضل، ابتلع كثيراً من الشعر العربي القديم فنظم وجاء بكلمات قديمة، لكنه لم يُشعِر. وفي الحلقة ذاتها، تم رفض النص الضعيف بالإجماع، والآخر ذي الصياغات القوية لكن المتناقضة، والثالث الذي جاءت صوره سطحية، وكذلك النص المرتبك، والآخر لا يزال كاتبه يلثغ في المرحلة الأولى من الشعر، كما رُفض النص الذي لم يعطه مؤلفه الجهد الكافي في السبك والصياغة، وبالتالي فإن الانغلاق على الذات لا يصنع شاعراً كما قال أحد أعضاء اللجنة. وختامها ارتجال وانتهى اليوم الثالث من الاختبار، وتم اختيار من يستحق من المبدعين والمبدعين للاستمرار إلى مراحل متقدمة من «أمير الشعراء»، فمع أكثر من 300 شاعر اختيروا من بين الآلاف انتهت المرحلة الأولى، ثم تم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي انتهت باختيار 50 شاعراً انتقلوا إلى المجاراة، وهي المرحلة التي حددت بالضبط من سيتابع المشوار، والنقطة التي تشكل فارقاً حقيقياً، إذ إنها تفصل الشعراء عن شاطئ الراحة وعن الحلقات المباشرة. وفي هذه المرحلة، أُجريت قرعة لمجموعة الـ50 بعد قسمها إلى قسمين، وكل متسابق من هؤلاء سحب ورقة تحمل أحد الأرقام من 1 إلى 25، ثم تعرّف كل شاعر إلى منافسه الذي يحمل الرقم ذاته، وكانت اللجنة قد حددت مسبقاً موضوعات الارتجال، ومنها: الأم، الحرية، الصحراء، الفجر، البحر، التسامح، الغناء، وغير ذلك من موضوعات حياتية كثيرة. وحول الارتجال اختلفت مشاعر المتنافسين والمتنافسات، كما اختلفت مشاعرهم تجاه تلك التجربة التي تدرج للمرة الأولى في المسابقة، فوصف بعضهم حالاتهم قبل خوض غمارها، لكن جميع المشاعر تراوحت بين القلق، الترقب، الشك، التأهب، الثقة بالذات، امتلاك صفاء الذهن، السعادة، غير أن ما كان يجمع الـ 50 متسابقاً ومتسابقة؛ المنافسة، وبالتالي فإن احتمالي الربح أو الخسارة بقيا قائمين إلى أن ارتجل كل اثنين يحملان الرقم ذاته ثلاثة أبيات في موضوع محدد خلال دقائق معدودة، ومنهم من أبدع، ومنهم من فشل في هذا الامتحان. وقد قال د. علي بن تميم، إن الهدف من إجراء اختبار الارتجال، الوصول إلى اختيار دقيق لمن يستحق مواصلة مشوار الشعر مع «أمير الشعراء»، فالارتجال يكشف عن سرعة البديهة، وبالتالي الوصول إلى مجموعة منتقاة بعناية من المتنافسين، متوقعاً د. علي أن يحقق الموسم الخامس نجاحاً طيباً، في حين توقع د. صلاح فضل أن يكون هذا الموسم أكثر شعرية، لأن العرب ينتظرونه منذ عامين، أما د. عبدالملك مرتاض، فقد ختم الحلقة بالإعلان عن أن أولى الحلقات التي ستبث على الهواء مباشرة. يذكر أن الموسم الخامس من «أمير الشعراء» يضم مشاركات من معظم الدول العربية، ومن أفريقيا، وأوروبا كذلك، وقد شهدت دورات البرنامج الأربع الماضية اهتمام آلاف الشعراء العرب والناطقين بالعربية أيضاً، وهو الذي نجح في الكشف عن ?125 موهبة شعرية تنافست من خلال المسابقة التي تعرض على قناتي أبوظبي - الإمارات، وشاعر المليون، والتي بات يتابعها ملايين المشاهدين من عشاق الشعر العربي الفصيح في أي مكان من العالم. و«أمير الشعراء» البرنامج الذي انطلق منذ عام ?2007 أصبح الأول والأكثر جماهيرية، وهو المسابقة الثقافيّة المختصة بالشعر الفصيح، والتي باتت تخدم أهداف النهوض بالشعر العربي وإعادة إحياء الاهتمام به وإعادة الاعتبار له، وهو الذي تألق خلال فترات زمنية طويلة من تاريخ العرب، ويحسب لأبوظبي أنها تبذل جهداً متميزاً في هذا المجال. مؤتمر صحفي يبدأ مساء يوم الأربعاء الموافق الأول من مايو المقبل، بث الحلقة الأولى من مسابقة «أمير الشعراء» في موسمها الخامس، على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وذلك عبر قناتا أبوظبي- الإمارات وشاعر المليون. ويقام في 30 أبريل 2013 مؤتمراً صحفياً خاصاً يحضره أعضاء اللجنة العليا للمسابقة، وأعضاء لجنة التحكيم، ومُقدّمي البرنامج، وفيه سيتم الحديث عن التغييرات كافة التي طرأت على المسابقة، والأسباب التي دعت إلى ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©